الحراصي: رصيدنا الثقافي الكبير يدعم انطلاق تنميتنا الحضارية

بلادنا الخميس ١٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الحراصي: رصيدنا الثقافي الكبير يدعم انطلاق تنميتنا الحضارية

مسقط - العمانية

أكد رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي أن "النصوص الصحفية والأدبية العالمية هي كنوز في غاية الأهمية الوطنية والبحثية لدراسة عُمان وتاريخها وهويتها وهي زاد ثقافي وإبداعي لا بد من الغوص فيه لكشف عمق الحضارة العمانية، وعمق جذور شجرة هذه الحضارة التي أثمرت في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أعزه الله تنمية حضارية شملت مختلف جوانب الحياة".
وقال معاليه إن التنمية الحضارية في السلطنة "هي مسيرة تنطلق بثقة نحو المستقبل متكئة على رصيد حضاري ضخم نراه في رموز هذه الحضارة من قلاع وحصون مجيدة، وعلى تراث معرفي وأدبي وفقهي عظيم كما نراه في ما كتب عن عُمان في صحافة وآداب العالم في الشرق والغرب".
وأوضح في حديث لوكالة الأنباء العمانية حول ما تضمنه المعرض الوثائقي السابع "عُمان في الصحافة العالمية" الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بفندق جراند ميلينيوم بالخوير ويختتم أعماله اليوم الخميس والدراسات التي تناولها المؤتمر الذي عقد حول هذا الموضوع "أن الثقافة بمفهومها الشامل تعد انعكاسا للوضع الحضاري والسياقات التاريخية التي تؤطر حياة الأمم المختلفة، والصحافة تحديدًا تؤدي دورًا أساسيا في تسجيل الأحداث التاريخية من جانب، والانطباعات الإنسانية حول المواضيع المختلفة من جانب آخر" مشيرًا في هذا الصدد الى أن "تقصي حضور عُمان في الصحافة العالمية جاء وفق هذا المنظور وهو موضوع في غاية الأهمية من نواحِ مختلفة، فمن ناحية يكشف عن المكنون التاريخي لدور عُمان في السياسة العالمية في حقبها المختلفة، وهو ما توثقه الصحافة في مختلف دول العالم، ومن الناحية الثانية فإنه يعزز معرفة العماني بماضيه وارتباط ذلك الماضي بالهوية الحضارية المتجددة وانطلاقها للمستقبل من خلال رؤية الذات الوطنية العمانية كما سجلتها صحافة العالم".
وأضاف معاليه أن "موضوع حضور عُمان في الصحافة العالمية يرتبط بموضوع آخر يشكل موضوعًا ثريًّا للتقصي البحثي وهو حضورها في الآداب الأجنبية، وهو ما تكشف عنه بعض الجرائد والمجلات الدولية، كما نجده على سبيل المثال في أدب الرحلات الغربي الذي تعرض في كثير من نصوصه المبدعة لعمان، من خلال تسجيلٍ دقيقٍ لمشاهدات الرحّالة الأجانب الذين زاروا عُمان، والتصورات المختلفة التي أتوا بها وحملوها معهم حول عُمان والمجتمع العماني في حقبه التاريخية المختلفة، وقد نشرت شخصيًا دراسة في مجلة نزوى في عام 2006 حول حضور عمان في الصحافة الأمريكية في القرن التاسع عشر، تتبعت فيها الكثير من النصوص الصحفية عن عُمان وعلاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية والرحالة الأمريكان الذين زاروا عُمان في تلك الفترة، ومقدار التقدير والإجلال لدى المواطن الأمريكي والدولة الأمريكية لعُمان في تلك الفترة إثر مواقف إنسانية وتاريخية مهمة كإنقاذ العمانيين لطواقم سفن أمريكية غارقة أو تقديرًا لتوقيع الولايات المتحدة وعُمان في عهد السيد سعيد بن سلطان لاتفاقية التجارة عام 1833، وهو ما عدته الصحافة الأمريكية اعترافًا عالميًا بالولايات المتحدة التي لم يمض وقت طويل على استقلالها". وقال إن "عددا من المترجمين العمانيين ترجم عددًا من النصوص الأدبية تشمل القصص والقصائد ونصوص أدب الرحلات التي ذكرت عُمان ووصفتها وصفًا يبعث على الفخر، كقصائد الثناء على السيد سعيد بن سلطان الذي وصفته إحدى القصائد الأمريكية بأنه "أنبل ملوك بلاد العرب"، ووصفته قصيدة لشاعر بريطاني بأنه "ملك ليس له نظير".
وأشار معاليه إلى أن "هناك المئات من القصص والمقالات الأدبية التي كتبت منذ بدايات القرن التاسع عشر والتي تتحدث عن عُمان وتتضمن شخصيات وأحداثا عمانية وهذا دليل على أنها حاضرة كبلد مؤثر تاريخيًا في تلك الفترة وحاضرة كبلد لها وضعها السياسي".
وأضاف معالي الدكتور رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن "اهتمام الصحافة الأجنبية بعُمان يأتي في إطار تعميق الهوية العمانية ومن أجل البحث في تفاصيل هذه الهوية والبحث في تفاصيل حضور عُمان في التاريخ الدولي وتفاعلها ودورها في بناء التاريخ المعاصر من خلال تقصي علاقات عمان الأدبية والتجارية والاجتماعية مشيرًا إلى "أن حضارة عُمان كانت تتصدر الصفحات الأولى للصحف والمجلات العربية والأجنبية وكانت تلك الصحف تشيد بالفضائل التي تقوم عليها السياسة العمانية التي ارتكزت على الهوية العمانية وعلى تأكيد أهمية العلاقات مع دول العالم".