اغتيال "كارولوف".. رسائل متعددة الأهداف

الحدث الأربعاء ٢١/ديسمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٠ ص
اغتيال "كارولوف".. رسائل متعددة الأهداف

مسقط – محمد محمود البشتاوي

تحمل عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارولوف، عدة رسائل، ربما من أهمها ضرب التقارب الروسي التركي الأخير، وحرفهِ عن مسارهِ في إيجاد أرضية جديدة لتسوية الأزمة السورية، هذا ما يؤكدهُ مراقبون، فيما رأى الرئيسين أردوجان وبوتين، في الاغتيال عملاً استفزازيا، وأكدا خلال اتصال هاتفي في أعقاب العملية، أن يكون التضامن بين موسكو وأنقرة سيكون "أقوى وأكثر تميزًّا على الأخص في مجال مكافحة الإرهاب العالمي خلال المرحلة القادمة".
"الشبيبة" رصدت ردود فعل الخبراء المختصين من الأتراك، والعرب، وتعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى الباحث التركي في جامعة مرمرة، أحمد أوصال أن "الغرب يريد إدامة الحرب في سوريا ويعارض التفاهم التركي الروسي الإيراني"، بحسب تعليقهِ على الحادث في حسابهِ على "فيسبوك"، فيما أشار إلى أن "اغتيال السفير الروسي يهدف إلى حصار تركيا من طرف الغرب، لأن روسيا كانت تساعد تركيا على تجنب الضغوطات الخارجية".
الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا، استبعد في تغريدات له على "تويتر"، أن تتسبب العملية في نشوب "أزمة بين روسيا وتركيا.. لأن مقتل السفير الروسي يستهدف روسيا وتركيا في آن واحد"، وتساءل: "هل مطلق النار على السفير الروسي في أنقرة من أعضاء الكيان الموازي؟"، ويقصد بذلك جماعة فتح الله جولن، ويكملُ مجيباً: "لا أستبعد"، كما وأشار إلى أن "سي آي إيه على رأس المتهمين في محاولة اغتيال السفير الروسي بأنقرة".
الكاتب والباحث التركي محمد زاهد جول، رأى أن "نقل التحقيق لمجلس الأمن الدولي في حادثة اغتيال السفير ربما يُصْدِرُ قرارا ضد دولة أو جماعة ثبت تورطها في حادثة الاغتيال وهو أمر لصالح تركيا"، موضحاً أن "استهداف أية بعثة دبلوماسية في أي بلد هو استهداف لسيادة البلد المستضيف، فتركيا وسيادتها وأمنها واستقرارها استهدف في حادثة الاغتيال".
وعلى غرار ياشا، وجه جول اتهامات لجماعة جولن، ولم يستبعد أن تكون "هناك مخابرات دولية معنية بدق أسفين في العلاقات التركية الروسية"، وتابع قائلا على حسابه في "فيسبوك": وفق تقديري أن تنظيم الكيان الموازي يمكن أن يكون متورطا باﻻغتيال كما أشار إلى ذلك رئيس بلدية أنقرة ولكن الأمر متروك للتحقيق".
ورغم تأكيده أن هذا العمل الإرهابي المدان لن يؤثر على العلاقات الروسية التركية، إلا أنه رأى أن على البلدين "التغلب على الصعاب، وﻻ شك أن هناك من سيحاول اﻻستفادة من عملية اﻻغتيال للإساءة للعلاقات التركية الروسية".
الباحث الأردني في العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية، والمقيم في أنقرة، علي باكير، علق على موافقة أردوجان بإجراء تحقيق مشترك مع موسكو في حادث الاغتيال، أن الدول في الحالة العادية، لا تقبل ذلك، لأنه "انتقاص من سيادتها وتشكيك بنزاهتها ولذلك القبول التركي هنا هو تنازل المضطر في محاولة لاحتواء الموقف".
الباحث الفلسطيني المقيم في تركيا، والمختص في شؤونها سعيد الحاج، أشار إلى أن هنالك عدة فرضيات في الحادث قائلا: "سردية الانتقام لسوريا وحلب واردة، ولها شواهدها. وسردية توريط تركية واردة، ولها شواهدها. والشعارات "الجهادية" التي رددها المنفذ قد تعبر عن أفكاره وقد تكون لمجرد التمويه وتوجيه الأنظار لجهة بعينها".
وتابع على حسابهِ على "فيسبوك": "باعتبار أن المنفذ قد قتل، فإن فرصة كشف ملابسات الحادث ومن يقف خلفه تصبح ضعيفة جدا، فضلا عن أن يكشف عنها بتصريحات علنية. شخصيا أرجح سيناريو توريط تركيا بغلاف "شاب متحمس لحلب"، وهو سيناريو مشابه جدا لإسقاط المقاتلة الروسية، وإن كان السيناريو الآخر ليس مستبعدا أيضا".
المحلل الأمني العراقي والخبير في شؤون الإرهاب هشام الهاشمي، قال: إن كان الإرهاب حقاً وراء عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة، فإن هذه العملية لها نفس الوزن السياسي لعملية 11 سبتمبر، وبالتالي جر تركيا إلى حلف معلن مع روسيا وسوريا للرد على من وراء القاتل".
وفي الأثناء، استدعت السلطات التركية، عدد من أقارب منفذ الهجوم منفذ الهجوم "مولود مرت أطن طاش" الذي اغتال السفير السفير الروسي لدى أنقرة أندريه كارلوف، لاستجوابهم بشأن الهجوم ومنفذه، بحسب ما جاء في صحيفة "بني شفق" التركية، في نسختها العربية، يوم أمس الثلاثاء.