الانتخابات الامريكية اصبحت محل "سخرية"

الحدث الأحد ٠٩/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٤:٠٥ ص
الانتخابات الامريكية اصبحت محل "سخرية"

بكين – واشنطن – ش – وكالات

سخرت صحيفتان من الصحف الحكومية الرئيسية في الصين من انتخابات الرئاسة الأمريكية امس السبت قائلة إن هذا السيل الذي لا ينقطع من الفضائح المحيطة بكل من مرشحي الرئاسة يثبت أنه ليس من حق الولايات المتحدة أن تلقن الآخرين دروسا عن الديمقراطية.
وعلى الرغم من تفادي الصين إلى حد كبير التعليق على الانتخابات على أساس أنها لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى يتم إعطاء وسائل الإعلام الحكومية مجالا أوسع.
وكثيرا ما تشعر الصين باستياء من الانتقاد الخارجي ولاسيما من الولايات المتحدة لنظامها السياسي القائم على حزب واحد وتقول إنه ليس من حق أي دولة أن تجبر الصين على تغيير نظام تقول إنه أفضل ما يلائم وضع الصين.
وفي تعليق وصفت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الانتخابات الأمريكية بأنها"فوضى " مشيرة إلى قضايا متعلقة بالضرائب بالنسبة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب "الثرثار "والخلاف بشأن استخدام المنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون لبريدها الالكتروني الشخصي ومخاوف بشأن حالتها الصحية.
وقالت الصحيفة إنه مثلما رأي الناس من أول مناظرة رئاسية بين هذين المرشحين فإن كليهما مستعد على ما يبدو لشن هجمات شخصية بشكل أكبر من مناقشة القضايا.
وأضافت الصحيفة في المقال إن"كل هذه الأمور غير العادية لا تظهر فقط مأزق المؤسسة السياسية الأمريكية وإنما تشير أيضا بشكل مباشر إلى الممارسات الفاسدة للنظام السياسي الأمريكي.
"الولايات المتحدة تتباهى منذ فترة طويلة كيف أن انتخاباتها المفعمة بالحيوية بشكل كبير علامة على تفوق نظامها بل واستخدمت ذلك لتعمد انتقاد الغالبية العظمى من الدول النامية.
"لابد من كبح هذه الغطرسة الشديدة من قبل (واعظ الديمقراطية)."
وقالت صحيفة جلوبال تايمز شقيقة صحيفة الشعب والتي تحظى بانتشار واسع في مقال افتتاحي في طبعاتها باللغتين الصينية والانجليزية إن هذه الفضائح تظهر أنه ليس هناك تفوق في الديمقراطية الغربية.
وقالت إن"للدول الغربية نظاما قضائيا قائما لتأمين الاستقرار الاجتماعي في مواجهة مثل هذه الفوضى ولكن كثيرا من الدول النامية التي تتعلم منها عل عجل لم تجلب لنفسها إلا عدم الاستقرار الاجتماعي."

ترامب يعتذر
من جانبه سارع المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إلى منع انهيار حملته في وقت مبكر من صباح امس السبت بإصدار بيان مصور معد على عجل عبر فيه عن أسفه على الإدلاء بتصريحات مشينة عن النساء.
وأعلن ترامب أنه تغير لكنه أثار موضوع خيانات الرئيس السابق بيل كلينتون وانتقد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بحدة وقال إنه سيتوسع في تناول ماضيهما خلال الأيام القادمة.
وتم الكشف عن تسجيل فيديو يعود لعام 2005 يظهر فيه ترامب أحد نجوم برامج تلفزيون الواقع حينها وهو يتحدث بصراحة عن تلمس أجساد النساء ومحاولة إغواء سيدة متزوجة. وحاول الديمقراطيون تسليط الضوء على مثل هذا السلوك لمنع الناخبات من منحه أصواتهن قبل أقل من شهر على إجراء الانتخابات الرئاسية.
وظهر الفيديو قبل ثاني مناظرة تعقد مساء اليوم الأحد والتي تعتبر شديدة الأهمية لترامب ليحاول فيها العودة من تراجعات حادة لشعبيته في بعض استطلاعات الرأي بعد أداء سيء في المناظرة الأولى.
وقال ترامب "ما هذا إلا صرف انتباه عن القضايا الهامة التي نواجهها اليوم" فبل أن يتحول لإثارة موضوع خيانات بيل كلينتون لزوجته.
وقال ترامب في بيانه "سنناقش هذا أكثر في الأيام القادمة. أراكم في المناظرة يوم الأحد."
وهز الكشف عن تسجيل الفيديو القديم حملة ترامب في صميمها ودفع بعض النواب الجمهوريين لإنكاره.
وسحب رئيس مجلس النواب بول ريان دعوة لترامب لزيارة وسكنسون اليوم السبت وظهرت دعوات لترامب بالتنحي جانبا وإتاحة المجال للمرشح كنائب الرئيس مايك بنس ليصبح واجهة الحزب الأساسية.
وقال ترامب في بيانه المصور الذي نشره على صفحته على فيسبوك "أي شخص يعرفني يعرف أن تلك الكلمات لا تعكس شخصيتي. لقد قلتها وكنت مخطئا وأنا أعتذر."

اتهامات متكررة
وكررت واشنطن اتهام موسكو صراحة بأنها تحاول التدخل في العملية الانتخابية الاميركية من خلال قرصنة أنظمة معلوماتية، في تصعيد جديد ولافت للتوتر بين البلدين حول العديد من القضايا وعلى رأسها سوريا.
وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستحدد خلف باراك أوباما، سمت السلطات الأميركية للمرة الأولى روسيا بالاسم باعتبارها مسؤولة عن سلسلة عمليات قرصنة استهدفت خصوصا خوادم الحزب الديمقراطي.
واعلن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية في بيان حازم اللهجة ان "عمليات السرقة والقرصنة هذه تهدف الى التدخل في العملية الانتخابية الاميركية"، مضيفا "نعتقد على ضوء مدى هذه المبادرات وحساسيتها، ان مسؤولين روسا هم وحدهم قادرون على السماح بهذه الانشطة ". في نهاية يوليو لم يستبعد اوباما فرضية ان تحاول روسيا التأثير على الاستحقاق الرئاسي لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقال "كل شيء ممكن"، بعد تسريب رسائل إلكترونية لكبار الديموقراطيين نشرها موقع ويكيليكس.
وعبرت المرشحة الديموقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون مرارا وبشكل صريح عن مخاوفها حول هذا الموضوع.
وقال مدير حملتها الانتخابية جون بودستا ليل الجمعة "يجب أن يشعر جميع الاميركيين بالقلق حيال حقيقة أن روسيا مستعدة للقيام بأعمال معادية لمساعدة دونالد ترامب على ان يصبح رئيسا للولايات المتحدة"، مضيفا "لكن الأسوأ في هذه المسألة هو موقف ترامب الذي يدعو الى الاعتقاد بأنه مؤيد لذلك".
وردا على سؤال حول طبيعة الرد الذي سيصدر عن البيت الابيض، قال مسؤول اميركي كبير لوكالة فرانس برس ان الولايات المتحدة ستختار "المكان والزمان" للرد على روسيا.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن "الرئيس أشار بوضوح إلى أنه سيتخذ القرارات اللازمة لحماية مصالحنا، خصوصا في الفضاء الإلكتروني"، موضحا أن الأمر سيتم سرا.
وتابع "على الجمهور ألا يفترض أنه سيكون بالضرورة على علم بالخطوات التي اتخذناها أو سنتخذها".

"تكتيكات مشابهة"
وتتهم الإدارة الأميركية الحكومة الروسية خصوصا بأنها "دبرت" عمليات القرصنة الأخيرة لرسائل البريد الإلكتروني العائدة لاشخاص ومؤسسات اميركية والتي تم نشرها على مواقع "دي سي ليكس" و"ويكيليكس" و"غوسيفر 2.0".
أما في ما يتعلق بالهجمات على الأنظمة الانتخابية في ولايات أميركية مختلفة، فترى واشنطن أنها ليست قادرة على إثبات أن الحكومة الروسية تقف وراءها، لكنها شددت على أن الهجمات نفذت "في معظم الحالات" من خوادم روسية.
واشارت ادارة أوباما الى أن محاولة كهذه للتدخل في الانتخابات ليست جديدة من جانب موسكو، قائلة ان "الروس قد استخدموا بالفعل تكتيكات مماثلة في جميع أنحاء أوروبا وأوراسيا".
في أوائل أيلول/سبتمبر، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي إنه يأخذ "على محمل الجد" خطر تدخل دولة أجنبية في العملية الانتخابية الأميركية.
لكنه قلل من مخاطر هجمات الكترونية قد تهدف الى تعطيل عمليات فرز الأصوات يوم الانتخابات، نظرا الى الطبيعة اللامركزية للنظام الانتخابي الاميركي الذي تتولى ادارته الاف الهيئات الفدرالية والمحلية.
وبعد ستة عشر عاما على المأزق التاريخي في فلوريدا خلال عمليات فرز الاصوات بين آل غور وجورج دبليو بوش، يبقى هذا الموضوع حساسا للغاية في الولايات المتحدة.
ودخلت واشنطن في مواجهة مع موسكو بشأن النزاع السوري بعد فشل محادثاتهما الاخيرة الهادفة للتوصل الى وقف لإطلاق النار في هذا البلد.
وطالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجمعة باجراء تحقيق يستهدف النظام السوري وحليفته روسيا بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في حلب، بعد قصف جديد طاول بحسبه مستشفى في هذه المدينة التي تواجه هجوما من الجيش السوري مدعوما بغارات جوية روسية.
من جهته وصف الكرملين الجمعة الاتهامات الأميركية للحكومة الروسية بالوقوف وراء عمليات قرصنة لمنظمات سياسية في الولايات المتحدة بـ"السخيفة".
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالة "انترفاكس" الروسية إن "هذا مجددا نوع من أنواع السخافة"، مضيفا أن "موقع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يتعرض يوميا لهجمات من عشرات آلاف قراصنة الانترنت. والكثير من تلك الهجمات مصدرها أراضي الولايات المتحدة، ولكننا لا نتهم البيت الأبيض أو لانغلي (مقر الاستخبارات) في كل مرة".

....................

سيناتور جمهورى يطالب ترامب بالتنحى عن سباق الرئاسة
واشنطن – ش طالب عضو الكونجرس الأمريكى عن الحزب الجمهورى "مايك لى" المرشح دونالد ترامب بالتنحى عن سباق الرئاسة على خلفية نشر فيديو للأخير يتحدث فيه عن محاولته لإغواء سيدة بأسلوب اعتبرته وسائل الإعلام سوقى.
وقال "لى" الذى رفض أن يقدم دعمه من قبل لمرشح حزبه "ترامب" فى سباق الرئاسة فى فيديو نشره عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "أطالبك بكل احترام أن تتنحى، أن تنسحب لتفسح المجال لشخص آخر لحمل راية مبادئ الحزب الجمهورى، بدلا من أن تتحول إلى ثقل على الشعب الأمريكى".
وتابع عضو الكونجرس عن مقعد ولاية "يوتا" "على الجمهوريين العثور على مرشح آخر يمثل مبادئهم". وأشار "لى" إلى أنه يمتلك 5 شقيقات وزوجة وأم وطفلة، مبديا انزعاجه الشديد من الطريقة التى يتحدث بها "ترامب" عن السيدات كما ظهر فى الفيديو الذى سجل له فى عام 2005.
وانتقد "لى" الاعتذار الذى قدمه المرشح الجمهورى عن الفيديو، حيث وصف الفيديو بأنه محاولة إلهاء عن الانتخابات الأمريكية، ليصفه "لى" بأنه هو نفسه –أى ترامب- مصدر الإلهاء الأكبر، مطالبا أن يتم تبديل المرشح دون أى مماطلة أو محاولة تسوية الأمر.
وقال "لى" فى الفيديو إنه لا يشعر بالراحة مع شخص يتحدث بهذه الطريقة عن النساء، فهو لا يحبذ التعامل مع شخص قد يوجه إهانة لشقيقاته أو زوجته أو والدته، وهو حتما لن يتسامح بقيادة مثل هذا الشخص للعالم الحر- أى أمريكا.
وكان "لى" قد عبر عن رفضه مرارا للمرشح الجمهورى دونالد ترامب رغم أن الأخير كان قد رشح اسمه ليصبح عضوا فى المحكمة العليا فى حال وصوله إلى البيت الأبيض.
وكان "لى" قد أدلى بتصريحات فى شهر يونيو الماضى يؤكد فيها رفضه لترامب ولطريقة مواجهته لخصومه السياسيين، متطرقا إلى دعم "ترامب" لقصة نشرتها صحيفة صفراء تزعم فيها وجود صلة بين والد منافسه فى انتخابات الحزب الجمهورى "تيد كروز" و"هارفى لى أوزوالد" قاتل الرئيس الراحل "جون كينيدى".