مسقط – محمد محمود البشتاوي
مع بداية كل موسم شتاء، تستنفر منظمات الإغاثة الإنسانية في الشرق الأوسط جهودها لإنقاذ العائلات اللاجئة والنازحة والمحرومة من لسع الصقيع، والبرد، ولفحات الهواء الجاف، والعواصف الثلجية، الذي عادةً ما يخلفُ موتى، علاوةً على ما يتركهُ من أمراض، وما يتسبب بهِ من انقطاع عن الحياة العامة.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أطلقت نداء استغاثة لجمع التبرعات، لدعم العائلات النازحة واللاجئة في مواجهة البرد في الشرق الأوسط، وبحسب الإعلان الذي اطلعت عليه «الشبيبة»، فإن «المفوضية تعمل حالياً بكل جهدها على توفير مستلزمات تدفئة منقذة للحياة، تتضمن ثيابا دافئة وبطانيات حرارية وفرشات نوم ومواقد ووقود التدفئة ومستلزمات عزل المساكن ومساعدات نقدية لمساعدة العائلات اللاجئة والنازحة الأكثر حاجة».
وأشارت المفوضية في إعلانها إلى أن «الكثير من العائلات ما زالت تنتظر دورها للحصول على هذه المساعدات»، موضحةً أن درجات الحرارة تنخفض في «وادي البقاع اللبناني إلى 15 درجة تحت الصفر، حيث تعيش آلاف الأسر اللاجئة في خيم أو في أبنية غير مكتملة وهي لا تملك أدنى مقومات المعيشة أو وسائل التدفئة».
ومع انخفاض درجات الحرارة في الشرق الأوسط، تقدم المفوضية المساعدات المنقذة للحياة المطلوبة لمساعدة 4.6 مليون لاجئ ونازح داخلياً والمجتمعات المضيفة الضعيفة في المنطقة للبقاء على قيد الحياة.
وفي تقرير إخباري آخر، نشرته المفوضية، واطلعت عليه «الشبيبة»، تحدث عدد من النازحين السوريين في لبنان عن معاناتهم مع موسم الشتاء، فقالت فاطمة، وهي لاجئة سورية من حلب، تصارع هي وعائلتها للحصول على الدفء، وتقول: «أمس، عندما هطلت الأمطار وبدأت العاصفة، لم نشعر بالدفء طوال الليل. غطينا أجسامنا بأربع بطانيات ورغم ذلك لم نشعر بالدفء. كانت الرياح الباردة تدخل من تحت الخيمة».
تشعر فاطمة بالقلق على أبيها الضعيف والبالغ من العمر 80 عاماً والذي يجعل منه مرضه المزمن وإعاقته ضعيفاً بشكل خاص في طقس الشتاء: «يعاني أبي من داء السكر وهو يسعل الآن. الحمامات بعيدة عنه، وعندما يسقط المطر، نغطيه بالبطانيات ونأخذه إلى الحمام ونعيده».
ممثلة المفوضية في لبنان ميراي جيرار تقول: «غالباً ما يلجأ السكان الأكثر فقراً في لبنان إلى استراتيجيات تأقلم سلبية للبقاء على قيد الحياة بواسطة الموارد القليلة التي يملكونها، فيقلصون وجباتهم الغذائية ويوقفون علاج مشاكلهم الصحية ويقترضون المال لتسديد نفقاتهم. ونحن نركز على توفير ما يكفي من المساعدات في فصل الشتاء لتجنيب اللاجئين والعائلات اللبنانية القيام بهذه الخيارات غير الإنسانية».
وقالت جيرار: «نعرف من خبرتنا أن درجات الحرارة ستنخفض إلى ما دون الصفر وأن العائلات اللبنانية المحرومة وحوالي مليون لاجئ في لبنان سيحتاجون إلى مساعدتنا للحصول على الدفء. وأي مساهمات من الأشخاص الذين يستطيعون المساعدة قادرة على إحداث فارق كبير».