صفاء الفهدية: التصميم ليس موهبة وإنما شغف

مزاج الأحد ٣٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٥:٣٦ ص
صفاء الفهدية: التصميم ليس موهبة وإنما شغف

مسقط - خالد عرابي

موهبتها وحبها لتصميم الأزياء لم يفسحا لها المجال للإعلام وبريقه الذي درسته على مدى أربع سنوات، وإنما ظلت تستفيد من دراسة الإعلام في سبيل الوصول إلى تنمية موهبتها وأن تحقق طموحها في المجال الذي أحبته منذ فترة مبكرة، ألا وهو تصميم الأزياء، إنها المصممة العمانية صفاء بنت علي بن سيف الفهدية، صاحبة «قصر العروس الملكي» التي كان لنا معها هذا اللقاء.

في البداية تحدثت صفاء - مواليد 1989، وخريجة بكالوريوس إعلام من كلية نزوى للعلوم التطبيقية في العام 2012- عن شغفها بمجال التصميم، قائلة: مجال التصميم بالنسبة لي ليس موهبة فقط، وإنما حب وشغف، الذي جاء من خلال حبي للرسم ولمكنونات الطبيعة الزاخرة، والتحف، والتصميم الداخلي والألوان، وكل شيء ذات صلة باللمسات الفنية، واستطعت أن أتفوق في هذا المجال وأن أكون الآن مصممة أزياء عمانية شابة، لها لمستها الخاصة.
وعن بُعد دراستها عن مجالها، تقول: كثيرون يتفاجأون بذلك، ولكنني أقول إن المهم في ذلك هو حبي للمجال وعشقي له المدعوم بهوايتي، علاوة على أن مجال الدراسة أيضا قريب وليس بعيداً، ففي الإعلام ندرس التصميم، كما أن الإعلام له فائدة كبيرة في دعم موهبتي وحبي للأزياء، فمن خلاله استطعت الوصول لشريحة كبيرة جداً ولكافة الطبقات ومختلف الأعمار. وعن بداياتها توضح: كانت بدايتي بسيطة جداً، وكما هي العادة، فالإبداع يبدأ طريقه من المنزل، فهو الذي ينمي فينا المواهب ويصقلها، فكنت أمارس هذا المجال كتصميم خاص بي وبأخواتي وأمي وصديقاتي، ولا أفكر أبداً في إقامة مشروع، بعدها تعرفت على صديقة أمي من دولة الإمارات، وكان لها فضل كبير في وصولي لهذا المستوى، حيث شجعتني وساعدتني في الحصول على أقمشة مميزة وفريدة من نوعها.
وتضيف صفاء: هنا بدأت الفكرة تراودني للبدء في مشروعي من المنزل، فقمت بتوفير غرفة في المنزل لأمارس فيها مشروعي، وكانت الأزياء جدا بسيطة، ولكن بعد زواجي جاءت خطوة أكبر، فعندما رأى زوجي حبي لعالم الأزياء، شجعني، وخصصنا غرفة كبيرة جدا في منزلنا لممارسة مشروعي ونشاطي، حتى بدأ عدد الزبائن في تزايد مستمر وأصبحت أكثر شهرة مما كان سابقا.
وتتابع صفاء: شعرت بعدها بأنه قد حان الوقت، وقررت بمساعدة أمي وأخواتي وزوجي بإنشاء محلي الخاص «قصر العروس الملكي» وهو يضم أجود الخامات والأقمشة التي أحضرتها خصيصا، وسافرت من أجلها للحصول على أفضلها لمعظم الأسواق العالمية، كفرنسا، إسبانيا، إيطاليا، سويسرا، النمسا، ألمانيا، تركيا، الهند، سيريلانكا وإيران، ومن كل بلد استوحيت قطعة مميزة أو اكسسواراً أو خاماً مميزاً يضفي شيئاً جديداً لمشروعي.
وتؤكد «من خلال زيارتي لتلك البلدان استطعت دمج بعض التصاميم الأوروبية والقصات الشرقية الآسيوية في الزي العماني، مع الحفاظ على أصالته، وقمت بتوفير الاكسسوارات الفضية والذهبية المرصعة بالكريستالات لتضفي لمسة خاصة لعملي، حتى حان دوري للمشاركة في مختلف الفعاليات والملتقيات والعروض المميزة، ولأعرّف الناس على المصممة صفاء الفهدية وما هو مجالها ونشاطها وكيف هي بدايتها».
وعن مشاركاتها توضح أنها شاركت في عرض أزياء في الموج مسقط 2016، كما قدمت عرض «كريستال شو» في نسخته الأولى، برعاية صاحبة السمو السيدة بسمة آل سعيد، كما قدمت عرض «كريستال شو» بنسخته الثانية، برعاية السيدة بشان آل سعيد، كما قدمت تجربتها في الأزياء في العديد من المدارس، بالإضافة إلى مشاركتها بيوم المرأة العمانية، في كلية نزوى للعلوم التطبيقية، ومشاركتها في دولة الإمارات العربية المتحدة بملتقى أم القوين الخليجي الثاني، برعاية الشيخة سمية بنت صقر القاسمي.
وتختم قائلة: دائماً أسعى إلى تطوير مشروعي من خلال لقائي بمصممين عالميين، والأخذ بنصائح من لهم خبرة في مجال الأزياء والمشاريع والتسويق، حيث التقيت بالمصمم العالمي إنطوان سلامة، واللبناني رامي عنداري، وعيد محفوظ، والمصمم العالمي زهير مراد، وغيرهم، وطموحي وحلمي هو تحقيق أكبر النجاحات، والوصول للعالمية، ولا زالت هناك طموحات مستقبلية كثيرة أتمنى تحقيقها. وعن الصعوبات التي واجهتها قالت: واجهت صعوبات كثيرة بدءا من الإنشاء، والحصول على دعم المشروع، والحصول على الأقمشة والخياطة من قبل المصمم المحترف، وصولاً لكسب ثقة الزبائن، فكل الخطوات التي مررت بها كان فيها صعوبة، لكن عندما نريد الوصل إلى شيء نحبه فإننا نكسر جميع الحواجز من أجل الوصول للهدف.