كلينتون توسع الفارق مع ترامب

الحدث الثلاثاء ٠٤/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٤ م
كلينتون توسع الفارق مع ترامب

واشنطن – – وكالات

قالت محطـــة «سي.إن.إن»، الأمريكيــــة، إن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، واصلت تقدمها على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، متقدمة بخمس نقاط، وفق أحدث استطلاع رأي وطني.

وكشف استطلاع «سي ان ان» أن كلينتون تتقدم على ترامب بنتيجة 47 % مقابل 42 % بين الناخبين، بينما حظي المرشح الليبرالي جاري جونسون على 7 %، ومرشح الحزب الأخضر جيل ستاين على 2 %. وتقول الشبكة الإخبارية، إن توسيع كلينتون الفارق مع منافسها الجمهوري يعود إلى تعزيز شعبيتها بين المستقلين، الذين كانوا يميلون لترامب في استطلاع رأي أجري أوائل سبتمبر بينما يميلون حاليا لكلينتون بنتيجة 44 % مقابل 37 % لترامب.
فضلا عن أن كلينتون اكتسبت زخما أيضا بين البيض، الذين لا يحملون شهادات جامعية، الذين كانوا قبلا بين أشد المتحمسين لترامب. ويظهر الاستطلاع أنها تتقدم على ترامب بـ 21 نقطة بين هذه المجموعة. ويرى نحو ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع ضرورة أن يكشف المرشح الجمهوري عن ضرائبه.
ويرى أغلب المشاركين أن إصرار ترامب على رفض الكشف عن ضرائبه هو إشارة قوية على أنه يخفي أمرا ما، وليس لأن ضرائبه لا تزال قيد المراجعة.
الاستطلاع الذي أجري عقب المناظرة الرئاسية، الأسبوع الفائت، أظهر أن أنصار كلينتون متحمسون بشكل متزايد للتصويت لها، حيث قال 50 % إنهم متحمسون جدا للتصويت مقارنة بـ46 % في استطلاع الشهر الفائت. بينما تراجع حماس مؤيدي ترامب، من 58 % الشهر الفائت إلى 56 % في الاستطلاع الأخير.

استهداف النساء

استهدف المرشح إلى الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب غالبا نساء، وبينهن منافسته هيلاري كلينتون، بالإهانات والتهجم الشخصي، عبر «تويتر» أو التلفزيون أو خلال الاجتماعات، في سلوك قد يكلفه غاليا في انتخابات الثامن من نوفمبر.

ويقول المرشح الجمهوري إلى البيت الأبيض إنه «يحب» النساء ويرغب بـ «مساعدتهن». لكن ملكة جمال الكون الفنزويلية السابقة أليشيا ماتشادو التي وصفها ترامب بـ«ملكة جمال الخنازير» بسبب اكتسابها وزنا، كانت الأخيرة على لائحة النساء والصحفيات وممثلات الكوميديا والسياسيات وملكات الجمال أخيرا اللواتي تعرّضن لإهانات علنية من ترامب بسبب مظهرهن أو حياتهن الجنسية أو مهاراتهن وصحتهن. ويبقى دونالد ترامب أول مرشح إلى البيت الأبيض عبر التاريخ، يدعو على «تويتر» الساعة الخامسة صباحا الأسبوع الفائت، إلى «التأكد من صحة شريط جنسي»، في سياق هجومه على أليشيا ماتشادو. وسبق له أن سخر من كلينتون خلال اجتماع نهاية الأسبوع الجاري في بنسلفانيا، مقلدا إياها عندما انهارت إثر إصابتها بعارض خلال إحياء مراسم ذكرى 11 سبتمبر، قائلا «هذه المرأة التي يفترض أن تقف في وجه (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لم تتمكن حتى من السير خمسة أمتار لتصل الى سيارتها».

ومنذ أشهر، يطلق عليها صفات عدة بينها «غير متزنة» و«فاسدة». وخلال المناظرة الرئاسية الأولى الأسبوع الفائت، وفي وقت انتظر الأمريكيون كلاما عن جوهر القضايا التي تثير اهتمامهم، هاجم ترامب أيضا الممثلة الكوميدية روزي أودونيل، وبينهما جدل ومسلسل تبادل اتهامات مستمر منذ أعوام. وقال ترامب عن اودونيل إنها كانت «شريرة معي. لقد قلت أشياء قاسية جدا عنها، وأعتقد أن الجميع سيوافق، هي تستحق ذلك». وقبل ذلك، وصف ترامب ميجين كيلي، الصحفية في «فوكس نيوز»، بـ«اللعوب» و«صحفية من الوزن الخفيف»، قبل أن ينتهي الخلاف بينهما في ‏مايو.

حرب كلامية

يستمر مرشحا الانتخابات الرئاسية الأمريكية الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية هيلاري كلينتون في حربهما الكلامية، استعدادا للمناظرة الثانية بينهما ومع بدء العد التنازلي للانتخابات المقررة في 8 نوفمبر المقبل.
وتعمد المرشحان، خلال تجمعين دعائيين، شن هجوم على الآخر في استكمال لمسلسل توجيه الانتقادات والاتهامات على طول الحملتين الانتخابيتين للمرشحين، وأعاد ترامب في تجمع لمحاربين قدامى بولاية كولورادو وسط الولايات المتحدة أمام أنصاره، فتح نيرانه على هيلاري فيما يتعلق بالفترة التي عملت بها وزيرة للخارجية. ونقلت قناة «سكاي نيوز - عربية» الفضائية امس الثلاثاء عن ترامب قوله «إن هيلاري كسبت المال على حساب أمن وأسرار الدولة، وتركت البيت الأبيض مفلسا، مشيرا إلى أن عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي محتها كلينتون هي فضيحة كبيرة، وغريب أنها مرت دون تجريمها ومعاقبتها.. وهذه جريمة لا يمكن أن تمر دون حساب أو عقاب».
وأضاف «لا أعرف كيف تمكنت هيلاري كلينتون أن تنجو بفعلتها هكذا دون عقاب»، وذلك في إشارة إلى استخدام كلينتون بريدا إلكترونيا خاصا عندما كانت وزيرة للخارجية وإقرارها بذلك.. متابعا «هيلاري غير مؤهلة لشغل منصب الرئاسة لأنها عرّضت أمن أمريكا للخطر، وإدارة أوباما فشلت في حماية أمننا الإلكتروني».
واعتبر أن تصريح كلينتون بأنها لن ترسل جنودا أمريكيين للقتال خارج الولايات المتحدة، يطمئن الإرهابيين والأعداء ويمنحهم قوة أكثر. وفي الوقت ذاته، كانت هيلاري كلينتون تتحدث أمام أنصارها في ولاية أوهايو شرقي الولايات المتحدة، ولم تنس أيضا أن تبادل منافسها دونالد ترامب «اللكمات الانتخابية». وقالت كلينتون «ترامب يضطهد أصحاب المشاريع الصغيرة، كما أنه غش الكثير من العمال ولم يدفع أجورهم وقال لهم: إذا أردتم الحصول على أجوركم اذهبوا إلى المحكمة وقاضوني، مشيرة إلى أن ترامب أضاف أنه سيغير قانون الضرائب.. ويريد أن يرفع ضرائب على الملايين من الطبقة الوسطى، لافتة إلى أن حملته وصفت تهربه الضريبي بأنه «عبقري».. معلقة: أي عبقرية في خسارة مئات الملايين من الدولارات في عام واحد؟».
وأضافت «أنا يدعمني 100 رئيس تنفيذي لكبريات الشركات الأمريكية، مليونيرات حقيقيين مثل وارن بافيت. أخبروني من يدعم ترامب منهم؟».. وتعهدت كلينتون بـ«إصلاح الثغرات القانونية التي سمحت لترامب بالتحايل على قانون الضرائب» إن أصبحت رئيسة.. وقالت: «سأحمي دافعي الضرائب وأقر قوانين أكثر إنصافا، فلا يجب للمليونيرات دفع ضرائب أقل مما يدفعه الآخرون، وإذا قررت شركة ما مغادرة أمريكا فعليها إرجاع كل الإعفاءات الضريبية التي قد تكون استفادت منها».

قصة الضرائب

وتساءل الباحث السياسي بجامعة كاليفورنيا الجنوبية، دان شنور عما إذا كانت قصة ضرائب دونالد ترامب المثارة مؤخرا ستتفوق على قضاياه الأخرى السابقة المثيرة للجدل، وما إذا كانت تستطيع القضاء عليه سياسيا أم لا؟
وفي مستهل مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» أقر شنور، الذي عمل مديرا لعلاقات حملة جون ماكين الرئاسية العام 2000، بفشله في فهم دونالد ترامب.
وقال شنور «على مدى أكثر من 15 شهرا شن فيها ترامب هجمات على المكسيكيين والمسلمين، ووجه إهانات للمعوقين وأسرى الحرب وعائلات جولد ستار، دائما ما كنت أقنع نفسي بأن تجاوزاته اللفظية ستلحق به ضررا سياسيا بالغا، لكن أسبوعا تلو أسبوع وهجوما بعد هجوم تبيّن لي بشكل مؤكد أنني كنت مخطئا في اعتقاداتي». وأضاف «وعندما أعقب ترامب أداءه السيئ في مناظرة الأسبوع الفائت بتعليقات مسيئة على مدار عدة أيام عن امرأة لاتينية شابة كانت متنافسة في مسابقة ملكات جمال، فقد اعتقدتُ أن هذه الإساءة اللفظية لأليسيا ماكادو قد تلحق به ضررا سياسيا ولو بسيطا».
واعتبر الكاتب هذا التصرف من جانب ترامب بمثابة تكتيك غريب من مرشح كان من المفترض أن يسعى للانتفاع من دعم الناخبات، لكن ترامب بات خبيرا في تحويل الأنظار عن أي موضوع قد يضرّ به - على غرار تصرفاته الصبيانية في مناظرته مع هيلاري كلينتون - عبر إثارة قضية جديدة مثيرة للجدل تغطي على سابقاتها؛ وعليه فقد كرّس ترامب أسبوعه في شن سلسلة من الهجمات على الفنزويلية الحسناء ماكادو، وهو مطمئن إلى أن مؤيديه المخلصين لن يتخلوا عنه تحت أي ظروف.