مسقط - الشبيبة
جدل عربي واسع وهجوم متبادل حول شخص الرئيس الاسرائيلي الراحل شيمون بيريز ورثاء دولي غير مسبوق للرجل باعتباره احد صناع السلام في العالم ...
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنيياهو – ودون قصد – حسم هذا الجدل واظهر حقيقة الرجل التي لم تكن بحاجة الى من يظهرها لولا ان النسيان هو افة الشعوب العربية
قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، قال فى افتتاح الجلسة الأسبوعية الاخيرة للحكومة الإسرائيلية أنه سيقدم طلب لتغيير اسم مفاعل ديمونة إلى "شيمون بيريز" تقديرا لجهود الرئيس الإسرائيلى السابق الذى توفى منذ أسبوعين.
وأضافت القناة أن "بيريز" ساهم فى إدخال إسرائيل للعالم النووى عندما كان وزيرا للخارجية، كما أنه ساهم فى تقدم إسرائيل فيما يتعلق بالتسليح النووى.
يذكر أن "بيريز" هو من قاد المفاوضات من أجل مفاعل نووى فى منطقة ديمونة فى أواخر الخمسينيات وبداية السيتينيات بتمويل فرنسى وبريطانى خالص.
عراب الحرب اصبح رجل السلام واجتمع من اجل توديعه عشرات من قادة دول العالم في القدس، بينهم الرئيس الأمريكي أوباما والفرنسي هولاند .
وألقى الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون نظرة أخيرة على الجثمان أمام مقر الكنيست.
وتم تنكيس الأعلام صباح الخميس في كل المباني الرسمية في الدولة العبرية وفي البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج.
وأعلنت الرئاسة الأمريكية أن أوباما أمر "بتنكيس العلم الأمريكي في البيت الأبيض وسائر المباني الرسمية والعسكرية الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها" احتراما لذكرى بيريز.
وحضر الجنازة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيراه الفرنسي فرانسوا هولاند والألماني يواكيم غازك وملك إسبانيا فيليبي السادس وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز وكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادي العربي الوحيد بهذا المستوى الذي شارك في التشييع
يذكر ان الكاتب روبرت فيسك علق على وصف العالم لـشمعون بيريز بـ"صانع السلام" عندما سمع بموته، وكيف أنه عندما سمع بوفاته تذكّر الدماء والنيران والمذابح.
واستدعى الكاتب في ذاكرته مذبحة "قانا" تلك القرية التي تقع في جنوب لبنان وقد راح ضحيتها 106 أشخاص معظمهم من الأطفال، وأشلاء الرضع وصراخ اللاجئين والجثث المحترقة من القصف المدفعي الإسرائيلي للقرية عام 1996، وأنه كان حينها ضمن قافلة مساعدات أممية على مشارف القرية.
وقال فيسك في مقاله بصحيفة إندبندنت إن بيريز -الذي خاض انتخابات رئاسة الوزراء بعد اغتيال سلفه إسحق رابين- قرر أن يزيد أوراق اعتماده العسكرية قبل الانتخابات بمهاجمة لبنان، واستغل "حامل جائزة نوبل للسلام" (بيريز) ذريعة إطلاق حزب الله صواريخ كاتيوشا عبر الحدود اللبنانية التي كانت ثأرا لقتل طفل لبناني صغير بواسطة قنبلة شركية خلفتها دورية إسرائيلية وراءها لارتكاب تلك المجزرة.
وعلق الكاتب على تصريح بيريز وقتها "لم نكن نعرف أن هناك مئات المدنيين كانوا يتركزون في ذاك المخيم التابع لـالأمم المتحدة. فقد كان الأمر مفاجأة قاسية لنا". وقال إن هذه كانت كذبة وإن الإسرائيليين كانوا قد احتلوا قانا لسنوات بعد غزو 1982 وكان لديهم فيلم فيديو للمخيم، بل إنهم كانوا يطلقون طائرة مسيرة فوق المخيم أثناء تلك المذبحة.
وأضاف أن هذه الحقيقة كان ينكرها الإسرائيليون، إلى أن أعطاه جندي بالأمم المتحدة شريط فيديو للطائرة المسيرة، وكثيرا ما قالت الأمم المتحدة لـإسرائيل إن المخيم كان مليئا باللاجئين.
وقال فيسك إن هذه كانت مساهمة بيريز في السلام اللبناني، وخسر الانتخابات وربما لم يعد يفكر في قانا، لكني لن أنساها.
ويحكي الكاتب أنه عندما وصل بوابات مخيم الأمم المتحدة كان الدم ينساب أنهارا من الجثث وله رائحة، وكان هناك أرجل وأذرع وأطفال بلا رؤوس ورؤوس شيوخ بلا أجساد. وكان هناك جثة لرجل مقسومة نصفين ومعلقة على شجرة تحترق وما تبقى منه كان يحترق.
وختم فيسك مقاله مستهجنا من قولِ إنه "يجب علينا الآن مناداته بصانع السلام" وخلال الأيام القليلة المقبلة "سنحصى عدد المرات التي تستخدم فيها كلمة السلام في نعيه ثم لنحصي عدد المرات التي ستظهر كلمة قانا" في المقابل.