«قندوز» الأفغانية تحت صدمة هجوم طالبان رغم تحريرها

الحدث الثلاثاء ٠٤/أكتوبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٤ م
«قندوز» الأفغانية تحت صدمة هجوم طالبان رغم تحريرها

قندوز- - وكالات

ما زالت مدينة قندوز في شمال أفغانستان التي سيطرت عليها حركة طالبان للمرة الثانية خلال عام، أمس الثلاثاء تحت الصدمة من جراء هذا الهجوم الذي صدته أخيرا القوات الأفغانية بمساعدة من الأمريكيين، لكن أحدا لم يكن يتوقعه.

وقد تسببت سهولة دخول المتمردين إلى هذه العاصمة الإقليمية، التي احتلوها للمرة الأولى في سبتمبر 2015، وسيطروا عليها بضع ساعات وغرسوا علمهم في وسطها، بانتقادات كثيرة للسلطات، فيما يفتتح في بروكسل مؤتمر الجهات المانحة التي ستجدد التزامها بدفع بضعة بلايين من الدولارات لافغانستان. وقال قائد شرطة قندوز الجنرال محمد قاسم جنقلباق لوكالة فرانس برس إن عمليات «التطهير» تتواصل صباح الثلاثاء لإخراج آخر مقاتلي طالبان الذين ما زالوا مختبئين في منازل وسط المدينة. لكن القوات الحكومية استعادت المدينة مساء الاثنين بفضل تعزيزات «من حوالي مئة من القوات الخاصة»، كما أوضح المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي، والتي طردت «من دون مقاومة كبيرة» من المتمردين، كما قال، من وسط المدينة بعد حوالي عشرين ساعة على وصولها إلى أربع جهات مختلفة.
وأضاف أن «القوات الجوية الافغانية والاطلسية قدمت دعمها للقوات البرية»، مشيرا إلى تدخل قوات عملية «الدعم الحازم». وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال المتحدث باسم عملية «الدعم الحازم» الجنرال الامريكي تشارلز كليفلاند، «من دون ان نتحدث عن الغارات، تدخلت مروحية امريكية في ضواحي قندوز لحماية القوات الحليفة»، مؤكدا ان قوات امريكية «تقدم مساعدة في المنطقة لتأمين الدعم الضروري». لكنه شدد على القول إن «القوات الافغانية تسيطر على وسط المدينة». وأعلنت وزارة الدفاع أن «30 من عناصر طالبان وثلاثة من الجنود الافغان قد قتلوا» خلال العمليات. وكان مستشفى قندوز ذكر الاثنين انه استقبل «43 مدنيا جريحا وقتيلا واحدا» بسبب القصف وشظايا قذائف الهاون. واتهم حاكم المدينة اسد الله عمر خيل «عناصر طالبان باستخدام منازل المواطنين للاختباء في المدينة»، مما أدى إلى إبطاء العمليات الأخيرة. وأضاف «طلبنا من السكان ملازمة منازلهم وتفادي الخروج إن لم يكن ذلك ضروريا». ويكشف هذا الهجوم الجديد الذي شنته حركة طالبان بصورة منسقة على أربع جبهات، عن انعدام الأمن المستمر في أفغانستان. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال عضو المجلس الاقليمي عمر الدين والي إن الناس «مرهقون وخائفون». وأضاف «في المدينة عدد كاف من القوات، لكن المشكلة هي انعدام التنسيق في ما بينها. وكل ذلك يحصل بسبب إهمال السلطات». وقد اتهمت القوات الحكومية بالفرار أمام العدو كما حصل خلال الصيف. ورد المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال دالات وزيري في تصريح صحفي «هذا خطأ». وأضاف أن «قواتنا لم تتخل عن أي حاجز. لكن العدو قد دخل بينما كان مختبئا في المنازل، وتجنبنا الرد حتى لا نتسبب في سقوط ضحايا مدنيين».
وقال مراسل وكالة فرانس برس إن قندوز ما زالت مصدومة امس الثلاثاء، «فالمتاجر مقفلة والشوارع مقفرة والمروحيات تحلّق في سمائها». وأضاف أن «حافلات المحطة الواقعة في الضواحي، قد توقفت في المدينة وتحاول العائلات أن تستقلها للوصول إلى كابول». وقد سقط في هذه المدينة الكبيرة التي يناهز عدد سكانها 260 ألف نسمة -واكثر بالتأكيد بسبب تنقل السكان الهاربين من الاضطراب الأمني- حوالي 300 قتيل خلال الهجوم السابق أواخر سبتمبر 2015. واستهدفت غارة امريكية المستشفى الذي تتولاه منظمة أطباء بلا حدود في الثالث من أكتوبر، وأسفرت عن مقتل 42 من المرضى والطاقم الطبي.
وأكدت المنظمة أن حفل إحياء الذكرى الذي كان مقررا في المستشفى الاثنين، بحضور رئيسة منظمة أطباء بلا حدود-انترناشونال ميني نيكزلاي، ألغي ونقل العاملون إلى مكان آخر.