الرعي الجائر قد يقضي على 1200 نوع من النباتات العمانية

بلادنا الأحد ٣٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٢١:٠١ م

مسقط - سعيد الهاشمي
كشف خبير في الموارد الوراثية النباتية بمركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ان السلطنة تزخر بأكثر من 1200 نوع من النباتات، إلا أن ديمومة هذا التنوع تواجه الكثير من

التحديات، ومن هذه التحديات ممارسات الرعي الجائر على المراعي وتغيير طبيعة الأراضي بسبب التمدن واتساع رقع التعمير على مناطق الغطاء النباتي والتغير المناخي.

وقال د.علي بن حسين اللواتي إن السلطنة ولمواجهة هذا التحدي قام مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي وبمشاركة جهات متعددة منها وزارة البيئة

الشؤون المناخية ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة التراث والثقافة وجامعة السلطان قابوس وحديقة النباتات والأشجار العمانية بدراسة البيانات المتوفرة للتنوع الأحيائي النباتي

للسلطنة. وتشمل هذه البيانات الأنواع النباتية وتوزعها الجغرافي وفعاليات الحفظ الحالية للجهات المشاركة واستخدامات هذه النباتات كمحاصيل زراعية ونباتات طبية وغيرها من الاستخدامات.

وأضاف: تم أعداد الإستراتيجية بحيث تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسة وأحد عشر فصلا يشمل الجزء الأول الخلفية والمبررات وتتألف من فصلين حيث تناول الخلفية العامة للموارد الوراثية

النباتية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية وأهميتها، أما الجزء الثاني فيضم استراتيجيات الحفظ والاستخدام المستدام للموارد الوراثية النباتية وتبدأ بفصل حول منهجية تحليل البيانات المتوفرة

لمعدي الإستراتيجية وتليها أربعة فصول يركز الأول على حفظ سلالات المحاصيل الزراعية والثاني على الأقارب البرية للمحاصيل الزراعية والثالث على النباتات الطبية والرابع على أنواع

النباتات البرية التي تحصد وتستخدم لأغراض مختلفة. أما الفصول الأخرى فقد ناقشت معالجة آثار التغير المناخي وأنجع الطرق للمحافظة على التنوع الأحيائي النباتي وكيفية استخدام المستدام

والترويج لها. أما الجزء الثالث فيتضمن تجميع التوصيات لاتخاذ إجراءات الحفظ.

وتحتوي الإستراتيجية على خرائط تبين التوزع النباتي وكثافة التنوع النباتي للمحاصيل الزراعية وسلالتها المحلية، والأقارب البرية للمحاصيل الزراعية، والنباتات الطبية، والنباتات الغابية، ونباتات الزينة.

ومن ضمن نتائج الإستراتيجية فإن أعلى تركيز للسلالات المحلية للمحاصيل الزراعية موجود في شمال السلطنة على طول الساحل وجبال الحجر الشرقي والحجر الغربي، وقد تكون هذه

النتيجة متحيزة بسبب أن عمليات المسح الماضية تمت بشكل أكبر في شمال السلطنة، لذا تركز الإستراتيجية على أجراء مسح شامل لسلالات المحاصيل بشكل نظامي في السلطنة وفي ضوء

ذلك يتم اقتراح الخطوات اللازمة الأخرى لحفظ واستخدام السلالات المحلية للمحاصيل الزراعية.

وبالنسبة لمجموعة الأقارب البرية للمحاصيل الزراعية والنباتات الطبية فالتنوع الأحيائي لها عال في محافظة ظفار، والجبل الأخضر، ومحافظة مسندم، وتبين الإستراتيجية بأن عمليات الجمع

والحفظ خارج الموطن الطبيعي في بنوك الجينات على هيئة بذور أو بنوك حقلية من المهم استكمالها من قبل الجهات المختصة. وبالنسبة للحفظ في الموطن الأصلي، فتعتبر محمية الجبل

الأخضر للمناظر الطبيعية في الشمال ومحمية جبل سمحان في الجنوب هي من أكثر المناطق أهمية للحفظ في الموطن الأصلي.

وبالنسبة لآثار التغيرات المناخية المتوقعة على حفظ التنوع الأحيائي النباتي فقد أظهرت الإستراتيجية بأن هناك تأثيرا قويا ولكنه على المدى الطويل، وقد تم مراجعة تقييم الأثر المتوقع من

التغيرات المناخية على نوعين من النباتات وهما البرسيم (القت) ونوع من النباتات الطبية تسمى محليا بالراع أو الآراء (Aervajavanica) وعلى الرغم من التوقعات باستخدام طرق

مختلفة من النماذج الرياضية قد لا تكون ثابتة، ولكن بشكل عام سيكون هناك تأثير واضح وشديد للمناخ في السلطنة على التنوع الأحيائي للنباتات ومن الضروري إجراء حفظ وصيانة الموارد الوراثية النباتية للتخفيف من حدة تأثيرات التغير المناخي.