واشنطن تدعو موسكو لإنقاذ الهدنة السورية

الحدث الأحد ٢٥/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٢٤ م
واشنطن تدعو موسكو لإنقاذ الهدنة السورية

واشنطن – ش – وكالات

أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية دول أوروبية عدة حليفة لواشنطن في بيان مشترك أن الأمر بيد روسيا لإعادة إحياء الهدنة في سوريا من خلال اتخاذ "خطوات استثنائية".
وحض هؤلاء موسكو على السماح بوصول المساعدات الإنسانية من دون قيود، ووقف القصف "العشوائي" لقوات الحكومة السورية على المدنيين وتهيئة الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في شأن عملية الانتقال السياسي.
وقالت المجموعة التي تضم وزير خارجية أمريكا جون كيري وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إن "المسؤولية تقع على عاتق روسيا كي تثبت أنها مستعدة وقادرة على اتخاذ خطوات استثنائية لإنقاذ الجهود الدبلوماسية".
وأضاف الدبلوماسيون أن "الصبر على عجز روسيا المتواصل أو عدم رغبتها الايفاء بالتزاماتها له حدود". وتابعوا أن "القصف المروع لقافلة إنسانية، والشجب العلني للحكومة لوقف الأعمال القتالية، والتقارير المتواصلة التي تفيد بأن النظام يستخدم الأسلحة الكيميائية، والهجوم غير المقبول للحكومة في شرق حلب، وبدعم من روسيا، يتناقض بشكل فاضح مع التصريحات الروسية بدعم الحل السياسي".
وقصفت الطائرات الروسية والسورية بشكل عنيف جدا الاحياء الشرقية لحلب ما ادى الى مقتل 45 مدنيا على الاقل. وأكد الحلفاء التزامهم بالقضاء على تنظيم داعش، وحضوا روسيا كذلك إلى التركيز على المتطرفين.
ودعوا موسكو إلى "إعادة المصداقية لجهودنا، بما في ذلك عبر وقف القصف العشوائي، الذي يقوض بشكل متواصل وفاضح جهودنا لإنهاء هذه الحرب".
وطالبوا أيضا "فورا بتوسيع نطاق" وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا، مستنكرين "تأخير وعرقلة النظام السوري في المقام الأول لوصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين الذين هم في حاجة ماسة إليها".
وفي معرض دعمهم لتحقيقات الأمم المتحدة حيال استخدام الأسلحة الكيميائية، دعا الدبلوماسيون مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ المزيد من الخطوات العاجلة للتعامل مع وحشية هذا النزاع، وخصوصا الهجةم على حلب". وقبيل ذلك، أفاد دبلوماسيون بأن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا لبحث الوضع في مدينة حلب بشمال سوريا.
من جانبه؛ قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون في مقابلة بثت أمس الأحد إن روسيا مسؤولة عن إطالة أمد الحرب في سوريا وربما ارتكبت جرائم حرب باستهدافها قافلة مساعدات.
وتعرضت قافلة مساعدات تضم 31 شاحنة لهجوم مساء يوم الاثنين الفائت مما أسفر عن مقتل نحو 20 مدنيا. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن طائرات روسية نفذت الهجوم. وتنفي موسكو أي تورط في الهجوم.
وقال جونسون في برنامج أندرو مار شو الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "(روسيا) مسؤولة عن إطالة أمد هذه الحرب وزيادة بشاعتها.
"عندما يتعلق الأمر بأحداث مثل قصف قافلة المساعدات في حلب يجب أن ننظر فيما إذا كان هذا الاستهداف تم مع العلم بأن هذه أهداف مدنية بريئة... هذه جريمة حرب."
من جانبه؛ حض منسق الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا، يان إيغلاند، روسيا والولايات المتحدة على الاضطلاع بمهمة وقف القتال، الذي يستعر حول مدينة حلب، وقال إيغلاند إن قصف المدنيين في المناطق، التي تسيطر عليها المعارضة، لابد أن يتوقف، ولابد أن يسمح لشاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى المدينة.
ويشتكي العاملون من مجال الإغاثة من تدهور الأوضاع، وصعوبة الوصول إلى العالقين تحت الأنقاض، وقلة عدد فرق الإنقاذ التي تتولى مهمة إسعاف المصابين والبحث عن العالقين.
وتدور معارك عنيفة بين القوات الحكومية السورية ومسلحي المعارضة في حلب شمالي سوريا للسيطرة على مخيم حندرات الاستراتيجي شمالي المدينة. وذكرت مصادر في المعارضة إن مقاتليها شنوا هجوما مضادا لاستعادة السيطرة على المخيم الذي قال الجيش السوري إنه سيطر عليه السبت.
ولكن المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، يقول إن المعارك لا تزال مستمرة بين الجانبين. وترجع أهمية مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين، المهجور، إلى وجوده على ربوة عالية تطل على طريق الكاستيلو الحيوي.
وكان الجيش السوري قد أعلن الخميس، بعد فشل اتفاق الهدنة، شن هجوم لبسط سيطرته الكاملة على حلب مدعوما بغطاء جوي. وجاءت المعارك في الوقت الذي تعرضت فيه المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شرقي حلب لغارات جوية مكثفة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى، بحسب نشطاء. وقال المرصد السوري إن 52 شخصا قتلوا في الغارات الجوية شرقي حلب.