بعد يومين من هجوم للمتشددين على قاعدة جوية قرب الحدود الهند تنهي تامين المنطقة الحدودية مع باكستان

الحدث الأربعاء ٠٦/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٢٠ ص
بعد يومين من هجوم للمتشددين على قاعدة جوية قرب الحدود
الهند تنهي تامين المنطقة الحدودية مع باكستان

نيودلهي – عواصم – ش – وكالات

عملت قوات الأمن الهندية يوم امس الاثنين بحذر على إبطال مفعول متفجرات في إطار المراحل النهائية لتأمين قاعدة جوية مترامية الأطراف قرب الحدود مع باكستان وذلك بعد يومين من هجوم للمتشددين على القاعدة راح ضحيته سبعة من العسكريين كما أصيب 22 آخرون.
ومن النادر استهداف منشأة عسكرية هندية خارج منطقة كشمير المتنازع عليها. وينذر الهجوم بتقويض هدوء مضطرب في علاقات البلاد بباكستان.
وقال مسؤول كبير في الحكومة الاتحادية إن مسلحين كانا يختبئان في الجزء الإداري من القاعدة قتلا أمس الاول الأحد لكن السلطات لم تنتشل جثتيهما بعد.
وقال المسؤول في نيودلهي طالبا عدم ذكر اسمه "قتل ستة إرهابيين في المجمل لكن يجب تأمين كل سنتيمتر من القاعدة الجوية قبل أن ننهي العملية."
وذكر مانيش ميهتا وهو متحدث باسم الجيش الهندي أن الجيش يعمل "بوتيرة سريعة للغاية" لإبطال مفعول القنابل اليدوية وجمع رفات المتشددين.
وأضاف "القاعدة الجوية كبيرة وكنا نعمل طول الليل لضمان أن تصبح القاعدة تحت سيطرتنا بالكامل."
وقتل جندي من حرس الأمن الوطني وهي قوة مكافحة الإرهاب في الهند إثر انفجار قنبلة يوم السبت بينما كان ينتشل جثة أحد المهاجمين مما استدعى توخي الحذر عند تمشيط المنطقة تحسبا للألغام.

تحركات عسكرية
وشوهدت شاحنات عسكرية تدخل وتخرج من المجمع وحلقت طائرات الهليكوبتر فوقه صباح امس الاثنين.
يأتي الهجوم بعد نحو أسبوع من زيارة غير مقررة قام بها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لباكستان ولقائه بنظيره الباكستاني نواز شريف. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء هندي لباكستان منذ 11 عاما.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن مسؤولين قالوا إن الهجوم يحمل بصمات هجمات سابقة يشتبه أن جماعات متشددة مقرها باكستان نفذتها مما يسلط الضوء على هشاشة جهود بذلت في الآونة الأخيرة لإحياء محادثات ثنائية بين الجارتين النوويتين. (إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)
وكان سلاح الجو الهندي قد اكد في وقت سابق إن عملية تأمين القاعدة الجوية التي تعرضت للهجوم السبت الفائت لا تزال مستمرة فيما قالت الحكومة إنه لا يمكنها بعد تأكيد مقتل مسلحين كانا مختبئين في الداخل.
وقال المارشال الجوي أنيل خوسلا في إفادة صحفية في نيودلهي "لا يمكن اعلان تطهير المنطقة تماما بعد."
وقال وزير الداخلية راجيف مهريشي للصحفيين في نيودلهي إنه تأكد مقتل أربعة مسلحين وإنه يأمل أن "يقتل" الاثنان الآخران الطليقان بحلول بعد الظهر.
ودون العثور على جثتيهما لا يمكن تأكيد مقتلهما.
وكان مسؤول بالجيش الهندي أكد في وقت سابق مقتل أحد المسلحين في حين أكد مصدر بوزارة الداخلية لرويترز لاحقا مقتل المسلح الثاني.
وقال مصدر وزارة الداخلية لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "اتخذ قرار بتفجير إحدى الوحدات الإدارية لقتل المسلح السادس. وكانت هناك حاجة أيضا للتأكد من تدمير الذخيرة الحية."
وأدانت باكستان الهجوم وقالت إنها تريد تعزيز حسن النية الذي نشأ عن اجتماع مودي وشريف الشهر الماضي.
وأشاد زعماء هنود ببطولة القوات المسلحة خلال تبادل اطلاق النار الذي دام 15 ساعة أمس وقال مودي إن القوات المسلحة لم تسمح "لأعداء الانسانية" الذين هاجموا القاعدة بأن يحققوا نجاحا.
إلا أن هذه التصريحات بدت سابقة لأوانها اليوم الأحد بعد استمرار العملية في القاعدة الواقعة قرب حدود الهند مع باكستان.
وشوهدت عربات عسكرية تدخل وتخرج من القاعدة بينها عربة لازالة الألغام. وما زال الحراس في حالة تأهب في الوقت الذي ردد فيه محتجون شعارات وحرقوا علم باكستان قرب القاعدة.

اشتباك
من جانب اخر اشتبكت قوات أفغانية خاصة مع متمردين متحصنين في منزل قرب القنصلية الهندية بمدينة مزار الشريف في شمال أفغانستان امس الاثنين بعد هجوم وقع الليلة قبل الماضية تزامن مع هجوم على قاعدة جوية هندية قرب الحدود مع باكستان.
وحاولت مجموعة صغيرة من المسلحين اقتحام القنصلية في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول الأحد ولكنها لم تنجح في ذلك واستغلت انشغال الكثيرين بمتابعة مباراة نهائية لكرة القدم بين أفغانستان والهند.
وتحصنت المجموعة في المنزل بعدما فشلت في دخول القنصلية واشتبكت مع قوات الأمن حتى الساعات الأولى من صباح اليوم. وكانت القوات تتحرك ببطء لتقليل الخسائر بين المدنيين إلى الحد الأدنى كما أعاقت الأمطار الغزيرة سير العمليات.
وقال عطا محمد نور حاكم إقليم بلخ عبر صفحته على موقع فيسبوك "المنطقة محاصرة ونمضي بحذر ونبذل كل الجهود الممكنة لحماية أرواح الموجودين في المنطقة. سيقتل المهاجمون."
وسمع صوت إطلاق النار في المنطقة فيما أطلقت قوات كوماندوس من الجيش والشرطة القذائف الصاروخية ونيران الأسلحة الآلية الثقيلة على المبنى وحلقت طائرات الهليكوبتر فوق حي سكني بمدينة مزار الشريف الواقعة في إقليم بلخ على الحدود مع أوزبكستان.
وأصيب مدني واحد على الأقل كما أصيب خمسة من أفراد قوات الأمن بجروح طفيفة إثر انفجار قنبلة يدوية لكن السفير الهندي قال إن كل موظفي القنصلية بخير.
وألقى نور بلائمة الهجوم على "أعداء السلام والاستقرار". ووقع الهجوم في ظل تجدد الجهود لتقليص التوترات بين الهند وباكستان واستئناف محادثات السلام مع حركة طالبان في أفغانستان.
ولم يعرف من المسؤول عن الهجوم.
ويسلط الهجوم وهجوم آخر على قاعدة جوية هندية في باثانكوت بولاية البنجاب في شمال غرب الهند الضوء على صعوبة هذه العملية.
ومع بدء الهجوم في مزار الشريف كانت قوات الأمن الهندية لا تزال تمشط القاعدة لطرد المسلحين منها.
وفي 2014 تعرضت القنصلية الهندية في مدينة هرات الواقعة في غرب أفغانستان لهجوم من قبل متمردين مدججين بالسلاح من بينهم مفجرون انتحاريون في واحدة من أخطر الهجمات على المراكز الدبلوماسية الهندية في أفغانستان.