مسقط - سعيد الهاشمي
تعتبر «قرية غلا›› بولاية بوشر بمحافظة مسقط مزاراً سياحياً وتراثياً وبيئياً، وتشتهر بعيونها المائية الطبيعية الساخنة، وتمتاز بطرقاتها الضيقة ومبانيها ذات الطابع التقليدي ومحافظتها على أصالتها وعاداتها القديمة.
يؤكد عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بوشر بمحافظة مسقط سعادة عزيز بن سالم الحسني أن قرية غلا مكان سياحي وتراثي وتمتاز بعين غلا الساخنة، ويرتادها الزوار من كل مكان، وتحتاج إلى تضافر الجهود للمحافظة عليها وجعلها من أبرز المزارات السياحية في السلطنة.
مديرة البيت صديق للبيئة بالكلية التقنية العليا المهندسة منى بنت عبد الله الفارسية وهي من سكان المنطقة تقول: توجد بمنطقة غلا سبع عيون ساخنة وتعتبر مزاراً سياحياً وتزخر بالكثير من المعالم البيئية والتاريخية فيوجد بها طريق تجاري منذ آلاف السنين يربط بوشر بمطرح.
وتضيف الفارسية: تنقسم منطقة غلا إلى جزأين؛ جزء اسمه غلا القديمة والجزء الآخر اسمه غلا الجديدة، فـ«غلا القديمة» لا تزال تتميز بطابعها العمراني القديم وأهالي المنطقة لا يزالون يستخدمون العيون والأفلاج في حياتهم اليومية، فتجد الرجال يذهبون إلى الاستحمام مع أطفالهم في الأفلاج، ولا تزال النساء يذهبن للفلج لتغسيل أواني الطبخ والملابس، ولا تزال المنطقة تزخر بطرقاتها الضيقة، حيث لا تستطيع السيارات العبور، فحين تود الذهاب إلى المزارع لا تستطيع الذهاب إلا مشيا على الأقدام، لتجد الطرقات باردة وتتخللها أشعة الشمس وترى النخيل والأشجار إلى جانب سماعك لصوت خرير المياه فتجد فيها الراحة النفسية، كما أن عيونها الساخنة تعتبر علاجا لبعض الأمراض. وتضيف الفارسية: من الأشياء الجميلة الموجودة في قرية غلا أن المياه بوادي غلا لا تزال تجري فيه ويوجد به تنوع أحيائي، فهناك أنواع عديدة من الطيور، كما أنه يستضيف بعض الطيور المهاجرة في فترة الشتاء، كما يمتاز الوادي بتكاثر الفراشات في هذا الوقت من العام.
وأشارت الفارسية إلى أن الكثير من الزوار يزورون المنطقة للاستمتاع بجمال مناظرها فتجد عبق التراث، ولكن التمدن والاستخدام الخاطئ لهذه المناطق أفقدها الكثير من معالمها الجميلة وفقدت الغطاء الأخضر، مناشدة الجهات المعنية لوضع التشريعات اللازمة لحمايتها، كما ناشدت الجهات ذات الاختصاص باستغلال مواردها وبيوتها التقليدية كمزار تراثي يجلب عائدا اقتصاديا لأهالي المنطقة.
عضو فريق غلا التطوعي وأحد أهالي الولاية أسامة الرقادي قال: تقع «عين غلا» في قرية غلا بولاية بوشر وتعتبر من المزارات السياحية في مسقط وتوجد بها مياه ساخنة تستخدم للعلاج وتنبع من أحد جبال بوشر.
وحول دور الفرق التطوعية للمحافظة على المناطق البيئية قال الرقادي: يعمل فريق غلا التطوعي على تنظيف الأفلاج والعيون والمرافق العامة الموجودة بالمنطقة كل ثلاثة أشهر كونها منطقة سياحية، فالطحالب تتكون بسرعة في تلك الأماكن ما يستدعي تنظيفها باستمرار.
وأضاف الرقادي: ينقص المكان لكي يكون جاذبا للسياح الترويج السياحي، فالمكان يزخر بالعديد من المقومات السياحية، ففيه الجبال الشاهقة لمحبي تسلق الجبال، كما توجد عين ساخنة في الحارة القديمة تتخلل البيوت القديمة والمزارع المعتمدة على مياه الأفلاج للري، ولا تزال لدينا مدارس لتحفيظ القرآن (الكتاتيب) وما زالت المنطقة محافظة على التراث، حيث لا تزال الأهازيج والفنون التقليدية حاضرة في جميع المناسبات، كما أن سكانها لا يزالون مشهورين بالصناعات الحرفية.
وأشار الرقادي إلى أن هناك إقبالا كبيرا من السياح على المنطقة، وهناك تعاون بين الفرق التطوعية ومؤسسات القطاع الخاص لترميم الأماكن الأثرية وتزيين المرافق العامة وتوسعة المواقف وزارعة الأشجار وإنارة للمكان.
وأكد عضو فريق غلا التطوعي وأحد أهالي الولاية أن منطقة عين غلا تقع داخل قرية، وبعض الزوار يؤذون الأهالي وينتهكون حرماتهم بتصرفات منافية للتقاليد والعادات، وهناك حاجة لتكثيف التوعية بالاستخدام الأمثل لهذه المواقع وعدم تلويثها، ومناشدة الجهات المعنية للقيام بالتنظيف المستمر.