
خاص -
نظراً للإرباكات، التي صاحبت الانتخابات الأمريكية وما صاحبها من قلق وتخوف وترقب قبل وبعد إعلان النتيجة التاريخية، وبعدما نسمعه الآن من مظاهرات مناهضة، وتخوفات من قبل الأقليات كالمسلمين وغيرهم من الاعتداءات هناك، ولأن الكثير من طلبتنا مبتعثون للدراسة الجامعية أو لإكمال الدراسات العليا في مختلف ولايات ومدن أمريكا، ما هي ردة فعل طلبتنا هناك؟ هل سيؤثر ذلك عليهم؟ هل يشعرهم ذلك بالخوف؟ أم أن الأمان موجود ولم يتغير شيء؟ «الشبيبة» رصدت ردود فعل وآراء بعض المبتعثين التي تفاوتت بين اعتبار انتخاب ترامب مؤشراً خطراً وبين اعتباره وضعاً اعتيادياً مستمراً.
ترامب هو الأفضل
يقول المبتعث في مدينة ميشيجان الأمريكية، محمد بن سليمان الراشدي: بالنسبة لي أنا من مؤيدي ترامب، فالموضوع أسعدني نوعا ما، ولا أظن أن توليه الحكم سيؤثر علينا كمبتعثين وذلك لسببين، أولاً أي سلوك تجاه المبتعثين سيحدث مشاكل بين أمريكا ودولهم، وثانياً أن ابتعاثنا يعد مصدر دخل لهم. ويضيف: بشكل عام مشاعري إيجابية وذلك لأنني لا أرى سببا لجعلها عكس ذلك. وحول اهتمامه وترقبه للنتيجة يقول: كنت مهتما بهذا الموضوع كونه شغل العالم وكوني موجودا في هذا البلد للدراسة.
كل شيء جائز
أما المبتعث في مدينة نبراسكا أوهاما سالم المنذري فيقول ساخراً: لا اعتقد أن هناك مبتعثا فرح بهذا الخبر، وذلك لأن ترامب أيقـظ شـيئاص ســلبياً في نفس بعض الناس الذين كانوا قد بدأوا في تغيير نظرتهم للإسلام بشكل إيجابي، وقاموا بعد ذلك باختلاق المشاكل والتعرض للمسلمين وإيذائهم نفسيا ومعنويــا وأحيـــانا جســديا! أمـــا عن تأثير ذلك على وجودي في أمريكا فإن ذلك غير محســـوم فمعظــم الذين قابلتهم ودودون، لكن البقية منهـــم عنصــريون وهنا تكمن المشكلة. ويعقب: بعد فوز ترامب أشعر بأن كل شيء جائز والمشاكل قد تطال المبتعثين.
لا تهمني الأمور السياسية
من جانبه يقول عبدالملك الهنائي، المبتعث في ميشيجان الأمريكية: لم يكن الموضوع مهما بالنسبة لي سواء فاز ترامب أو خسر، كما أنني عادة لا أهتم بهذه الأمور السياسية كوني أقيم هنا للدراسة لفترة زمنية وسأعود لبلدي بعدها، المهم هو الأمان في المنطقة والتي ولله الحمد لم تتأثر بعد الانتخابات، كما ظهر دور الملحقية الثقافية التي بدورها أرسلت إلينا بريدا إلكترونيا محتواه ألا نتدخل في هذه الأمور السياسية ولا نناقشها مع أحد هنا تجنبا لأية مشاكل.
المظاهرات سبب للخوف
وتشاركنا الطالبة المبتعثة في لوس أنجلوس الأمريكية أميرة المحروقية بهذه الكلمات: في المنطقة التي أدرس فيها لم نواجه أية مشاكل إلى الآن، لكنني بعد هذه الأحداث لم أخرج إلى أي تجمعات لذلك أشعر بالأمان، بالنسبة لي بالطبع لن أكون بالراحة نفسها التي اعتدت عليها سابقا، فمثلا أشعر بصعوبة أن أخرج للتجول في المناطق القريبة من لوس أنجلوس خصوصا ليلا، كنت سابقا أشعر بكثير من الأمان ولا أشعر بخوف من التجوال ليلا لكن لم يعد الأمر كذلك الآن خصوصا لفتيات محجبات بمفردهـــن. تضيف: هذا من وجهة نظري ولكن الواقع أنه لم يحدث شيء مقلق للمسلمين، كما أظن أنها فترة عصيبة حتى تتوقف المظاهرات وستكون الأمور طبيعية.
طريقة التعامل
ومن ولاية أوريجون يقول المبتعث منذر المصلحي: لم نكن نتمنى فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية وذلك بسبب تصريحاته العدائية والعنصرية للمسلمين والمهاجرين خلال حملته الانتخابية، بالتأكيد معظم المبتعثين في حالة ترقب لما ستؤول إليه أوضاعهم وكيف سيتم التعامل معهم سواء في إقامتهم في الولايات المتحدة أو طريقة التعامل معهم في المطارات وغيرها.
تصريحات دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية كانت مثيرة للجدل ولكن نتمنى أن لا يؤثر فوز ترامب أبدا في طريقة التعامل مع المسلمين والطلبة في الولايات المتحدة.
مثقف ومنفتح
إفادة الحبيشية، المبتعثة في آيوا، تقول: في نطاق الجامعة لن يؤثر فوز ترامب علينا، لأن منطقتنا سائدة بالفئة الشابة المثقفة وعادة هم فئة منفتحة لا تهتم لاختلاف اللون أو الجنسية أو حتى الديانة. وتكمل: مشاعري ســلبية إلى حد ما، لأنني بعد فوز ترامب قرأت الكثير من الآراء الســياسية التي لم تكن محط اهتمامي قبل ذلك. وفهمت أنه أظهر الكثير من العنصرية ضـــد الإسلام والشـــعوب الأخرى المهاجرة إلى الولايات المتحدة، شعور الخوف بدأ بعد قراءة ما حصل بين الشعب نفسه من عنصرية وعنف واستخدام مصطلح «الخوف من المســلمين» والذي يعرَّف أنه الكره والخوف من المسلمين. وأتمنى أن لا يصل ذلك إلى المجتمع الذي أدرس فيه.