الخرطوم – ش – وكالات
أدانت أحزاب وقوى سياسية في السودان التعديات التي تقع على الحريات العامة وحرية التعبير على وجه الخصوص، والتي تشمل مصادرة الصحف ومنع ممارسة النشاط السياسي والتجمع السلمي، وقالت إن التعديات خلقت أجواءاً لا تتلائم مع دعوات الحوار والتوافق الوطني التي تروج له الحكومة، وذلك بحسب ما جاء في صحيفة الجريدة السودانية يوم أمس.
وانتقدت حركة الإصلاح الآن، التي منعت مؤخرا من إقامة ندوة سياسية- عملية الترويج للحوار الوطني، وكأنه المخرج من الأزمة التي تعيشها البلاد، وأكد القيادي في الحركة أسامة توفيق، إن الحوار لن يدفع بتهيئة المناخ ولن يفرز مناخ الحريات وسيادة حكم القانون، وإنما سيعمل على إطالة عمر السلطة.
وأشار إلى أن ،الإصلاح الآن، تقدمت بطلب رسمي من أجل الإطلاع على توصيات الحوار، لكنها لم تتلقى لما يقارب الأسبوعين رداً، ما يعني خضوعها لعملية “سمكرة”.
كما اعتبر عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، صديق يوسف، أن الخروقات التي تتعرض لها جبهة الحريات في كل المكان، فضلاً عن الهجمة الشرسة على الصحف ومصادرة طبعاتها،” ليست إلا مقدمات لما سيحدث في السودان بعد انتهاء حوار الوثبة”.
وأشار يوسف إلى تصريحات صادرة عن قيادات في الحزب الحاكم تحذر من انه “سيخون كل من يعارض مخرجات الحوار، وتهدد بأنها ستعتبره عميل وخائن وستنزل عليه أقسى العقوبات”، وتابع :” يقولون من لا يوافق على المخرجات سيكون مثل المتمرد، يعني وكأنه شال سلاح مباشرة، فتأملوا الحوار وحرياته".
ومن جهته طالب عضو المكتب القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ربيع عبد العاطي، المتضررين من تلك الإجراءات الاحتكام إلى القانون، معتبرا ان أمام الصحف التي تعرضت للمصادرة فرصة للذهاب إلى القضاء لإثبات تضررها والحصول على تعويضات، لكنه عاد وقال: “لا اعتقد ان تلك المصادرة تمت بطريقة اعتباطية، لان الأجهزة الأمنية تتعامل بالقانون ولا تأخذ الأمر خارج إطاره”، وأضاف ” هذا لا يمنع الجهة المتضررة من الشكوى، ولا ان القانون لا يجرى مجراه في البلاد”.
وعلى صعيد متصل؛ احتدم الجدل في البرلمان السوداني بين كتلة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، بشأن استمرار الحوار مع المعارضة بشقيها السلمي والمسلح، ففي وقت طالب المسؤول السياسي بالكتلة حسب الله صالح بايقاف المفاوضات في المنابر الخارجية فوراً مع من أسماهم “تجار وسماسرة الحرب الجدد”، والاكتفاء بالحوار الوطني الداخلي ومخرجاته، أكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السوداني محمد مصطفى الضو، أن أبواب الحوار ستظل مشرعة مع كل القوى السياسية، ولن تستثني أحداً، فيما اعتبر النائب المستقل بكري سلمة، أن الحوار يمر بمخاض عسير، وتخوف أن يأتي المولود مشوهاً خلقياً إن لم تكن به عاهة مستديمة.
وبرر النائب حسب الله صالح دعوته لايقاف التفاوض بقوله: “كرامتهم اهم من رخائهم”، فيما قاطعت احدى النائبات حديث صالح بنقطة نظام احتجاجاً على ما ذهب اليه، الا أن رئيس المجلس، ابراهيم احمد عمر تجاهلها واكتفى بقوله النظام محفوظ، مطالباً صالح بمواصلة حديثه، بينما رد النائب بالمؤتمر الوطني، عوض الكريم بابكر، على صالح قائلا: “من العبط الاستخفاف بعدوك”، واضاف: “أي قيادات كمناوي او عبد الواحد او اي قيادات اخرى بامكانها ان تحشد حولها الناس وتمتطي سيارات لاندكروزر واسلحة الدوشكا وتزعزع أمنك”، وطالب بابكر بعدم استضعاف الحركات والعمل على الحاقها بالحوار هي وزعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي. من جانبه أبدى النائب رجب محمد رجب، أمله في أن تساهم مخرجات الحوار الوطني في الإتيان برجل مسؤول يخشى الله، وقال: «لاننتظر ان يمطر علينا الحوار الوطني ذهباً او فضة، او يأتينا بعصى موسى.. ولكنا نأمل أن يخرج الينا برجل يخشى الله رب العالمين ويقول لأي مسؤول قف من أين لك هذا”.