القدس المحتلة - نظير طه
تسود قريتي عرعرة وعارة الفلسطينيتين شمال الأراضي المحتلة عام 1948، حالة من التوتر والاستنفار تسبّبت فيها مسيرة استفزازية أعلن مستوطنون متطرفون عن نيتهم تنظيمها في قرية عرعرة، أمس الاثنين، ودعت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني" إلى المشاركة في وقفة للتصدّي لعصابات المستوطنين التي تنوي اقتحام قريتي عرعرة وعارة، وأدانت اللجنة في بيان صدر عنها اليوم الأحد، قرار المحكمة العليا والشرطة الإسرائيلية السماح لعصابات المستوطنين باستفزاز الفلسطينيين.
وقالت اللجنة "إن أجهزة الحكم كما يبدو قررت العودة إلى مسار استفزاز جماهيرنا عبر عصابات إرهابية، هي بحد ذاتها ذراع ضارب بدعم مباشر من الحكم (...)، فمن سيقوم باستفزاز عرعرة وعارة هم ذات العصابات المتورطة بأشرس الجرائم الإرهابية". ودعا المجلس المحلي واللجنة الشعبية في قريتي عرعرة وعارة إلى التصدي للعصابات الاستيطانية واعتداءاتها.
وكان نشطاء اليمين قد هدَّدوا بإجراء التظاهرة منذ اشهر في أعقاب العملية الفدائية التي نفذها الشاب نشأت ملحم (من أبناء قرية عرعرة) في الأول من يناير الفائت، في شارع "ديزنكوف" بتل ابيب، وأسفرت حينذاك عن مقتل مستوطنين وجرح عدد آخر، إلا أن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت قرارا بتأجيل موعد تنظيمها.
يذكر أن أنصار اليمين والمستوطنين نظموا في السابق مسيرات استفزازية قرب قرى ومدن فلسطينية في الداخل، وأعقبها وقوع مظاهرات واشتباكات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال والمستوطنين من جهة، أسفرت عن وقوع إصابات واعتقالات.
وعلى صعيد متصل؛ وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الهجمة الصهيونية بحق قيادات وناشطين في التجمع الوطني الديمقراطي بأنه جزء من الهجمة على أبناء الشعب الفلسطيني وعلى الوجود الفلسطيني على امتداد أراضي فلسطين التاريخية.
وشددت الجبهة في بيان لها وصل"الشبيبة" نسخة منه، أمس الاثنين، بأن الإجراءات الصهيونية المحمومة لتضييق الخناق على أهلنا في الداخل المحتل لم تتوقف يوماً، وتأخذ أشكالاً مختلفة وفي مقدمتها القوانين العنصرية مثل قانون ملاحقة الأحزاب، وأملاك الغائبين، ومصادرة الأراضي، والاعتقالات والملاحقة المتواصلة للناشطين والقيادات الفلسطينية، والتي يستهدف الاحتلال من ورائها وجودهم وتشبثهم بأرضهم.
وأكدت الجبهة بأن الرد على هذه الهجمة والممارسات بتماسك كل القوى الوطنية والتفاف جماهير الشعب الفلسطيني وقواه الحية حول خيار المواجهة مع الاحتلال وإجراءاته العنصرية، وبالتحام نضالات الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948 مع بطولات أبناء الضفة وغزة الذين يواصلون انتفاضتهم ضد الاحتلال.
وطالبت الجبهة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بأن تتحمل مسئولياتها في تعزيز صمود أهلنا في الداخل المحتل بما يعكس وحدة الشعب والقضية – وفق وصف البيان.
من جهة أخرى أُصيب شاب مقدسي صباح أمس الإثنين، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، عقب تنفيذه عملية طعن أسفرت عن إصابة شرطيَين إسرائيليَين. وأفادت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها، بأن شاباً فلسطينياً نفذ عملية طعن في منطقة "باب الساهرة" وسط القدس المحتلة، أسفرت عن إصابة شرطيَين إسرائيليَين.
وأشارت إلى نقل المُصابين الإسرائيليين إلى العلاج، بعد تعرّضهما لجراح وصفت إحداها بـ "خطيرة جدا" والأخرى بأنها "متوسطة".
وأوضحت أن الشاب الفلسطيني الذي أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليه عقب تنفيذ العملية، هو من أبناء حي "رأس العامود" في بلدة سلوان شرقي المدينة، وهو في العشرينيات من العمر.
وعقب حادثة الطعن، ذكرت مصادر محلية ،أن قوات الاحتلال أغلقت "شارع السلطان سليمان" وأبواب البلدة القديمة، واحتجزت المارة بمن قيهم الطلبة المتوجهين إلى مدارسهم، ومنعتهم من الوصول إليها.
وأضافت المصادر، أن مواجهات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين والقوات الخاصة الإسرائيلية التي بدأت بإطلاق القنابل الصوتية صوبهم بشكل عشوائي.