الأطفال يرثون الذكاء من الأم وليس من الأب

مزاج الثلاثاء ١١/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص

تشارلوت إنجلاند
ترجمة: خالد طه

كشف باحثون أن الجينات الوراثية للأم هي التي تحدد مدى ذكاء أطفالها. فبحسب هذه الدراسة التي أجريت مؤخرا، الأم هي الأكثر احتمالا لنقل جينات الذكاء إلى أطفالها لأن هذه الجينات يحملها الكروموسوم X ، والمرأة لديها اثنين من هذا الكروموسوم، بينما الرجل لديه واحد فقط منه.
وهناك فئة من الجينات تسمى "الجينات الشرطية" يعتقد أنها تعمل فقط إذا كانت تأتي من الأم في بعض الحالات ومن الأب في حالات أخرى. ومن المعتقد أن الذكاء هو من ضمن الجينات الشرطية التي تأتي من الأم.
وجدت الدراسات المختبرية التي استخدمت فئران معدلة وراثيا أن الفئران التي تم إعطاؤها جرعات إضافية من جينات الأم قد تطور لديها رؤوس وأدمغة أكبر، ولكن كانت أجسامها أصغر، أما الفئران التي تم إعطاؤها جرعات إضافية من جينات الأب فكانت أدمغتها أصغر وأجسامها أكبر.
وقد حدد الباحثون الخلايا التي تحتوي على جينات الأم فقط أو جينات الأب فقط في ستة أجزاء مختلفة من أدمغة الفئران وهي أجزاء تسيطر على وظائف معرفية مختلفة، من عادات الأكل إلى الذاكرة، فوجدوا أن الخلايا التي بها جينات الأب تتراكم في أجزاء من الجهاز الحوفي الذي يشارك في وظائف مثل الجنس والطعام والعدوان. ولكن الباحثين لم يجدوا أي خلايا أبوية في قشرة الدماغ وهي التي تحدث فيها الوظائف المعرفية الأكثر تقدما، مثل التفكير والعمليات المنطقية واللغة والتخطيط.
ولكن خشية ألا يكون الإنسان مثل الفئران، اتخذ الباحثون في جامعة جلاسكو نهجا أكثر إنسانية لاستكشاف الذكاء، فوجدوا أن النظريات التي تم استقراؤها من الدراسات على الفئران يؤيدها الواقع عندما قابلوا 12,686 شابا تتراوح أعمارهم بين 14 و22 سنة كل عام بداية من عام 1994. وعلى الرغم من أخذ عدة عوامل بعين الاعتبار، من المستوى التعليمي للمشاركين إلى العرق الذي ينتمون إليه ووضعهم الاجتماعي والاقتصادي، فقد وجد الفريق أن أفضل مؤشر للذكاء هو نسبة ذكاء الأم.
ومع ذلك فقد أوضحت الأبحاث أيضا أن الجينات الوراثية ليست هي العامل الوحيد المحدد للذكاء – حيث إن نسبة 40% إلى 60% فقط من الذكاء يقدر أنها وراثية، بينما النسبة المتبقية تعتمد على البيئة.
ولكن وجدت الأبحاث أن الأمهات يلعبن دورا مهما للغاية أيضا في هذا الجزء غير الوراثي من الذكاء، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن العلاقة الآمنة بين الأم والطفل ترتبط ارتباطا وثيقا بالذكاء.
وقد وجد الباحثون في جامعة واشنطن أن العلاقة العاطفية الآمنة بين الأم والطفل هي علاقة مهمة جدا لنمو بعض أجزاء المخ . وبعد تحليل الطريقة التي ترتبط بها مجموعة من الأمهات بأطفالهن لمدة سبع سنوات، وجد الباحثون أن الأطفال الذين تمتعوا بدعم عاطفي وكانت احتياجاتهم الفكرية يتم تلبيتها كانت منطقة الحصين بالمخ لديهم وهم في سن الثالثة عشرة أكبر بنسبة 10% من الأطفال الذين كانت أمهاتهم بعيدة عنهم عاطفيا. ومنطقة الحصين هي المنطقة في المخ المرتبطة بالذاكرة والتعلم والاستجابة للتوتر.
ويعتقد أن الارتباط القوي مع الأم يمنح الطفل شعورا بالأمن وهو ما يسمح له باستكشاف العالم والثقة في النفس اللازمة لحل المشكلات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأم التي تهتم بأطفالها تميل إلى مساعدة الطفل على حل المشكلات مما يساعده أكثر على استغلال كل إمكانياته.
بالطبع ليس هناك سبب وراء أن الأب لا يستطيع لعب دور كبير في تنشئة الطفل مثل الأم. يشير الباحثون إلى أن هناك مجموعة كاملة من الصفات الأخرى التي تحددها الجينات الوراثية – مثل سرعة البديهة والعواطف – التي يمكن أن تورث من الأب هي أيضا مفتاح لذكاء الطفل المحتمل. لذلك، أيها الآباء: لا تيأسوا!
خدمة إندبندنت - ش