القاهرة - خالد البحيري
أكد المستشار الجديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، د. وليد فارس، في تصريحات حصرية لـ«الشبيبة» أن إدارة الرئيس المنتهية ولايتـــه باراك أوباما ارتكبت أخطاء كارثية في الشرق الأوسط، مثـــل دعـــم تيارات الإسلام السياسي عقب موجات الربيع العربي التي بدأت مطلع العـــام 2011، والاتفـــاق النووي الذي أبرمته مع إيران، ودعمها المستمر لجماعة الإخوان المسلمين.
وقال فارس الذي يقيم في واشنطن: إن ملف الحريات في الشرق الأوسط من الموضوعات المهمة التي تحظى باهتمام شخصي منه، بالإضافة إلى ملف الأمن القومي الذي يقوم بتدريسه في كلية الدفاع الوطني بأمريكا.
ونفى أن يكون هناك «تغول» من جهاز المخابرات الأمريكية على صلاحيات الرئيس ترامب، فأمريكا دولة مؤسسات، وإذا كان الرئيس قد بدا خلال حملته الانتخابية عفوياً وتميل لغته إلى لغة رجل الشارع العادي، فإن الأمر حتماً سيتغير وستكون القرارات في البيت الأبيض كما هي العادة بعد دراسة، وبعيدة كل البعد عن الفردية والعشوائية.
ورداً على سؤال حول مستقبل المواطنين المسلمين في ظل رئاسة ترامب، قال: ليس معقولاً أن يتم طرد مواطنين أمريكيين لكونهم مسلمين، الموضوع ليس بهذه البساطة، ثم إن ترامب لا يكره الإسلام، وآلاف من العاملين في شركاته من المسلمين، الأمر يتعلق بمن يعتنق الأفكار المتطرفة ويتبنى العنف منهجاً له، وليس لديه أي قبول للآخر.
وحول رؤية ترامب للقضية الفلسطينية، أوضح فارس أن الرئيس الجديد لديه علاقات جيدة مع إسرائيل ومن خلالها يمكنه المساهمة والوساطة والتفاوض، فهو يحلم بسلام عادل لصالح جميع الأطراف في العالم.
وعن موقف ترامب من دول الخليج وبخاصة السعودية والكويت، قال: ينوي ترامب أن يؤسس تحالفاً حقيقياً يراعي مصالح جميع الأطراف في الشرق الأوسط بعكس سياسة أوباما التي قامت على الفرقة بين العديد من الدول، وبالتالي الموقف الأمريكي تجاه دول الخليج لن يكون بالإجمال وإنما حسب كل حالة واستجابتها، فضلاً عن قدرتها على التعاطي مع الفكر الجديد، كما أن ترامب لن يترك الأمور لتصل إلى حالة الانتكاسة.
وبسؤاله عن اللقاء الذي رتبه للقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بترامب حينما كان مرشحاً للرئاسة، قال: الرئيس السيسي رجل قوي ومساندته في الحرب على الإرهاب ضرورية ومهمة، وكان من المفيد أن يلتقي الرئيسان من أجل تبادل الرؤى حول العديد من الملفات المهمة في هذا السياق، كما أن دعم مصر واجب لأنها تواجه تحديات داخلية وإقليمية غير مسبوقة، وتعمل على مواجهتها بكل شجاعة.
وفي الملف السوري، شدّد فارس على أن تراخي إدارة أوباما سمح بتمدد إيران وتوغلها في سوريا وهو ما يستلزم وجود قوة عربية تحمي ما تبقى من سوريا، بالإضافة إلى دعم المجتمع السوري ومنظماته المعتدلة، فليس من المنطق أن نتجاهل المجتمع المدني أو نساعد على تهجير الشعب كله. ولم يستبعد الحلول العسكرية لحسم الأزمة السورية لكنه استدرك: الأهم هو ضرب الإرهاب للحصول على استقرار حقيقي للعالم، خاصة بعد التخبط التي خلفته إدارة أوباما في العراق وتونس ومصر، فكلها كانت خطوات غير محسوبة ولا بديل عن الشراكة مع الدول المعتدلة للقضاء على الإرهاب.
وعن تفاصيل تطورات اجتماع فريق ترامب مع وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، لوضع خطة جديدة لمحاربة داعش، قال: هذا الأمر بدأ بالفعل بالتعاون مع وزارة الدفاع وموقف الرئيس واضح فهو يرى أن تعامل إدارة أوباما مع داعش كان يتسم بالرخاوة، وهناك توجهان للتعامل مع داعش فرئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال جوزيف دانفورد مقتنع بأنه لابد من وضع استراتيجية جديدة بينما الرئيس ترامب يرى أنه لابد من تعاون أمريكي روسي في هذا الشأن.
وختم بالقول إن الرئيس الأمريكي على قناعة تامة بأن جماعة الإخوان تنظيم متطرف وسنتقدم بقانون للكونجرس الأمريكي لتصنيفها جماعة إرهابية.