واشنطن –
وصفت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة أمس السبت قيام القوات الجوية العراقية يوم أمس الأول بشن أولى غاراتها في سوريا ضد تنظيم داعش الإرهابي، وفقاً لما أعلنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بأنه يمثل تصعيداً كبيراً في جهود العراق لدحر التمرّد عن طريق قصف ملاذاته عبر الحدود.
ورأت الصحيفة- في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن شن هجوم على أرض أجنبية- حتى بالرغم من أن القوات الأمنية العراقية تتصارع مع المسلحين لاستعادة السيطرة على غرب الموصل- يظهر كيف أن الحكومة العراقية تحوّل جل تركيزها نحو قتال تنظيم داعش الذي لم يعد لديه معقل رئيسي داخل البلاد.
ونقلت الصحيفة عن العبادي قوله: «إننا مصرون على تعقب الإرهاب الذي يسعى دوماً إلى قتل شعبنا، في أي مكان يوجد فيه». مشيرة إلى أن العبادي أصدر أوامر بدء الضرب عبر الحدود بعدما توصل المسؤولون الاستخباراتيون والعسكريون في العراق إلى حقيقة أن مخططي الهجمات الإرهابية الأخيرة في بغداد والتي وقعت بتفجير سيارات ملغومة موجودون داخل قرى في سوريا، وأن الغارات العراقية تمت بالتنسيق مع الحكومة المركزية في دمشق، وفقاً لمسؤولين عراقيين».
وقال مسؤول رفيع المستوى بالقوات الجوية العراقية «إن هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها القوات الجوية العراقية غارات على الأراضي السورية، ونفذت مقاتلات عراقية من طراز اف- 16 المهمة.. بالتأكيد استند الأمر كله إلى التنسيق مع الجانب السوري». ونقلت (وول ستريت جورنال) عن نيكولاس هراس، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث أمني في واشنطن، قوله «إن الجانب الأكثر أهمية في هذه الضربة هو ما يتعلق بحقيقة أن مركز ثقل داعش تحول الآن من الموصل إلى منطقة الحدود السورية- العراقية». وأضاف هراس «يبدو أيضاً أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تتوق إلى رؤية العراقيين وهم يصعدون حملتهم ضد داعش في المناطق الحدودية السورية كي يمكن للجيش استخدام تلك الموارد الإضافية». وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن التكتيكات الجوية الجديدة للعبادي تأتي في الوقت الذي تتجه فيه القوات البرية العراقية صوب الجانب الغربي من الموصل لتحرير ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة المسلحين.