مسقط - سعيد الهنداسي
تصوير - طالب الوهيبي
في طريقه نحو الوصول لنهائي كأس العالم العسكرية الثانية لكرة القدم ومن أجل تسجيل اسمه في سجلات الذهب للبطولة التي فقدها في النسخة الفائتة لمصلحة المنتخب العراقي في باكو بأذربيجان، يصطدم منتخبنا العسكري في الخامسة مساء اليوم بنظيره المنتخب المصري الشقيق في لقاء لا يقبل القسمة على اثنين، فالفائز هو من يسجل اسمه طرفا لنهائي الحلم والخاسر عليه (مراضاة) جماهيره باللعب على المركز الثالث، وبين هذا وذاك صراع كروي يمتد إلى (90) دقيقة في الفصل الرئيسي ربما من خلاله يسدل الستار بالكشف عن الفريق الصاعد للنهائي عبر مواجهة عربية شرسة للغاية، وربما يمتد الأمر إلى شوطيين إضافيين، ومن يدري فلربما كانت هناك مواجهة بين فايز الرشيدي ومحمد عواد حارسي المرمى للتصدي لركلات الحظ الترجيحية، فالحسم لا بد أن يتم ولا مجال لأنصاف الفرص.
وفي الجانب الآخر لقاء عربي آخر سيظهر في الثامنة والنصف بين قطر وسوريا في ذات المهمة.. فالجميع يعي تماما أنه لا مجال للخسارة بعد مشوار مثير في بطولة السلام على أرض السلام عبر بوابة الصداقة عبر الرياضة.
مجمع السلطان قابوس الرياضي سيكون شاهد عيان على مواجهتي المربع الذهبي للمونديال العسكري الثاني وباتت مدرجاته بانتظار أن تتوشح بألوان المنتخبات العربية الأربعة تباعا في أمسية العرب.
أصعب مواجهة
مواجهة صعبة للغاية هي التي سيدخلها منتخبنا العسكري بدءا من الخامسة مساء اليوم أمام شقيقه المصري، مواجهة لا تقبل بأنصاف الفرص والحلول.. مواجهة باتت أوراقها مكشوفة من الأجهزة الفنية لطرفي الحوار، منتخبنا يعلم تماما بأنه يدخل اللقاء وهو في أريحية كبيرة مقارنة بالجهد الذي بذله المنتخب المصري الشقيق في لقاء دور الثمانية. حيث إن منتخبنا أنهى مهمته بسهولة ويسر أمام مالي بخماسية نظيفة دون أن يفقد الكثير من الجهد البدني المبذول في ساحة الميدان، فيما المنتخب المصري احتاج إلى (120) دقيقة عبر شوطين إضافيين بخلاف الوقت بدل الضائع لينهي معضلته أمام الجزائر بهدف قاتل لأحمد الشيخ في الدقيقة الـ(120) وأداء قوي للغاية احتاج إلى جهد بدني وذهني عال حتى يحقق المبتغى، لذلك فإن الجانب البدني يصب في مصلحة منتخبنا بشكل كبير مقارنة بما ذكرته أعلاه.
ولكن هذا الأمر سيذوب تماما في ظل الهدف المنشود للطرفين خاصة وأن مدرب المنتخب المصري فسح المجال لكافة لاعبيه الذين خاضوا لقاء الجزائر مساء أمس الأول بالراحة التامة في فندق الإقامة (مجان) دون أن يخوضوا التدريب الذي خاضه الفريق عند الثانية ظهر أمس بالملعب الفرعي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر وهو ما يؤكد أن (عمر) يدرك تماما أن الجهد البدني المبذول في لقاء الجزائر كان عبئا كبيرا على لاعبيه وبأن الراحة والاستشفاء هي السبيل لإعادة أحمد عيد ورفاقه إلى دائرة الجاهزية التامة لمواجهة منتخبنا العسكري في أمسية اليوم.
لقاء الجماهير
لعل ما سيميز لقاء منتخبنا مع نظيره المنتخب المصري عنوانه لقاء الجماهير والحشود الجماهيرية المنتظر وجودها في مدرجات مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، فالجماهير المصرية أدت مهمتها بشكل ممتاز طيلة مباريات منتخبها بالبطولة، وبالأمس القريب وبعد صافرة نهاية مباراة فريقها أمام الجزائر طافت في مسيرات فرح عارمة حتى ساعات متأخرة من صباح الأمس في شوارع مسقط احتفالا بالتأهل الصعب، ومن باب أولى فإن ظهورها اليوم سيزداد وسيشكل لوحة جماهيرية مكتملة العناصر من كافة النواحي، وهو ما كان سندا مباشرا في تحفيز الفراعنة بأرضية الملعب.
في الجانب الآخر، فإن الحضور الجماهيري لمنتخبنا العسكري كان جيدا نوعا ما في لقاء أمس الأول، وأصبحنا نستمع لأهازيج تحفيزية وفي أوقات متواصلة من عمر اللقاء، ومن باب أولى فإن مهمتهم اليوم لا بد أن تكون إيجابية بشكل أكبر عن ذي قبل، وبأعداد أوفر عن سابقاتها كذلك، حيث إن لاعبي منتخبنا بحاجة إلى دفعة معنوية من خارج الميدان تدفعهم للأمام نحو المنافسة على اللقب العالمي للمرة الثانية في تاريخهم بعد أن طار من بين أيديهم في أذربيجان بالبطولة الأولى، وبات على روابط جماهير الأندية الوقوف رفقة الرابطة الرئيسية المخصصة لمساندة المنتخب حتى تكتمل اللوحة وتزداد الفاعلية في أمسية الحسم المنتظر.