مسقط - ش
تستقطب مسابقة السلامة المرورية في نسختها الثالثة العديد من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالجانب المروري للمشاركة على المستوى الفردي، الذي يتضمن المجالات المتعلقة بنشر الوعي المروري للحد من الحوادث وابتكار برامج ومواد توعوية أو تقنية في مجال السلامة المرورية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وأي مبادرة تسهم في جهود الحد من الحوادث المرورية على أن يكون قد تم تنفيذها أو العمل بها منذ تاريخ 18/10/2015م، وسيُفتح المجال لتلقي المشاركات حتى تاريخ 31/7/2017م.
وأعرب د. رجب بن علي العويسي الفائز بالمركز الأول في مسابقة السلامة المرورية الماضية على مستوى الأفراد عن نيته المشاركة في النسخة الثالثة من المسابقة قائلاً إن ذلك يأتي في إطار الاهتمام الشخصي بالعمل الشرطي عامة والمروري بشكل خاص، واستمراراً لنشر المقالات المتعلقة بالجانب المروري، لاقياً كل الترحيب والتقدير من القيادة العامة للشرطة والإدارة العامة للمرور.
وأشار إلى أن مسابقة السلامة المرورية تبني فرصة كبيرة لانطلاقة أبناء عمان من أجل وطنهم، وهي ركيزة استراتيجية لبناء مرحلة متجددة في العمل الوطني المشترك الذي يؤكد على الاستدامة والبحث العلمي والمنافسة والتنوع في البدائل، وتكوين سيناريوهات العمل المروري الذي ينسجم مع كل المعطيات المجتمعية من أجل سلامة أبناء عمان وسعادتهم.
الازدحام المروري
وعن مشاركته الفائزة قال د. رجب العويسي إنها كانت حول الازدحام المروري واقعه وعلاقته ببعض المتغيرات حيث استهدفت الدراسة المسحية الميدانية الكشف عن الازدحام المروري والعوامل المؤثرة فيه في السلطنة، وتم من خلالها تقديم العديد من المقترحات التطويرية والاثرائية التي تساند مؤسسات الدولة المعنية بالطرق وشرطة عمان السلطانية في التعامل مع الموضوع.
ونصح الراغبين بالمشاركة في مسابقة السلامة المرورية قائلاً: المسابقة ليست مجرد جائزة تمنح للفرد والمؤسسات الفائزة، بل هي سلوك مستديم وأطر للعمل المروري الواعي بخاصة في ظل الاهتمام العالمي بالسلامة على الطريق، وللقناعة بأن الوعي المروري هاجس وطني ومجتمعي على حد سواء، وأن المشاركة فيه جزء من مشاركة الوطن آماله وطموحاته وتوجهاته.
وأضاف أن المسابقة بدورها إطار منهجي يعزز من منهجيات البحث وفرص نمو المبادرات المرورية الجادة القادرة على إحداث التغيير في سلوك مستخدم الطريق وقناعاته، لذلك نجد في هذه المسابقة فرصة للتنافس وتقييم الجهود وفق معايير أداء مقننة ومنهجيات مؤطرة، تقدم على المدى البعيد فرصة لتناول قضايا المرور وفق مؤشرات وأنماط أداء ومعطيات ترتبط بالواقع، على أن الجهود الحالية التي تقوم بها القيادة العامة للشرطة والإدارة العامة للمرور منطلق يعزز من فرص تناول الموضوع المروري والتشعب فيه والتعمق في كل جوانبه بما يسهم في التقليل من الحوادث المرورية ويبني في الفرد قيم الوعي المروري واحترام الطريق.
ويرى د. العويسي أن مسابقة السلامة المرورية تحقق الأهداف المرجوة منها، وهي تعمل على تحقيق أهداف طموحة وفق إجراءات دقيقة وأطر مقننة ونماذج تقييم واضحة، وهي تتكامل مع الجهود والمبادرات الأخرى التي تقوم بها شرطة عمان السلطانية ومؤسسات الدولة ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني، إذ جميعها تعكس استراتيجية السلامة المرورية التي باركها المقام السامي، وأن يوم السلامة المرورية في حد ذاته نقلة نوعية في العمل المروري وبناء شراكة وطنية قادرة على الدفع بهذه الجهود عبر سلوك مروري سليم واستخدام أمثل للطريق، وما على الجميع إلا المساندة في ذلك.
الشرطة والمجتمع
وحول نظرته إلى التعاون القائم بين المجتمع وشرطة عمان السلطانية للحد من الحوادث المرورية قال: آمنت شرطة عمان السلطانية بمبدأ الشراكة الشرطية المجتمعية ووضعت لها الأسس والمعايير وسخرت لها البرامج والخطط المعززة لجانب التعاون بين الشرطة والمواطن والشرطة والمؤسسات، وقد تبنت القيادة العامة للشرطة بعض المبادرات النوعية التي ساهمت في تعزيز الشراكة المجتمعية في العمل الشرطي ومساهمة المواطن والمقيم ومشاركتهم في تعزيز الوعي بقضايا الأمن والمرور وغيرها من القضايا المجتمعية والأمنية التي تختص شرطة عمان السلطانية بمتابعتها وتقع ضمن دائرة اختصاصها، ولا شك أن شعار كلنا شرطة أحد التوجهات النوعية في تعزيز الشراكة وإيجاد فرص أكبر للتواصل والتكامل في العمل الشرطي، وتمكين المواطن من المساهمة بدور فاعل في قضايا الوعي والتوعية المرورية وغيرها.
وأضاف: يدرك الجميع أن مؤشرات الانخفاض في عدد الحوادث المرورية ترجع إلى مستوى وعي المجتمع ومساهمته في هذا الجانب على أن مسابقة السلامة المرورية تؤدي دوراً محورياً فيه وأثمرت عن مبادرات فردية ومؤسسة ومجتمع عززت من التواصل من أجل مجتمع مروري آمن، كما أن هناك العديد من البرامج التي تنفذها الشرطة في مجال السلامة المرورية مع وزارة التربية والتعليم ومؤسسات التعليم العالي، ويؤدي معهد السلامة المرورية دوراً مهما في هذا الجانب في سبيل تأصيل ثقافة الوعي بمجتمع السلطنة بما يقدمه من برامج تدريبية وخطط نوعية.
وأكد د. العويسي أن الالتزام منطلق أساسي لأي معادلة مرورية، إذ هو بمثابة عقد اتفاق ذاتي وشعور وقناعة وممارسة أخلاقية وقيم يعكسها الفرد سواء السائق أو مستخدم الطريق في ذاته وعند قيادة مركبته، وعندما يتحقق الالتزام الذاتي النابع من إرادة شخصيه وقناعة بالقيمة المضافة المتحققة منه عندها يصبح الالتزام هو المستوى الراقي الذي يعكس منظومة الوعي المروري
وقال: الالتزام فيه الأمان، الالتزام معناه شعور الفرد بمسؤوليته نحو تحقيق ما تعهد به والتزمه أثناء حصوله على رخصة القيادة، لذلك أعتقد بأن البحث اليوم في موضوع الالتزام المروري، الطريق الذي يتيح للمجتمع فرص الوصول إلى الأهداف والغايات العليا، الالتزام عندما يتكامل في ذات الفرد مع الأخلاق والقيم والضمير فإنه ينتج تحولاً كبيراً في سلوك قائد المركبة في تعامله مع مركبته واستخدامه لها واحترامه لأدوات وثقافة استخدام الطريق.