أكد على خطورتها وانتشارها الواسع عالمياً.. السعيدي: على المواطنين الحذر من مصدر الأدوية العشبية

بلادنا الثلاثاء ١٥/نوفمبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
أكد على خطورتها وانتشارها الواسع عالمياً.. 
السعيدي: على المواطنين الحذر من مصدر الأدوية العشبية

مسقط - عبد الوهاب بن علي المجيني

أكد وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد السعيدي أنه تم رفع معايير التيقظ الدوائي بالوزارة إلى دائرة في العام الفائت وأن دورها هو رصد الأعراض الجانبية التي يتعرض لها المرضى بعد تناول الأدوية، موضحا بأن كل الأدوية تجرى لها دراسات علمية وبحوث قبل تسويقها، ولكن هذه البحوث تكون لأعداد محدودة من البشر، وما يتم في أغلب الدول هو الترصد لأعراضها بعد الحصول عليها، وهنا نحث جميع العاملين في القطاع الصحي بالسلطنة على التبليغ عن الأعراض الجانبية التي يتعرض لها المرضى لكي نتخذ الإجراءات اللازمة لتحسين الدواء وإيقاف تلك الأعراض الجانبية والتي تشكل خطورة كبيرة.

وأكد السعيدي أن السلطنة تُعد ثاني دولة عربية بعد المملكة المغربية الشقيقة تنضم للمركز الدولي للتيقظ الدوائي، حيث أصبحت منذ ذلك الوقت ضمن الدول الفاعلة في شأن السلامة الدوائية ومتابعة الدواء لمرحلة ما بعد التسويق، وهناك تعاون وثيق بين عدة دول في هذا الجانب ومنها السلطنة وذلك للتيقظ من أن الأدوية المسوقة للسلطنة هي أدوية صنعت من قبل شركات معتمدة دوليا والتأكد من أنها سليمة وفعالة أيضا.

جاء ذلك عقب رعاية معاليه لانطلاق أعمال الاجتماع السنوي الـ (39) لمندوبي مراكز التيقظ الدوائي الوطنية التابعة للمركز الدولي للسلامة الدوائية بمنظمة الصحة العالمية يوم أمس بفندق جراند ميلينيوم، والذي تستضيفه السلطنة ممثلة بوزارة الصحة لعدة أيام بحضور المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط معالي د.علاء الدين العلوان وعدد من أصحاب السعادة وجمع غفير من المدعوين والمشاركين.
وأشار معالي وزير الصحة د. أحمد السعيدي في تصريح خاص لـ "الشبيبة" إلى أنه كانت هناك طريقة تقليدية للتبليغ عن الأعراض الجانبية التي قد يصاب بها المريض بعد تلقيه لهذه الأدوية وكانت تسمى الورقة الصفراء حسب ما هو متعارف عليه دوليا، وكان التبليغ من قبل العاملين في القطاع الصحي فقط، ولكن الوزارة وبواسطة الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" وجدت آلية للتبليغ من قبل الأطباء والعاملين الصحيين الآخرين ومتلقي الخدمة أيضا وهم المرضى، ونأمل أن تزداد نسبة الحالات المبلغ عنها فهناك تحسن كبير في هذا الجانب، فقبل 10 سنوات كانت نسبة التبليغ 44 حالة سنويا، وفي العام 2015 وصلنا إلى أكثر من 2000 حالة سنويا أي أن هناك تحسنا واضحا.
وعما يتم ترويجه من أدوية مختلفة عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" وبرامج التواصل الاجتماعي المختلفة بالسلطنة قال معاليه: هذه الأدوية غير مضمونة ومنها الأدوية العشبية، التي لها أضرار جانبية خطيرة وهناك وفيات حدثت في إحدى الدول المشاركة في الاجتماع اليوم، فقد توفي 6 أطفال بسبب ما يطلق عليه الأدوية العشبية، ولذلك لابد من التأكيد على أن هذه الأدوية آمنة وفعالة، وبدون شك فإن وزارة الصحة تقوم بدورها ولكن هناك من يروج لهذه الأعشاب خارج نطاق الوزارة، وعلى المواطنين الحيطة والحذر والتأكد من مصدر هذه الأعشاب، فوزارة الصحة على استعداد لإعطاء أي معلومات حول هذا النوع من الأعشاب، فهناك أنواع من هذه الأعشاب مسجلة طبيا لدى الوزارة ومعتمدة من قبلها، وهناك أعشاب لم تطلع عليها الوزارة وتم تصنيعها ربما داخليا أو تم استيرادها من الخارج، وما يتم اعتماده من قبل الوزارة بإمكاننا تأكيد فعاليته وسلامته، وما يتم نشره بدون ترخيص من الوزارة على المواطن أن يتعامل معه بحذر ويتعرف على مصدره ومكوناته.

وأوضح معاليه أن انتشار هذا النوع من الأدوية يعد مشكلة عالمية وليست مقتصرة على السلطنة فقط قائلا: الأمر ليس في السلطنة فقط بل هو عالمي، والرقابة على الأدوية العشبية صعبة جدا، ولكن هناك تحسن في هذا الجانب بالسلطنة، وهناك دور للجهات المعنية في هذا الأمر والجهات قائمة بدورها، ولكن المريض للأسف تتغلب لديه العاطفة عن المنطق ويبحث عما يعتقد أنه الأفضل، غير أن العواقب تكون سلبية في أحيان كثيرة.
وعن الأدوية المقلدة وخطورتها قال معاليه: لا شك في أن الأدوية المقلدة خطيرة ومزعجة جدا على المستوى العالمي ولكن في السلطنة هناك آلية محددة ومعتمدة لشراء الأدوية، فلا يتم شراء أدوية إلا من مصانع تمت زيارتها من قبل المعنيين في وزارة الصحة بالسلطنة أو من دول مجلس التعاون، فهناك فريق موحد لشراء الأدوية مشكل من دول مجلس التعاون، وأيضا فإن وزارة الصحة تتعامل مع الشركات المعتمدة دوليا ولا تشتري إلا الأدوية التي تعلم مصدرها، حيث من الممكن أن تكون هناك أدوية يتم تهريبها كما يتم تهريب المخدرات والسلع الأخرى ولذلك فإن الوزارة تتأكد من مصدر هذه الأدوية قبل شرائها.
يشار إلى أن أعمال الاجتماع السنوي الـ (39) لمندوبي مراكز التيقظ الدوائي الوطنية التابعة للمركز الدولي للسلامة الدوائية بمنظمة الصحة العالمية الذي تستضيفه السلطنة ممثلة في وزارة الصحة لعدة أيام قد بدأت أمس، وتضمن برنامج الافتتاح عددا من الفقرات منها كلمة المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط معالي د. علاء الدين العلوان هنأ في بدايتها الحكومة العمانية على الإنجازات الرائعة التي تستمر في تحقيقها في مجال التنمية الصحة، بما في ذلك التأكيد على مأمونية الأدوية واكتشاف آثارها الجانبية والوقاية منها.
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إن منظمة الصحة العالمية تضطلع بدور مزدوج في مجال التيقظ الدوائي، أحد جانبي هذا الدور يرتبط بالتبليغ الفعال من العاملين الصحيين حول التفاعلات الضارة التي تحدث للمرضى أثناء حصولهم على الرعاية، وأيضا بالتبليغ من المرضى أنفسهم في المجتمعات عند تلقيهم العلاج. أما الجانب الآخر من دور المنظمة فيرتبط بتوفير التوجيه والدعم التقني والتدريب، وذلك بهدف تمكين البلدان من المشاركة في برنامج الرصد العالمي.

من جانبه أكد مدير عام الصيدلة والرقابة الدوائية بوزارة الصحة د. محمد بن حمدان الربيعي أن الاجتماع يعد منصة للدول لمناقشة القضايا والاهتمامات الراهنة المتعلقة بالتيقظ الدوائي وقد جاء في وقته المناسب، ومن المتوقع أن يسهل الشراكة بين الدول الأعضاء والمراكز المتعاونة مع منظمة الصحة العالمية.
إضافة إلى ذلك قدم مدير دائرة التيقظ والمعلومات الدوائية بوزارة الصحة حسين بن طالب الرميمي عرضا عن التيقظ الدوائي في السلطنة سلط من خلاله الضوء على مراحل التطور التي مر بها التيقظ الدوائي من حيث النشأة وإنشاء المركز الوطني للتيقظ الدوائي وعضوية السلطنة في المركز الدولي للسلامة الدوائية بمنظمة الصحة العالمية.

وفي ختام الاحتفال قام وزير الصحة معالي د. أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي بافتتاح معرض مراكز التيقظ الدوائي الوطنية التابعة للمركز الدولي للسلامة الدوائية بمنظمة الصحة العالمية المشاركة في الاجتماع المصاحب للمؤتمر والذي يتضمن مجموعة من اللوحات الإرشادية التثقيفية بالتيقظ الدوائي، حيث تجول معاليه في المعرض واستمع والحضور إلى شرح وافٍ عن محتوياته.