«النقل» يبث الروح الإيجابية

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ١٤/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
«النقل» يبث الروح الإيجابية

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

لا يحتاج وزير النقل والاتصالات للحديث كثيراً عن مشاريع تقوم بها وزارته، حيث الكلام يتوارى أمام الفعل، وحيث الحكومة تقوم بجهد كبير، براً وبحراً وجواً، لوضع مشاريع البنية الأساسية قيد التنفيذ، لا تحت بند الدراسات، ولولا إيمان حكومي بقيمة هذا القطاع لما شهدناه بحركة نشطة كهذه، لأن المعوّل عليه كبير، وربما تأخرنا في استنهاضه لكن جميل أن نستيقظ، ولو متأخرين.

لدينا قطاعات النقل فاعلة في المسارات الثلاثة، وحيث لا يفترض بنا أن نبكي على اللبن المسكوب طوال العقود الماضية حيث كان يمكن لمطاراتنا وموانئنا وموقعنا الإستراتيجي القيام بدور كبير جداً في معضلة التنويع الاقتصادي التي تحدثنا عنها كثيراً، وقدمنا ما لا يشفع للمخططين، وقد وعدونا بلبن العصفور في رؤية 2020، ولعل الأجيال المقبلة ستكون شاهدة على 2040، وتفاؤلي بها كبير، وليعذرني مَن يلومني على قدرتي بهكذا تفاؤل!

في رؤية وزارة النقل والاتصالات ما يمكن التفاؤل به، والبناء عليه، والإحساس بروح إيجابية بما نراه واقعاً على أرضنا، فالطموح لا يذهب بنا فقط إلى ما بعد 23 عاماً لننتظر 2040 بل يبدأ من هذا العام مع افتتاح مطار مسقط الدولي (الجديد)، وتأخره يعكس مفهوماً تقليدياً لم نتخلص منه، حيث مشاريعنا تواجه هذه المعضلة، وأسبابها عائدة إلى منظومة العمل في بيئتنا، حيث «الجدّية والالتزام» في جينات كثر لا يرون أن عمل اليوم يفترض به ألا يؤجل إلى العام المقبل!
إنما من الرائع أن نرى حلمنا بمطار يليق بعُمان على أرض الواقع هذا العام، كما هي مشاريع أخرى في منظومة الطرق وهي تشق الجبال، ناحتة في قسوتها شوارع واسعة وفي وحشة المكان تضاء مصابيح دالة على حياة تبدد الظلام والقسوة.
شارع سريع على امتداد سهل الباطنة، وآخر (آمن) يخترق جبال العق وصولاً إلى الشرقية، ومشاريع أخرى تعزز من إيجابية الحياة، لمَن يرون أن العمل التنموي لم يتوقف، وإن صادفته عثرات، فإنما هي طبيعة الحياة، والمرحلة، والتحديات، تلك التي تواجه العقول أكثر مما تواجهها الميزانية.
ورائع أن تدخل الخدمة 118 حافلة ضمن توجهات تعزيز النقل العام؛ لأن حضورها الكثيف على شوارعنا يتيح خياراً مهماً أمام المواطنين والمقيمين، لمراجعة أوراق التنقل بكلفة أقل مع تصاعد أسعار البنزين وأسعار السيارات، جديدها ومستعملها.
تحدثت وزارة النقل والاتصالات عن خططها، وكل عام نشهد الجديد في مضمار السباق التنموي، حيث تتحول الرؤى إلى أفعال نراها بيّنة، وهذا ما يعزز الثقة في أن ما قيل سيتحقق، حتى ونحن نرى أن تنمية (العقل البشري) ثقافة ومعرفة لها القيمة الحضارية الأعمق في عملية التطوير والبناء، إنما ما يتحقق في أي مضمار رصيد إضافي لعُمان التي تستحق منّا.. الأفضل، والأجمل.