رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عمان علي الحجري لـ "الشبيبة" تبسيط الإجراءات الحكومية ضرورة لجذب الاستثمار السياحي في السلطنة

مؤشر الخميس ٢٨/يناير/٢٠١٦ ٢٣:٢٠ م
رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عمان علي الحجري لـ "الشبيبة"
 تبسيط الإجراءات الحكومية ضرورة لجذب الاستثمار السياحي في السلطنة

مسقط - ش
اعتبر عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان ورئيس لجنة السياحة فيها علي بن سالم الحجري، أن إطلاق طيران اقتصادي في السلطنة من شأنه أن ينشط قطاع السياحة، سواء أكان على صعيد السياحة الداخلية أو الخارجية، لا سيما إنه يساهم في تخفيض الأسعار ويدعم قطاع النقل الجوي، مشيراً إلى أن الطيران العماني يقوم بدور كبير حالياً في دعم السياحة، لكن في إمكانه أن يقوم بإجراءات الإضافية تساهم في تنمية هذا القطاع بشكل أكبر.
وأعلن الحجري خلال حواره مع "الشبيبة"عن مبادرة لإطلاق مهرجان سياحي في ولاية بدية على أن يكون على مستوى الخليج وليس فقط على مستوى السلطنة، وسيكون موعده في شهر نوفمبر 2016 بعد العيد الوطني المجيد.
وأكد الحجري ضرورة تبسيط إجراءات الاستثمار السياحي في السلطنة لجذب المستثمرين، معرباً عن تفاؤله بالقطاع رغم الصعوبات التي يمر بها حالياً، داعياً إلى دعم السياحة الداخلية وتنويع السياحة الخارجية.

الطيران التجاري
وعن الإعلان عن منح رخصة لإنشاء طيران تجاري منخفض التكلفة في السلطنة، قال الحجري إن هذه الخطوة مهمة جداً لدعم السياحة ومن شأنها تنشيط السياحة الداخلية إذا ما تقرر ان تكون الرخصة للرحالات الداخلية، ومن شأنها أن تفتح الباب أمام السياحة الخارجية بتكلفة مقبولة إذا كانت الرخصة تشمل الطيران الخارجي، لا سيما أن السياحة في السلطنة تعتبر مكلفة بعض الشيء لا سيما للسياح الأوروبيين والآسيويين. معتبراً أن لقطاع الطيران دوراً اساسياً في تسويق وترويج السياحة في السلطنة.
ودعا الحجري الطيران العماني لأن يقوم بتسويق أكبر للسياحة لا سيما من خلال بث أفلام ترويجية خلال الرحلات ولمدة لا تقتصر على دقائق فقط قبل الإقلاع والهبوط، ومن خلال توزيع المنشورات السياحية التي تعرّف بالمرافق كافة في السلطنة، هذا ما تقوم به الكثير من شركات الطيران العالمية مثل طيران الإمارات على سبيل المثال.

مساهمة منخفضة في الناتج المحلي
وأوضح الحجري أن نسبة مساهمة السياحة من الناتج القومي، التي تبلغ نحو 2 في المئة، ضئيلة جداً ولا بد أن تكون بين 10 و15 في المئة على أقل تقدير، فالنسبة الحالية قد تكون مقبولة لشركة ما، ولكن ليس لقطاع واعد كالسياحة. مؤكداً أن السياحة تعاني من مشكلات عدة، وإن نسبة اشغال الفنادق في الموسم الحالي 2015-2016 انخفضت كثيراً عن الموسم الفائت، وذلك بسبب معوقات عدة من بينها ارتفاع تكلفة السياحة، كاشفاً عن سعي الغرفة إلى مبادرة تهدف إلى تحديد الخدمات وسقف اسعار الفنادق بحسب تصنيفها بين 3 أو 4 أو 5 نجوم.
وعن دور لجنة السياحة في الغرفة فيؤكد أنها تسعى إلى تقريب القطاع الخاص من الجهات الحكومية، ونقل أفكارهم ومشكلاتهم لأن العمل يجب أن يكون متكاملاً لينجح.
منوها ان ثمة الكثير من الوسائل لدعم السياحة في البلاد، وابرزها نشر ثقافة السياحة لدى الأطفال، ليتعلموا لغة السياحة والتعرف إلى بلدهم، معتبراً أن ثمة دوراً ايضاً على وزارة الإعلام من خلال إطلاق برامج سياحية، أو قناة متخصصة بالسياحة. "وبعد نشر الثقافة السياحية التي تمثل أعمدة القطاع ننتقل إلى السقف المتمثل بوزارة السياحة والجهات التنفيذية ومن ثم القطاع الخاص".

إجراءات معقدة
وقال رئيس لجنة السياحة علي الحجري، إن المعوق الأساسي أمام الاستثمار المحلي أو الخارجي في السياحة هو التعقيد الكبير في الإجراءات، داعياً إلى أن تكون هناك محطة واحدة تقام فيها كل الإجراءات، على أن تشرف عليها وزارة السياحة وتتمثل فيها وزارتا البلديات والبيئة وغيرهما، فيتمكن المستثمر من إتمام ملفاته في مكان واحد وفي فترة لا تزيد عن أسبوع، لا سيما أن عامل الوقت أساسي لدى أي مستثمر، وإذا لم تتوافر التسهيلات سيغادر إلى دولة أخرى. مضيفاً أن معرفة سيرة المستثمر ومدى جديته ضروريتان وهما من صلاحيات وزارة الخارجية، والإدارات المعنية بالأمن والاستقرار، لكن إذا تطلبت أسبوعاً مثلاً فإن هذا لا يعرقل.

خطة تسويقية
أما بالنسبة إلى أصحاب الاستثمارات القائمة، فقال إنهم يعانون من ضعف التسويق الذي "يجب أن يكون من مهمة القطاع الخاص وليس الجهات الحكومية" مشيراً إلى أن "وزارة السياحة تسوق للسياحة خارجياً وتعرّف بالسلطنة وهذا جيد، لكن السائح عندما يدخل السلطنة يحتاج إلى برامج وحزم جاهزة تبدأ من الطيران إلى الفنادق والأسواق والمرافق، والقطاع الخاص لديه هذه البرامج، لذا كان مكلفاً للقيام بالتسويق سيستطيع دعم القطاع السياحي وتأدية الدور المطلوب منه".
وليقوم القطاع بهذا الدور يحتاج إلى تكليف ودعم إذ "لا يمكن للقطاع الخاص أن يغرد خارج السرب بعيداً عن الجهات الحكومية، لأن القطاع الخاص يروج للنشاطات والمرافق المحددة، التي توضع فيها البرامج. بينما وزارة السياحة تسوق للسلطنة بالصورة الأوسع. وبالتالي لا بد من التكامل بينهما".
نافياً أن يكون القطاع الخاص مقصراً في دوره لأن "السياحة اوجدها القطاع الخاص والشركات السياحية تسوق للسياحة منذ 1995، بينما وزارة السياحة تأسست في العام 2004، فالجهد موجود لكن يجب دعم هذا القطاع وتفعيل الرقابة عليه ليصبح منتجاً أكثر".

السياحة الداخلية
وكشف الحجري أن الأرقام الأخيرة تشير إلى زيادة كبيرة في نسبة السياح الاوروبيين وهذا جيد، "لكن يجب أن يتم الاهتمام بالسياحة الداخلية التي تشكل بين 30 و40 في مئة من مجمل السياحة العمانية، وإذا كان في استطاعتنا تشجيع المواطن على السياحة في السلطنة ستبقى أمواله في السلطنة، بينما ما يحصل الآن أن العائدات التي تدخلها السياحة الخارجية، تصدرها السياحة العمانية إلى الخارج".
ودعا كذلك إلى "تنويع السياحة الوافدة إلى السلطنة فلا تنحصر بالسياحة الأوروبية فحسب، بل يجب الاتجاه نحو الدول الآسيوية ودول الجوار، فإيران لديها قطاع سياحي متطور، والكثير من العمانيين يذهبون إليها، وفي إمكاننا أن نجذب السائح الإيراني أيضاً"، وأنا زرت إيران واعرف أن لديهم توجهاً لتنشيط السياحة باتجاه السلطنة". معتبراً ان ذلك لم يكن يحصل من قبل بسبب ظروف إيرانية خاصة، أما الآن فثمة تغييرات كبيرة، "وعلينا ان نكون سباقين للاستفادة من العلاقات القوية مع إيران لجذب السياحة منها".
آملا من السلطنة أن تستفيد من الأوضاع الموجودة في المنطقة، وقال وكان علينا الاستفادة منذ ازمة مصر إلى لبنان وسوريا، وأن نشكل بديلاً سياحياً، لكننا لم نستغل الفرصة كما يجب".

مقومات كبيرة
ولا يخفي الحجري تفاؤله الكبير بالخطة الخمسية التاسعة التي دعت إلى دعم السياحة، لا سيما إنه لدى السلطنة البنية الأساسية الكاملة للسياحة من الفنادق إلى النقل إلى المطار، لا سيما مع إنشاء مطار جديد ومتطور، داعياً إلى تطوير تلك المرافق وزيادة المشاريع لدعم السياحة. لافتاً إلى أهمية تمكين المرشدين السياحيين "لأن المرشد السياحي هو الذي يعكس صورة السلطنة إلى الخارج، فهو مرافق وصديق السائح خلال إقامته".
وبالنسبة إلى الخطة الخمسية التاسعة يتوقع الحجري أن تمنح الحكومة الأولوية للسياحة فيها، لكن من دون إهمال القطاعات الأخرى، مؤكدأً ان على القطاع الخاص أن يشترك مع الحكومة ويتعاون معها.

وأضاف "أن هناك تعاوناً كبيراً مع الجهات الحكومية ولدينا لقاءات مستمرة مع معالي وزير السياحة". مؤكداً أنه "لوضع خطة متكاملة تجب معرفة حاجات المواطن وآرائه، ومن ثم التواصل مع القطاع الخاص والتعرف إلى العوائق التي يواجهها، ومن ثم تدرس الوزارة المواضيع لتطور خطتها".
واختتم الحجري حديثه بالتعبير عن فخره بأن تحتل السلطنة المركز السادس عشر في نمو السياحة عالمياً بحسب تقرير منظمة السياحة العالمية، وعلينا أن نسعى إلى المرتبة الأولى، وهذا ما نأمله من الخطة الخمسية.