انظار العالم تتجه نحو الاقتصاد البريطاني

مؤشر الجمعة ٣٠/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
انظار العالم تتجه نحو الاقتصاد البريطاني

دبي - ش
مضى حتى الآن ثلاثة أشهر على القرار التاريخي الذي اتخذته بريطانيا في الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تتوجه جميع أنظار العالم نحو الاقتصاد البريطاني. ووفقاً لأحد الخبراء الاقتصاديين في كلية لندن للأعمال، فإن مستقبل بريطانيا يكمن في قدرتها على إقناع العالم بتوقعاتها حيال الآفاق الاقتصادية العالمية.
بهذا الصدد قالت أستاذة مساعدة في الاقتصاد، كلية لندن للأعمال ليندا يو : "بما أن 52 في المائة من الأصوات في بريطانياقد جاءت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، هناك مجال للتفاؤل في الأوساط التي كانت تترقب مستقبلاً أفضل للبلاد خارج الاتحاد الأوروبي. ولكن هذا المستقبل يتوقف بالكامل على قدرة بريطانيا على إقناع بقية دول العالم بأن استفتاء "بريكست" لا يعني بأنها قد تخلت عن الانفتاح وآفاق الاقتصاد العالمي."
وأضافت يو: "على المدى القصير، تحتل وجهات النظر والتوقعات حيزاً هاماً بالنسبة للإنفاق الاستهلاكي والاستثمار. ولكن على المدى الطويل، لن يكون هناك مجال للأخذ بوجهات النظر، إذ سيحدد واقع التجارة والاستثمارمستقبل بريطانيا".
وفي نهاية المطاف، سوف تتحدد آفاق النمو في بريطانيا بموجب المفاوضات بينها وبين الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر أكبر كتلة اقتصادية في العالم،وغيره من دول العالم. يجدر بالذكر أن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قامت في شهر يونيو بتعديل توقعاتها لأكبر نسبة للنمو في بريطانيا لعام 2016 من 1.7 في المائة إلى 1.8 في المائة. مما يدل على أن بريطانيا لا تزال تتفوق على الاقتصادات المتقدمة الأخرى لهذا العام على الأقل.
ولكن، لا يوجد ضمانات لاستمرار هذه الصورة الإيجابيةعلى المدى الطويل،حيث قام مركز الأبحاث الخاص بالاقتصادات المتقدمة بتخفيض توقعاته للنمو في بريطانيا للعام القادم إلى النصف من 2 في المائة إلى 1 في المائة. الأمر الذي تعزوه يو إلى "استفتاء ’البريكست‘".كما تعكس نتائج استبيان عملاء بنك انجلترا،الحذر الواضح بين الزبائن، حيث تشير إلىقيام بعض الشركات بتأجيل الاستثمار وتوظيف العمال.
وأردفت يو بقولها: "تستمر شركات أخرى في عقد الصفقات خاصةً وأن ضعف الجنيه الاسترلينيقد عزز من استقطاب الاستثمارات البريطانيةللشركات الأجنبية بشكل أكبر. وتعكسمحافظ العملات المختلطة الآن مدى اختلاف استجابة الأفراد لحالة عدم اليقين السائدة في القطاع.وبما أن الأعمال هي نتيجة مباشرة لأنشطة الافراد، لابد من وجود تفاوت في أدائها بحسب تفاوت ردود أفعال أصحابها".
وتشيرالتوقعات الاقتصادية الأكثر سلبية إلى اعتقاد الاقتصاديين بأن بريطانيا ستشهد ضغوطاً صعبة في سبيل الحفاظ على مستويات التجارة الحرة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وعلى المدى الطويل، من المتوقع أن تبقى الضبابية مسيطرةً على صورة قطاع الأعمال إلى حين انقضاء فترة العامين اللازمة لاستكمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.وتختتم يو حديثها بالقول: "الزمن وحده كفيل بكشف الواقع".