الاحتلال يعزله نفسه عن العالم في يوم "الغفران" اليهودي

الحدث الخميس ١٣/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الاحتلال يعزله نفسه عن العالم في يوم "الغفران" اليهودي

القدس المحتلة - زكي خليل – نظير طه

ساد التوتر مدينة القدس المحتلة في اعقاب استشهاد الأسير المحرر، الشاب عاطف شيوخي (20 عاما) خلال مواجهات اندلعت ليلا مع قوات الاحتلال في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى.
وأفادت مصادر محلية، بأن الشهيد "شيوخي" ترك ينزف حتى فارق الحياة، ولم تستطع طواقم الاسعاف الوصول اليه، بسبب إغلاق قوات الاحتلال للمنطقة. وذكرت المصادر، إن الشهيد "شيوخي" أسير سابق وحُكم عليه بالسجن لـ15 شهرا بتهمة مقاومة الاحتلال.
ووري الشهيد الثرى بعد وقت قصير، من استشهاده، حيث القى ذويه نظرة الوداع عليه ثم انتقل إلى مثواه الاخير، وذلك لتفويت الفرصة على سلطات الاحتلال من احتجاز جثمانه .
وكانت مواجهات عنيفة اندلعت في بلدة سلوان واستمرت لساعات، إطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمغلف بالمطاط بكثافة تجاه الشبان المقدسيين.
وأفادت مصادر محلية نقلا عن إقليم حركة "فتح" في القدس، بأن الشاب الشيوخي استشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في صدره، خلال المواجهات التي اندلعت في البلدة.
وكان "مركز معلومات وادي حلوة" في سلوان قد أفاد، بأن الشرطة الإسرائيلية استنفرت قواتها إلى جانب عناصر "حرس الحدود" في بلدة سلوان، وانتشرت بين أحيائها "بشكل همجي واستفزازي للسكان."
وأضاف المركز أن عملية الاقتحام أعقبت تمكّن شبان فلسطينيين من إحراق مركبة عسكرية إسرائيلية في سلوان، بعد رشقها بالزجاجات الحارقة.
وأشار إلى أن جنود الاحتلال بدأوا بإلقاء القنابل الصوتية والغازية وأعيرة الرصاص الحي والمطاطي صوب الشبان الفلسطينيين، كما اعتدت على عائلة المواطن خليل العباسي أثناء دهم وتخريب منزلهما.
من جهتها، ذكرت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" أن طواقمها تعاملت مع حالة إصابة بسيطة لشاب فلسطيني تعرّض لعيار مطاطي في العين، وتمت معالجته ميدانيًا.
وأضافت أن سيارة الإسعاف التابعة لها، تعرّضت للتفتيش ثماني مرّات من قبل القوات الإسرائيلية المنتشرة في أحياء سلوان.
وكان أربعة شبان فلسطينيين أُصيبوا بالرصاص الإسرائيلي خلال مواجهات في بلدة الرام شمالي القدس المحتلة، كما اعتقل جنود الاحتلال شابين.
وفي وقت لاحق، شيع أهالي سلوان جثمان الشهيد الشيوخي إلى مثواه الأخير في مقبرة جبل المكبر، قبل أن تختطفه قوات الاحتلال.
من جهة أخرى ثبّتت محكمة الاحتلال العسكرية في "عوفر" عدداً من أوامر الاعتقال الإداري الصّادرة بحقّ أسرى بشكل جوهري.
وأشار محامي نادي الأسير محمود الحلبي، أمس الأربعاء، إلى أنه استصدرت قرارات تثبيت الأوامر الإدارية بحيث لا يتمّ تجديدها مرّة أخرى، وتقوم المحكمة بتحديد سقف زمني لاعتقال الأسرى. وذكر نادي الأسير أسماء الأسرى الصّادرة بحقّهم قرارات التثبيت، وهم: موسى محمد عبد ربه من بيت لحم، محمود محمد الخضور من الخليل، محمد عيسى منصور من القدس، حمزه اسليم رضوان من قلقيلية، سنان أحمد رضوان من قلقيلية، خليل أحمد شراونة من الخليل، طالب حسن فقوسة من الخليل، طارق غسان القصيبي من الخليل، رائد عبد العفو العملة من الخليل، وليد سامح الخطيب من رام الله، مجاهد خضر الأسمر من رام الله، محمد حافظ عرار من رام الله وثائر يوسف توفيق زريقة من طولكرم.
تزامن ذلك مع قيام قوات الاحتلال بعزل نفسها عن العالم الخارجي بالكامل بمناسبة يوم الغفران لدى اليهود والمعروف باسم "الكيبور". وقالت مصادر متطابقة إن الحياة شلت بالكامل في إسرائيل حيث امتنع الإسرائيليون عن استقلال سياراتهم أو الخروج في الشوارع وفضلوا الاعتكاف في الكنس وهم صيام على مدى ساعات كما نصت على ذلك آيات في التوراة وظلوا يمارسون العبادة، كما امتنع الإسرائيليون عن استخدام الأنوار، هذا إضافة إلى توقف البث في كافة المحطات التلفزيونية والإذاعية الحكومية منها والخاصة وشلت بالكامل حركة ملاحة الطيران من المناطق الإسرائيلية إلى الخارج وبالعكس وكذلك الأمر مع الملاحة والتنقل البحري أيضا إضافة إلى إغلاق كافة المعابر البرية الدولية التي تربط إسرائيل بالدول المجاورة لها، حيث توقفت كافة الأعمال والنشاطات لتشل الحياة بالكامل على مدى هذه الساعات.
وينعكس الاحتفال بيوم الغفران على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حيث فرضت سلطات الاحتلال طوقا امنيا شاملا على الأراضي الفلسطينية ودفعت بتعزيزات عسكرية مكثفة إلى داخل المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وعلى امتداد خطوط التماس والى تشديد الحصار على قطاع غزة تنفيذا لأوامر وزير جيش الاحتلال افيغدور ليبرمان الذي أمر أيضا بالرد الحازم على أي عمل يخل بالأمن حسب تعبيره.
وعززت القوات العسكرية والشرطية الاسرائيلية تواجدها في انحاء مناطق الـ”48″ و في مدينة القدس المحتلة واقامت حواجز على الشوارع وشدد جنود الاحتلال من اجراءاتهم العسكرية على مختلف الحواجز المنتشرة سواء تلك بين المحافظات او التي على خطوط التماس مع مناطق الخط الاخضر ومدينة القدس ذاتها .
ورفعت شرطة الاحتلال في القدس حالة التأهب وزادت عدد القوات المنتشرة في المدينة المقدسة وخاصة داخل البلدة القديمة، وحسب ترتيبات الشرطة التي اعلنت عنها اقامت حواجز بين القدس الشرقية والقدس الغربية بحيث منعت السيارات الفلسطينية المرور قرب الاحياء اليهودية.