بوتين يرد على هولاند ويلغي الزيارة

الحدث الأربعاء ١٢/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
بوتين يرد على هولاند ويلغي الزيارة

باريس - - وكالات

قال مصدر بالرئاسة الفرنسية أمس الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يأتي إلى باريس الأسبوع المقبل بعدما رفض أن تقتصر محادثاته مع الرئيس فرانسوا هولاند على الشأن السوري.

وقال المصدر «كانت هناك اتصالات بين الكرملين والإليزيه صباح أمس لعرض زيارة عمل لبوتين بشأن سوريا فقط مع استبعاد مشاركة الرئيس هولاند في أي فعاليات أخرى (خلال الزيارة)».
وأضاف أنه «ردا على ذلك العرض أفادت روسيا برغبتها في تأجيل الزيارة المقررة في 19 أكتوبر.
وكان من المقرر أن يفتتح الزعيم الروسي خلال الزيارة كاتدرائية أورثوذكسية روسية جديدة ويزور معرضا فنيا روسيا في العاصمة الفرنسية.
يأتي هذا التطور بعد يوم من تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إنه ليس متأكدا من جدوى أو أهمية لقائه مع بوتين.
وقال وزيــــر الخارجيــة الفرنسي جان مارك إيرو أمس الأول الاثنين إنـــه لـــن تكون هناك جدوى من مقابلة بوتين فقط من باب المجاملة.
لكنه أوضح أن الزعيمين ربما يلتقيان في برلين خلال اليوم ذاته في قمة لمناقشة الأزمة في أوكرانيا.

«المسائل الصعبة»

قال سفير روسيا لدى فرنسا ألكسندر أورلوف في وقت سابق أمس الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما زالت لديه الرغبة لزيارة باريس الأسبوع المقبل لمناقشة المسائل الصعبة في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين تدهورا بسبب حرب سوريا.

ويسعـــى المسؤولون الفـــرنسيـــون حثيثا لإيجاد سبل مــن شأنهـــا إلقـــاء ضغوط جديـــدة على روسيا بعدما استخدمت موسكـــو حـــق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلــس الأمن الدولي التابع للأمم المتحــــدة كانت أعدتـــه فرنسا بشأن سوريا.
ودفع الغضب المتصاعد بين البلدين بسبب الأحداث في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب السورية المسؤولين الفرنسيين إلى إعادة النظر في زيارة بوتين إلى فرنسا التي كانت مقررة في 19 أكتوبر.
وقال أورلوف لإذاعة (أوروبا 1) «قطعا ما زال يرغب في المجيء إلى باريس»، وأضاف «أعتقد بالحاجة إلى استمرار الحوار. ونحن هنا للحديث وبصفة خاصة في اللحظات الصعبة».
وتابع «تنتخب رئيسا على وجه التحديد لإيجاد حلول للمشكلات الصعبة. فلاديمير بوتين سيأتي لمناقشة الموضوعات التي تسبب غضبا».
وكان الكرملين قد أعلن أمس الأول الاثنين أن التحضيرات لزيارة فلاديمير بوتين إلى باريس في 19 أكتوبر «مستمرة» غداة نشر مقابلة لفرنسوا هولاند يقول فيها انه لا يزال يطرح «السؤال» على نفسه عما إذا كان سيستقبله.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله الاثنين «التحضير لزيارة بوتين إلى باريس مستمر. هناك مباحثات مقررة مع قصر الإليزيه وبوتين سيشارك في تدشين المركز الروحي الروسي» في 19 من الجاري.
وأضاف «لا نملك معلومات أخرى من الجانب الفرنسي».
وفي حديث بثته الاثنين قناة «تي ام سي» نشر الاحد يقول هولاند إنه لا يزال «يطرح على نفسه السؤال» حول ما إذا سيستقبل فلاديمير بوتين نظرا إلى «جرائم الحرب» التي ترتكبها روسيا في حلب.
وقال هولاند «طرحت على نفسي السؤال هل سيكون مفيدا؟ هل سيكون ضروريا؟ هل سيكون ضغطا؟ هل يمكننا حمله على وقف ما يرتكبه مع النظام السوري أي دعم القوات الجوية للنظام التي تلقي قنابل على سكان حلب».
من جهته أعلن الرئيس الروسي الاثنين خلال زيارة إلى إسطنبول حيث التقى نظيره التركي رجب طيب أردوجان أن أنقرة وموسكو لديهما موقف موحد إزاء الوضع الإنساني في حلب.
وقال «لدينا موقف مشترك هو فعل كل ما يمكن من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى حلب المشكلة تكمن فقط في تأمين السلامة لهذه المساعدات».
وكانت خطوة دبلوماسية جديدة لتهدئة المعارك في حلــب حيــــث يتواجه مقاتلو المعارضة مع نظـــام دمشق المدعوم من الطيـــران الروسي، فشلت السبت مع استخــــدام موسكـــو الفتيو في مجلس الأمن على مشروع قرار فرنسي لوقف أعمال القصف.
ومدينة حلب هي الرهان الأساسي للنزاع السوري الذي أوقع أكثر من 300 ألف قتيل منذ 2011 وسبب أسوأ مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.

برلين - : دعا مسؤولان كبيران بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى مواصلة الحوار مع موسكو مع إبقاء الضغط على روسيا بشأن أفعالها في شرق أوكرانيا ودعمها لقصف سوريا للمدنيين في حلب. وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز في جلسة نقاش استضافتها صحيفة باساور نويه بريسه الألمانية إن عقوبات الاتحاد الأوروبي مرتبطة باتفاق مينسك للسلام الذي كان من المفترض أن يضع نهاية للصراع ي شرق أوكرانيا وأنه لا يمكن رفعها إلا بعد تنفيذ الشروط المتعلقة بانسحابهم.

وندد شولتز بعبارات شديدة اللهجة بأفعال روسيا في أوكرانيا ودعمها للقوميين اليمينيين في أوروبا. لكنه قال أيضا إن من الضروري الإبقاء على نوع من الحوار بالنظر إلى قرب روسيا الجغرافي وأملا في تعزيز الديمقراطية على المدى الأبعد.

وقال شولتز في الجلسة «لا يمكنني فحسب أن أرغب في بقاء روسيا بعيدا.يجب ألا نعلن روسيا (دولة) منبوذة. ولكن يجب أن نبلغ موسكو بأننا (نعتبر ما تقومون به خطأ لكننا سنبقي على قناة الحوار مفتوحة عندما تكونوا مستعدين).
ويتخذ تنديد الدول الغربية بالدعم الذي تقدمه موسكو لنظام الرئيس السوري بشار الأسد منحى متصاعدا. وزاد التنديد منذ أن بدأت طائرات حربية روسية وسورية أكبر هجوم لها خلال الحرب المستمرة منذ خمسة أعوام على فصائل المعارضة التي تسيطر على أجزاء من حلب. ودعا بعض المشرعين الأوروبيين الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب دورها في زيادة أعداد القتلى في صفوف المدنيين في سوريا. ودعت فرنسا والولايات المتحدة أيضا إلى إجراء تحقيق في جرائم حرب يقولون إن القوات السورية والروسية ارتكبتها في شرق حلب.
من جهتها تتهم روسيا إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بما تصفه بالتدهور الحاد في العلاقات الأمريكية-الروسية. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك خلال الجلسة إن الوضع في أوروبا خطير على نحو خاص بالنسبة لدول المواجهة في شرق أوروبا مثل بولندا (بلده) وسلوفاكيا ودول البلطيق.
وردا على سؤال بشأن إمكانية فرض أوروبا عقوبات جديدة على موسكو بسبب دعمها العسكري لنظام الرئيس السوري بشار الأسد قال توسك خلال الجلسة ذاتها إن الرد الوحيد هو إطالة أمد العقوبات المفروضة بالفعل.

مسؤولان أوروبيان يؤيدان استمرار العقوبات على موسكو بشأن أوكرانيا