انتظارات

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٠/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٤٧ ص
انتظارات

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com
msrahby
alrahby@gmail.com

شاق أن تنتظر من يتأخر بالمجيء وانت موقن انه لا يمكن إلا أن يأتي في موعده المحدد بالضبط.. سترى أن الدقيقة تضخمت فأصبحت ساعة دقائقها تأكل أعصابك.
**
مؤلم أن تنتظر من لا يأتي..
مع انك واثق انه لن يأتي ابدا.. وان انتظارك ليس إلا ذلك العجز الفجائي يقتات حزنا من قلبك المنفطر وجعا.
**
الأشد ألما أن تنتظر غائبا.. لعله يعود.
بينما الحقيقة أنه ما من غائب عنك.. إلا نفسك.
لا تنتظرها كثيرا.. انت من يجدر به أن يذهب إليها.
**
لماذا تنتظر غائبا فقط؟
هناك ما هو أقسى من الغياب..
ان يغيب عنك من يجلس معك طوال الوقت ولا تشعر بحضوره.. ابدااا.
**
كلما استيقظ الليل في عينيه تذكر غائبا.. يغادره النوم رغم أن الفجر بعيد.. وان الغائب قدره أن يمكث في البعد أكثر وأكثر.
**
يا لقلب ام تترقب عودة ابنا ليس مسافرا ليعود..
إنما هو في سفر الموت وقد مرت سنوات على وداعه الأخير!
**
يتكرر الغياب لنعتاد الانتظارات..
لكننا في كل مرة نشعر أن الغياب أقسى..
ربما لأنه ما يزال ينهش القلب.. بينما الجرح السابق داواه الزمن.
**
يتكرر غيابك..
ويتكرر إنتظارك..
لكنك غير قابل للتكرار.. لأن القلب الذي ينتظرك في كل مرة واحد.. لم يسكنه غيرك.
**
مدهش أن تأتي في كل مرة كأنك لم تغب أصلا..
تلقي على عين القلب رائحة حضورك فيرتد.. معانقا.
**
لا تقولي له وداعا..
ولا إلى اللقاء..
هكذا تقول ادبياتنا المتعارف عليها..
كلمة واحدة تبدو حاسمة.. عد.
**
لم أودعك.. لأنتظرك.
من يودع قدره اصلا؟!