ارتباك «إجازة»

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٤/أكتوبر/٢٠١٦ ٠٠:٢٢ ص

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

تأخر الهلال عن الطلوع، مصرّا أن يتم الثلاثين يوما في آخر أشهر السنة الهجرية.. فارتبكت أحوال ناس اعتمدوا على التقويم الفلكي «الرسمي» والذي اختصر يوما في عدد أيام شهر ذي الحجة، فآنس إليه الموظفون والموظفات، ومعهم أكثر من نصف مليون طالب وطالبة، إنما جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتوارى الهلال فيما كان كل أولئك يعدّون عدّتهم ليوم حسبوه للراحة والاستجمام.

قبل سنوات صدر مرسوم سلطاني بتحديد أيام الإجازات، وهي معنا متنوعة بين الديني والوطني، وحتى لا أغدو محسوباً على من يريد التخفيف من الإجازات، خاصة الدينية حيث لا سند يرى أن المسلم يرتاح عن العمل في يوم ذكرى مناسبة دينية، كيوم الإسراء والمعراج أو هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام أو مولده الكريم.

فالإجازة ليست مرتبطة بالمناسبة حتى تسجّل راحة للناس من أعمالهم، أو رحلة مشويات أو مشوار «تسوّق» خارجي.. إنما نوع من التكريم للحدث واستحضاراً له لروحانياته الإيمانية وتأثيره في مسار حضارة، سواء أكانت دينية أو وطنية.
وبعد سنوات من العمل وفق الإطار المنظم للإجازات، والخبرة نتيجة معاينة ظروف ومتغيّرات، حدثت إشكاليات في تلقّي الناس لموضوع الإجازات المرتبطة بالأشهر القمرية، فثبوت رؤية الهلال من عدمها تتطلب ترقباً وانتظاراً لا يمكن حسمه قبل أن يصدر البيان الرسمي بذلك، بينما جداول الحياة المعاصرة تفرض اتخاذ قرارات واضحة، لا تنتظر «الهلال» بالضرورة!
فما المانع أن تكون إجازة «اليوم الواحد» مرتبطة بأيام إجازة أسبوعية تمنح الناس فرصة الاستمتاع في مدنهم وقراهم التي جاؤوا منها، ونحن مدركون حجم ذلك الحنين إلى «البلاد» حتى أن من يجد فرصته للعمل في مؤسسة بجوار بيته سيترك مسقط فوراً!
ما حدث في إجازة الأحد الماضي يدعو للنظر في مسألة الإجازات، تعددها أو تفرّقها، ومتعلقاتها من جوانب أهمها مواعيد المستشفيات، فالصبر على موعد يأتي بعد عدة أشهر ثم يصادف يوم إجازة لم يكن في حسبان واضعي المواعيد يحدث ارتباكا في جداول أخرى تتطلب أيضا وجود فراغات «صعبة في الأصل» للبحث عن موعد جديد لمريض ربما تفاقمت حالته من الانتظار السابق فكيف به بانتظار آخر؟!
ما المشكلة لو أن بعض المؤسسات الصحية لا يسري عليها نظام الإجازات العابرة والمربكة لجداول المواعيد، أو تخفف الضغوط على العيادات الخارجية المزحومة يوميا بعدد كبير من المراجعين يمضون الساعات بانتظار حلول «الدور»؟!
كل مناسبة وأنتم في فرح دائم، وعُمان من عام إلى عام في أمان وسلام.. وسلطانها المعظم يهنأ بملبوس الصحة والعافية.