اليمـن.. الحـرب تـفـتـك بـ«حجـة»

الحدث الخميس ٢٩/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
اليمـن.. الحـرب تـفـتـك بـ«حجـة»

عدن - إبراهيم مجاهد

يعيش النازحون اليمنيون من حجة، أوضاعاً إنسانية صعبة جداً، بخاصة النازحون من مناطق متفرقة من المحافظة الواقعة في أقصى شمال اليمن، فمشكلة النازحين أصبحت مشكلة تؤرق الجميع، فهناك أربعمئة وخمسة وثمانون ألفاً وثلاثمئة وخمسة وستون نازحاً. ما فاقم أزمة النزوح في هذه المحافظة، هو أن حجة، التي تعد أحد مناطق إقليم تهامة الأشد فقراً في اليمن، كان لديها نازحون من محافظة صعدة نزحوا إليها إبان الحرب الخامسة والسادسة التي خاضتها الدولة في عهد الرئيس السابق صالح، ونزحوا إلى منطقة حرض وتم إنشاء مخيم المزرق للنازحين، ثم شهدت مناطق عاهم وأبو دوار وكشر ومناطق أخرى حرباً في العام 2011م، فاضطر أهالي هذه المناطق إلى النزوح، لتأتي الحرب الدائرة في البلاد منذ قرابة سنتين، لتجبر آلاف الأسر على النزوح من عدة مناطق صوب المجهول.

وفي هذا السياق يؤكد، وكيل محافظة حجة، ناصر دعقين أن مديرية حرض شهدت في هذه الحرب نزوحاً كلياً من جميع قراها ومدينتها، وبلغ عدد من نزحوا من حرض وحدها 130 ألف نسمة، وهذه المديرية التي يوجد لديها منفذ حدودي تجاري مع السعودية وكان يمثل شريان حياة لحرض ومحافظة حجة وللتجارة المتبادلة بين اليمن والسعودية، مشيراً إلى أن مديرية ميدي أيضاً نزح سكانها من المدينة والمناطق المجاورة للميناء ومناطق أخرى ومزارع الجر، التي تعد من أكبر وأغنى مزارع اليمن من حيث الثروة الزراعية والحيوانية التي كانت تمثل مصدر الدخل الوحيد لمئات الأسر، ويؤكد دعقين في حديثه لـ«الشبيبة» أن مديرية بكيل المير شهدت نزوحاً كلياً، وجميع أهالي هذه المناطق فقدوا منازلهم ومزارعهم وأعمالهم ومحلاتهم، التي تمثل مصدر الدخل لهم.
ويذكر وكيل محافظة حجة، أن معظم النازحين الآن لا مأوى لهم وأصبحوا في العراء ولم يتمكنوا حتى من أخذ ملابسهم وأثاثهم المنزلي، ونزح عدد كبير منهم إلى خارج المحافظة وأكثر من «30» ألف أسرة نزحت إلى داخل المحافظة لدى أقاربهم، في حين يتوزع بقية النازحين الآن على مخيمات إيواء النازحين في مناطق «عبس - أسلم - حيران - كعيدنة - بني قيس»، وهي من المناطق الأشد فقراً في اليمن، ليستقر بهم الحال تحت «طرابيل» وخيام النزوح، في حين البعض لم يجد حتى خيمة تجمعه وأسرته بداخلها فاضطروا للعيش تحت الأشجار وفي الجبال، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، هروباً من جحيم الحرب والمصير المحتم الذي تخلّفه لمن بقي في مناطق الصراع والقصف.
وفي هذا السياق، يقول دعقين إن الأوضاع التي يعيشها نازحو حجة، مأساوية جداً، فهم يحتاجون إلى أكل وشرب وأغطية تقيهم شمس النهار وبرد الليل، مطالباً الأمم المتحدة وبقية المنظمات الإغاثية للعمل على توفير «300» ألف سلة غذائية على أقل تقدير.
وذكر المسؤول المحلي بحجة أن عدد «40» ألفاً من هؤلاء النازحين هم من موظفي الدولة ولم يتسلموا رواتبهم منذ أربعة أشهر ليزيد من معاناتهم وعوزهم الشديد، مشدداً على ضرورة قيام الجهات المختصة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على سرعة إيصال المساعدة الضرورة للنازحين، التي هم في أمسّ الحاجة إليها الآن، لإنقاذهم من خطر المجاعة الذي بدأ يتهددهم. ويشير وكيل محافظة حجة إلى أنه كان قد تم الاتفاق على أن يتم تجنيب المناطق الحدودية «حرض، ميدي، حيران، مستبأ» ويلات الحرب والمواجهة، كونها مناطق حدودية والمعارك فيها ستكون مدمرة جداً. إلّا أن هذه الاتفاقية لم تصمد سوى شهرين منذ اندلاع الحرب وبدأت جماعة أنصار الله وقوات الرئيس السابق، بالتمركز فيها ليأتي الرد بعد ذلك من طيران التحالف.