عدن – إبراهيم مجاهد
سنة ونصف منذ اندلاع الحرب في اليمن الفقير، حصدت هذه الحرب الكثير من المواطنين الأبرياء ولا زالت تحصدهم بشكل يومي، عوضاً عن مسلحي طرفي النزاع في البلاد.. لا يمر يوم في هذا البلد المنهار في جميع مناحي الحياة، إلاّ ويسقط ضحايا أبرياء من المدنيين إما بطلقة قناص أو قذيفة مدفعية أو دبابة أو بصاروخ قادم من الأرض أو السماء..
طرفا النزاع ومعهما قوات التحالف بحسب تقارير منظمات دولية ويمنية لا يعملون بتعهداتهم وفق القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك احترام مبادئ التمييز والتناسب، ولا يقومون باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين. وأمام هكذا وضع لا تتورع أطراف النزاع في تتبادل الاتهامات حول استهداف المدنيين، لتصبح الضحايا مجرد أرقام تحصدهم آلات الحرب وتوثقهم المنظمات الدولية والمحلية كأرقم في جداول لتصبح خانات مرعبة لازالت أرقامها قابلة للزيادة في ظل حرب عبثية حوّلت اليمن إلى بلد يغدو العيش فيه نوع من المخاطرة.
وفي سياق الوضع الإنساني في اليمن قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن الأمم المتحدة لن تدخر جهداً لتقديم وتوفير المساعدات الإنسانية الى كافة المدن والمحافظات.
وأشار الى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه مكاتب الأمم المتحدة هي عدم القدرة على الوصول إلى بعض الأماكن بسبب الحرب والحصار والأوضاع الأمنية غير المستقرة. وأوضح أوبراين بأن الأمم المتحدة تمكنت في الآونة الأخيرة من تقديم المساعدة وإنقاذ قرابة 4.1 مليون مواطن يمني من الموت المحقق.
جاء ذلك خلال لقائه نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، يوم السبت، لبحث سبل تعزيز ورفع المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة، أخر التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية. لافتاً إلى أنه زار العاصمة اليمنية المؤقتة عدن في السابق ويعتزم زيارة اليمن في القريب العاجل ليتسنى له تفقد الوضع عن قرب وتذليل ما يمكن من المصاعب لضمان توصيل المساعدات لكافة المحتاجين في اليمن.
وفي اللقاء أوضح الوزير المخلافي أن الإحصائيات حول الوضع الإنساني في اليمن أصبحت مخيفة، وأن 21 مليون مواطن يمني يحتاجون الى مساعدة إنسانية، ويعاني أكثر من 14 مليون منهم عدم القدرة على تأمين الغذاء الكافي، وأن الوضع الإنساني في الحديدة وتعز تحديدا أكثر خطورة وخاصة في الآونة الأخيرة.
إلى ذلك أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن قرابة 4000 مدني لقوا مصرعهم خلال سنة ونصف من الحرب في اليمن. وقالت المتحدثة باسم المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان، سيسيل بويي، في موجز صحفي إن العدد الإجمالي للقتلى المدنيين في الفترة بين 26 مارس من العام 2015 و22 سبتمبر 2016 بلغ 3890 والمصابين 6909.
تشير إحصائيات أممية إلى 180 مدنياً قتلوا وأُصيب 268 آخرين جراء الحرب في اليمن، خلال شهر أغسطس الفائت، حسبما أعلن مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتشير إحصائيات أممية إلى أن 180 مدنياً قتلوا وأُصيب 268 آخرين جراء الحرب في اليمن، خلال شهر أغسطس الفائت.
وذكرت سيسيل بويي: إن عدد الضحايا المدنيين في اليمن، تزايد بشكل حاد منذ تعليق محادثات السلام، إذ قُتل 180 شخصاً، وأصيب 268 آخرون الشهر الفائت، وهذا الرقم يزيد بنسبة 40% عن أعداد الضحايا في يوليو".
وأضافت أنه "في ضوء الأعداد المرتفعة للضحايا المدنيين والمعاناة المروعة التي يواجهها السكان، نحث جميع الأطراف على احترام تعهداتها وفق القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك احترام مبادئ التمييز والتناسب، واتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة".
وأشارت إلى زيادة الهجمات على المواقع المدنية، التي يتعين أن تحظى بالحماية، لافتة أن 41 حادثة على الأقل أثرت على منشآت تعليمية وصحية وأسواق وأماكن عبادة ومطارات ومنازل المدنيين، خلال أغسطس الماضي.
وجددت بويي دعوة المنظمة الدولية إلى إنشاء هيئة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في مقتل المدنيين باليمن. وأمام تزايد تدهور الوضع الإنساني في اليمن نظمت منظمات يمنية غير حكومية يوم السبت وقفة احتجاجية أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف وذلك على هامش انعقاد الدورة الــ 33 للمجلس، للتعبير عن رفضهم لتجنيد الأطفال والزج بهم في الصراعات.
وطالبت المنظمات جماعة الحوثي وقوات صالح بالتوقف فورا عن استخدام المنشآت المدنية والمدارس كمواقع عسكرية، كما طالبت، الدورة 33 لمجلس حقوق الإنسان بإدانة انتهاكات الحوثي.
ودعت المنظمات، مجلس حقوق الإنسان العمل على تنفيذ قراراته بشأن اليمن وتحديدا القرارات 18/19 و 19/29 و 21/22 و 24/32 و 19/27 و30/18 فورا، والعمل على تنفيذ قراراته بشأن اليمن وتحديدا القرارات 2011/2014 و2012/ 2051 و 2014/2216.
وكشف التحالف اليمني في تقريره الثامن عن حالة حقوق الإنسان في اليمن للنصف الأول من العام الجاري2016م عن مقتل وإصابة 5190 مدنياً. وأوضح التقرير عن مقتل 1146 بينهم 373 طفلاً و68 امرأة ،وإصابة 4044 مدنياً بينهم 1067طفلا، و 369 امرأة.