مسقط
سعفة الأرفاغ هي عدوى فطرية في المنطقة الإربية "ما بين الفخذين". إن غالبية حالات السعفة الإربية تصيب الرجال، كما أنها تعرف في بعض الأحيان بـ"حكة دوبي" أو "حكة جوك". وتُعد الفطريات الجلدية مثل الشعراوية الحمراء والبشروية الندفية هما العاملان المسببان لمثل هذه العدوى. وتنتقل العدوى عن طريق الملامسة المباشرة بالأشخاص المصابين أو الاتصال غير المباشر من خلال استخدام الأدوات المعدية كالملابس والأغراض الشخصية. ويعتبر المناخ الرطب والدافئ هو المناخ المناسب لانتشار العدوى.
تُظهر التحاليل السريرية للجلد أن العدوى تكون بشكل حمامي ذات هامش محيطي مرتفع منقط بحويصلات بثرية ومركز واضح كـ"حلقة دائرية حمراء" وتتمركز العدوى على الجانب الأنسي "الجانبي" من المنطقة التناسلية، تنتشر لتشمل الأرداف وأسفل الظهر والبطن وأكثرها شيوعاً سعفة كيس الصفن "الخصيتين"، حيث تلازم هذه العدوى حكة شديدة تنتج عنها جروح مزمنة قد تؤدي لحدوث تحزز جلدي قد تتبعها التهابات ثانوية، كما يمكن أن يصاحب هذا المرض الدموع والانحلال والتعطين "نتانة الجلد" وظهور البثور في بعض الأماكن.
إن طرق العلاج المتبعة من قِبل أطباء الأمراض الجلدية تكون بصرف أدوية موضعية مضادة للفطريات يتم أخذها لمدة أربعة أسابيع، بعدها يتم العلاج عن طريق العلاج النظامي (كالحقن والحبوب وغيرها من الأدوية التي تعطى داخل الجسم). ولكن ما يحدث هو أن المريض يذهب مباشرة إلى الصيدلية أو الطبيب يشكو مشكلة الحكة دون ظهور الأعراض عليه فيكون الحل بإعطائه كريمات الستيرويد. ونحن هنا لا نلقي اللوم على الصيدلانيين أو الأطباء فبعض المرضى يشعرون بالخجل لإظهار مثل هذه الأمراض. ولقد تغيّرت طرق علاج العدوى السعفية، وغالباً ما يكون المريض راضياً بالعلاج منذ البداية، حيث يتم التحكم في الحكة ومواطن تركز الالتهاب. ولكن في حال التوقف عن العلاج، فإن الحالة تعود للانتكاس مرة أخرى، حيث يعود المريض مرة أخرى لاستخدام الستيرويد ليصبحوا مدمنين على استخدامه. وبعد بضعة أشهر تبدأ حواف الآثار والقشور بالتقلص وتحول الالتهاب إلى عقد غريبة التصنيف. غالباً ما تبدو مثل كدمة بنية اللون تظهر بشكل واضح في المنطقة الأنسية "التناسلية". إن الاستخدام المزمن للعلاج يسبب الضمور "ترقق الجلد" وتوسع الشعيرات الدموية في الجلد وظهور شروخ في المنطقة الأنسية.
يحث اختصاصي الأمراض الجلدية بمستشفى بدر السماء د.شيبو محمد بعدم صرف كريمات الستيرويد لعلاج العدوى الفطرية، حيث أوضح أن علاج هؤلاء المرضى عن طريق صرف الكريمات المضادة للفطريات لهم لم تظهر أي فائدة حتى يومنا هذا وأن العدوى السعفية المقاومة للأدوية شائعة جداً هذه الأيام. ويوصى بصرف كريمات الستيرويد للمرضى في حالة الإصابة بالأكزيما والصدفية والعديد من الأمراض المختلفة التي تصيب الجلد بإشراف من قِبل أطباء الأمراض الجلدية والتناسلية.