تواصل احتجاجات كارولاينا الشمالية

الحدث الأحد ٢٥/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٥ م
تواصل احتجاجات كارولاينا الشمالية

تشارلوت (نورث كارولاينا) – وكالات

تواصلت الاحتجاجات في ولاية نورث كارولاينا الأمريكية امس الأحد رغم مرور ما يقرب من أسبوع على الحادث الذي قتل فيه شرطي رجلا أسود في مدينة تشارلوت وبعد أن نشرت الشرطة مقاطع فيديو لواقعة إطلاق النار دون الإجابة عن السؤال عما إذا كان لديه مسدس.

وسار المئات عبر وسط تشارلوت لليلة الخامسة في احتجاج استمر حتى الساعات الأولى من صباح الأحد وشاركت في المسيرة أسر من البيض والسود للاحتجاج على عنف الشرطة.
ورفع البعض لافتة كتبت عليها عبارة «أوقفوا وحشية الشرطة» وظهرت على لافتة أخـــرى صـــورة لكف مرسوم بالدم مع عبـــارة «هل أنا التالي» بالانجليزية والتي أصبحت رمزا شائعا على وسائل التواصل الاجتماعي للخوف من السقوط ضحية للشرطة.
وللمرة الأولى خلال ثلاث ليالي فرضت الشرطة حظر التجول وقالت إنها ستلقي القبض على المخالفين. وتفرق حشد من الناس خارج المقر الرئيسي للشرطة دون وقوع أي أعمال عنف عقب منتصف الليل.

مقطع فيديو

ونشرت الشرطة مقطعي فيديو يوم امس الاول السبت لحادث قتل كيث سكوت (43 عاما) بالرصاص يوم الثلاثاء.
وجعل هذا الحادث من مدينة تشارلوت أكبر مدن نورث كارولاينا والتي تعد مركزا ماليا أحدث نقطة ساخنة في الاحتجاجات المستمرة منذ عامين على حوادث مقتل عدد من السود وأغلبهم غير مسلحين برصاص الشرطة.
وقال كير بوتني رئيس شرطة تشارلوت-ميكلنبرج إن لقطات الفيديو ليست كافية لإثبات أن سكوت كان لديه سلاح ناري لكنه أضاف أن أدلة أخرى تكمل الصورة.
وقالت الشرطة إن ضبّاطها الذين كانوا يسعون للقبض على شخص آخر شاهدوا سكوت ومعه ماريوانا وسلاح ناري وهو يجلس في سيارة في مرأب.
وقالت أسرة سكوت ومحتجون إن سكوت لم يكن لديه سلاح ناري.
ونشرت الشرطة صورا لسيجارة من الماريوانا وجراب مسدس قالت إن سكوت كان يرتديه ومســـدس قالت إنه كان محشوا وعليه بصمات سكوت وآثار لحمضه النووي.
لكن أسرة سكوت التي نشرت فيديو للواقعة يوم الجمعة قالت إن ما نشرته الشرطة من لقطات أظهر أن سكوت الذي له سبعة من الأولاد لم يكن يتصرف تصرفا عدوانيا وإنه لا مبرر لإطلاق النار عليه. ولم يكن الفيديو الذي صورته زوجة سكوت قاطعا في مسألة حيازته لسلاح ناري.
وفي أحد المقطعين اللذين نشرتهما الشرطة وصور من خلال كاميرا مثبته فوق لوحة عدادات سيارة شرطة ظهر سكوت وهو يخرج من سيارته ثم يبتعد عنها. وصاح رجل شرطة طالبا منه إلقاء مسدس لكن لم يتضح ما إذا كان سكون يحمل شيئا. ثم ترددت أصداء أربع طلقات نارية وسقط سكوت على الأرض.
أما المقطع الثاني الذي صور بكاميرا يرتديها أحد ضباط الشرطة لم تظهر فيه واقعة إطلاق النار وظهر فيه سكوت لفترة وجيزة وهو يقف خارج سيارته قبل إطلاق النار عليه ولم يكن واضحا ما إذا كان يحمل شيئا. ويتحرك الضابط فيختفي سكوت ثم يظهر ملقى على الأرض.
ويبين المقطعان أن سكوت كان يتحرك بتؤدة ويداه إلى جانبيه.
وقال جاستين بامبرج محامي أسرة سكوت في مؤتمر صحفي «لا يبدو أنه يتصرف بعدوانية تجاه الضباط».
وقال أحد أقارب سكوت ويدعى راي دوتش «كان مواطنا أمريكيا يستحق معاملة أفضل».
وقال محام آخر لأسرة سكوت يدعى تشارلز مونيت إن الأسرة لا تعرف من الحقائق ما يكفي للتأكد مما إذا كان يجب تقديم الضابط الذي قتله للمحاكمة.
وتركزت مطالب المحتجين مساء يوم السبت على وقف عنف الشرطة بعد أن كانت المطالب تنصب في الاحتجاجات السابقة على نشر شرائط الفيديو التي صورتها الشرطة.
وردد المحتجون هتافات قالوا فيها «لا سلام بلا عدالة. ولا للشرطة العنصرية».

مسيرة في أوكلاهوما

وشارك متظاهرون في ولاية أوكلاهوما الأمريكية في مسيرة إلى مبنى المحكمة في مقاطعة تولسا امس الاول السبت قبيل تشييع جثمان رجل من أصل أفريقي قتل على يد شرطية رغم كونه أعزل بعدما تعطلت سيارته وأغلقت طريقا.
وقتل تيرينس كروتشر (40 عاما) يوم 16 سبتمبر. وجرى توجيه تهمة القتل غير المتعمد من الدرجة الأولى إلى الشرطية بيتي شيلبي التي أردته قتيلا رميا بالرصاص.
وتمثل حادثة قتل كروتشر ومقتل رجل أسود آخر في ولاية نورث كارولاينا قبل أيام آخر حلقتين في سلسلة حوادث القتل الدامية التي تورطت فيها الشرطة وهو الأمر الذي يثير القلق بشأن مدى حياد إجراءاتها في الولايات المتحدة.
واحتشد العشرات في ساحة المحكمة في تولسا في تجمع نظمته عدة جماعات على رأسها جماعة (بلاك لايفز ماتر) في أوكلاهوما. ومن المقرر تشييع جثمان كروتشر في وقت لاحق مساء اليوم.
وأذاعت شرطة تولسا شريطي فيديو يوم الاثنين أحدهما التقط من طائرة هليكوبتر والثاني من كاميرا لوحية داخل سيارة دورية تابعة للشرطة. وأظهر الشريطان كروتشر وهو يرفع يديه إلى أعلى قبل أن تطلق الشرطية النار على صدره.
وأفادت شهادة اعتقال بأن شيلبي (42 عاما) صعدت الموقف وجاء رد فعلها مبالغا فيه. وتحركت شيلبي في بادئ الأمر استجابة لاستغاثة أخرى لكنها صادفت كروتشر في طريقها.
وبحسب الشهادة أفادت شيلبي المحققين بأن كروتشر لم يلتزم بتنفيذ التعليمات التي أملتها عليه وأنها خافت على حياتها. وذكرت شرطة تولسا أن كروتشر لم يكن مسلحا كما لم يتم العثور على أي أسلحة داخل سيارته.
وربما تواجه شيلبي المطلق سراحها حاليا بكفالة السجن لمدة لن تقل عن أربع سنوات إذا أدينت بتهمة القتل غير المتعمد من الدرجة الأولى. وقال محاميها لوسائل إعلام محلية إنها تتلقى تهديدات بالقتل.

ترامب يشيد

من جهته وصف المرشح الى الانتخابات الرئاسية الامريكية دونالد ترامب الذي يجد صعوبة في اجتذاب الناخبين السود وادلى بتصريحات مثيرة للجدل حول التوترات العرقية في شارلوت، متحف التاريخ الافريقي الامريكي الذي دشنه الرئيس باراك اوباما بأنه «رائع»، واشاد بـ «المساهمة الممتازة» للسود في بلادهم.
وقال المرشح الجمهوري امام الاف من انصاره في روانوكي بفيرجينيا (شرق) ان «السود اسهموا كثيرا وقدموا تضحيات كثيرة في سبيل هذا البلد».
واضاف ترامب الذي وجهت اليه تهمة العنصرية حيال عدد كبير من الاقليات ومنها المهاجرون المكسيكيون، ان «كثيرين من السود يحققون نجاحات كبيرة في بلادنا، وهذا ما يدفعني الى السعي لحماية نجاحاتهم ودعمها».
واكد ترامب «لكن في الوقت نفسه، ما زال كثيرون منهم في حالة من الفقر»، متهما الديموقراطيين بأنهم مسؤولون عن هذا الوضع. وخاطب مجموعة من السود كانت تنظر اليه بارتياب كبير ويؤيد جميع اعضائها تقريبا منافسته هيلاري كلينتون «لذلك سأسعى الى ان يتمكن كل طفل اسود من تحقيق الحلم الأمريكي».
وكان المرشح الجمهوري زار في الفترة الاخيرة كنيسة للسود في ديترويت بولاية ميتشيغن (شمال) لاقامة علاقات مع هيئة ناخبة تصوت عادة للديموقراطيين، واعدا اياها بتأمين فرص عمل.
وألمح ترامب الخميس الى ان المتظاهرين في شارلوت الذين يحتجون على قتل مواطن اسود برصاص الشرطة كانوا تحت تأثير المخدرات، الا ان فريق حملته تراجع بسرعة عن هذا التصريح.
وقد دشن باراك اوباما السبت متحفا يحتفل بمساهمات الامريكيين السود في تنمية بلادهم. وهو كناية عن مساحة خضراء صفت فيها المعالم الاثرية في وسط العاصمة الامريكية.