مصابو الحرب في غزة يحاولون التكيف مع حياتهم الجديدة

الحدث الثلاثاء ٢٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٣ م

غزة – ش

يعد دوي انفجارات على طول الحدود بين قطاع غزة وقوات الاحتلال حيث يقيم عماد الفري امرا مالوفا حتى خلال فترات وقف اطلاق النار. لكنه يبادر بشكل لا ارادي عند كل دوي الى حماية ساقه السليمة تحت وسادة.
خلال حرب غزة في العام 2014 سقطت قذيفة اطلقتها دبابة الاحتلال الإسرائيلي على منزل الفري ما ادى الى بتر ساقه اليمين.
منذ انتهاء الحرب، يحاول الفري ان يعود من جديد الى حياته الطبيعية ببطء على غرار الاف الفلسطينيين في القطاع الفقير والمحاصر والذي شهد ثلاث حروب في ستة اعوام.
يقيم في القطاع 1,9 مليون شخص. ويعاني اكثر من 75 الف رجل وامرأة من اعاقة حركية او بصرية، ثلثهم نتيجة الحرب الاخيرة، بحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
واصيب 11 الف شخص خلال الحرب في صيف عام 2014. في المركز الطبي للاطراف الاصطناعية والشلل في غزة، يلتقي عماد الفري (50 عاما) عادة مع مهند عيد الاصغر منه بثلاثين عاما والذي بترت ساقه ايضا خلال الحرب بعد ان مزقها صاروخ سقط عندما كان عائدا الى منزله بعد صلاة الجمعة.
بات مهند يعرف كيفية استخدام ساقه الاصطناعية وهي عبارة عن مشبكين معدنيين متحركين مثبتين عند مستوى الركبة وموصولين بقدم تنتعل حذاء رياضيا اسود واحمر لصعود او نزول السلالم.
وحقق الشاب تقدما مثيرا للاعجاب، بحسب ما يقول معالجه الطبيعي احمد ابو شعبان.
لكن كل هذا لا يكفي ليتمكن الشاب من العيش في القطاع الفقير والمحاصر. ويعاني سكان قطاع غزة الفلسطيني من فقر مدقع، ومن بطالة هي الاعلى في العالم، ويعتمدون بشكل كبير على المساعدات الخارجية. ويقول ابو شعبان ان البيئة المحيطة لا تساعد المعوقين، قائلا "حتى الشوارع غير معبدة، هناك شوارع رملية وشوارع مدمرة".
وأسس عماد الفري جمعية لمئات مصابي الحرب وهو ينظم بشكل متكرر اعتصامات للتنديد بظروفهم المعيشية. ويحمل اليوم رسالة في جيبه موجهة الى رئيس بلدية غزة، مطالبا اياه بتعبيد الشارع. ويفكر بتوجيه رسالة اخرى تطالب بتسهيل دخول ذوي الاحتياجات الخاصة الى شواطىء قطاع غزة.
ويقول "يحق للجميع ان يقصدوا الشاطئ، لكن نحن لا نرقى الى ذلك؟". ويعد الحصول على المعدات الطبية مصدر احباط اخر لجرحى الحرب. ويضطر المركز الوحيد لصنع الاطراف الاصطناعية في القطاع الفقير الى التعامل مع نقص المواد اللازمة وسط تزايد في الطلب.
ويؤكد رئيس قسم الأطراف الاصطناعية في المركز نبيل فراح ان هناك "صعوبة في إدخال المواد الخام الى قطاع غزة، وخصوصا المواد الكيميائية" الضرورية لصناعة الاطراف الصناعية، بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وينشغل فريق بتشكيل ونحت اقدام واذرعة بلاستيكية في المركز. ويضيف "اكثر من 2,300 من سكان غزة هم بحاجة لاطراف صناعية في غزة"، مؤكدا ان المركز لا يمكنه استقبال سوى "ما بين 12 الى 18 شخصا" شهريا، بدعم من الصليب الاحمر الذي يقدم له الامدادات.