مسقط -
امتداداً لمسيرة الإنجازات النوعية التي يزخر بها المسـتشفى السلطاني، نال قسم المختبرات الطبية، مؤخــراً «شهادة المطابقة المعتمدة بناء على المواصفات الدولية الأيزو 15189» المتخصصة في مجــــال المتطلبات العامـــة في إثبات الكفاءة والنزاهة، كأول مؤســسة على مستوى الشرق الأوســـط تحظى بهذه الشــهادة، التي تمنح من قبل مؤســـسة الاعتماد الدولية بالمملكة المتحدة البريطانيـــة (UKAS).
ويأتي هذا الاعتماد الدولي ترجمة لرؤية وزارة الصحة المتمثلة في الارتقاء بكافة جوانب منظومة الرعاية الصحية في السلطنة بما في ذلك المختبرات الطبية؛ حيث تعزى انطلاقة هذا الإنجاز الإقليمي إلى الجهود الدؤوبة منذ عام 2012م، فقد تواكبت الجهود مقرونة بتعليمات كبار المسؤولين بالوزارة التي تقضي بأهمية المضي قدماً من أجل تطبيق المعايير الدولية العامة «الأيزو 15189» في كافة المختبرات الطبية بالمستشفى السلطاني، وهي معايير دولية تثبت مدى كفاءة ونزاهة المختبرات في المؤسسات الصحية، التي تم إعدادها وتحديثها من قبل المنظمة الدولية للتوحيد القياسي (ISO) International organization for standardization، مع العلم بأن هذه الشهادة من إحدى أرقى شهادات الاعتماد الدولية في مجال المختبرات الطبية.
متطلبات ومعايير
وفيما يتعلق بهذا الاعتماد الدولي أكدت رئيسة قسم الجودة بالمختبرات الطبية في المستشفى السلطاني هدى بنت سعيد الهاشمية أنه «للحصول على شهادة الاعتماد الدولية «الأيزو 15189» يتوجب الالتزام بمتطلبات ومعايير إدارية، وأخرى فنية ؛ فالمعايير الإدارية تتمثل في إعداد الهيكل الإداري بالمختبر عبر تحديد المسؤوليات والصلاحيات لكافة الكوادر العاملة بها، والالتزام بتوثيق كافة العمليات التي تجرى بالمختبر ســـواء الإدارية أو الفنية تفصيلياً، وتوافر خطط وإجراءات وقائية بهدف التقليل والحد من الأخطاء التي قد تقع بالمختبر، إضافة إلى مراجعة وتقييم مؤشــرات الأداء بالمختـبر بحيث يتم توثيق كافة المخاطر والإشكاليات في حال وقوعها من أجل إعداد توصيات وحلول وذلك لتقليل وتفادي وقوع هذه الحوادث مستقبلاً».
وأضافت أن المعايير الفنية تشتمل على الالتزام بإجراءات السلامة ما قبل التحليل المختبري، واستيفاء متطلبات التدريب وتقييم كفاءة الموظفين دورياً، توافر بيئة عمل مناسبة بحيث لا تؤثر على جودة الاختبارات والعمليات التحليلية، والتأكد والتحقق من كفاءة ونوعية الأجهزة والمعدات المختبرية، كما تتم مراقبة دقة نتائج العمليات التحليلية، علاوة على المشاركة في برامج المقارنة بين المختبرات الدولية وذلك لضمان صحة نتائج العمليات التحليلية، إلى جانب مراقبة أوقات وصول نتائج العمليات التحليلية إلى المستفيدين من خدمات المختبرات بحسب الأوقات المتفق عليها.
من جانبه أشاد مدير عام المستشفى السلطاني د. قاسم بن أحمد السالمي بحصول قسم المختبرات الطبية شهادة المطابقة المعتمدة قائلا: «ان الجهود المتميزة التي قام بها كافة الكوادر العاملة في مجال المختبرات الطبية طيلة السنوات الماضية؛ أثمرت على نيل شهادة «الأيزو 15189« كأول مؤسسة صحية على صعيد الشرق الأوسط».
وأضاف السالمي: «إن الشهادة تعكس مدى الالتزام المهني والتقني لكافة العاملين بالمختبر في مواكبة آخر المستجدات والتحديثات الدولية في مجال علم المختبرات، كما نؤكد أننا ملتزمون بتقديم خدمات الرعاية الصحية بشتى مجالاتها بكل كفاءة وجودة، مع عزمنا على تسخير كافة الإمكانيات المتاحة بهدف تلبية تطلعات وطموحات مرتادي المستشفى السلطاني».
تعزيز جودة الخدمات
وأوضح المدير العام المساعد للشؤون الطبية المساعدة د. مهنا بن سليمان المصلحي قائلا: «تتجلى أهمية هذا الاعتماد الدولي في تعزيز جودة الخدمات الصحية بالمختبرات الطبية التابعة للمستشــفى السلطاني، كــما أنها ســتتيح فرصة لتبادل الخبرات وبرامج التدريبية في هــذا المجـــال، وهو الأمر الذي سينصب في مصلحة الارتقاء بالأداء المهني للعاملين في المختبرات».
وثمنت مديرة دائرة المختبرات الطبية بالمستشفى السلطاني د. فاطمة بنت رمضان اللواتية الدعم المتواصل من مدير عام المستشفى السلطاني الذي كان له الدور بتهيئة بيئة العمل المواتية من أجل تحقيق كافة معايير واشتراطات الاعتماد الدولي «الايزو 15189»، وأشادت بكافة الجهود الحثيثة لكافة الكوادر العاملة بالمختبرات الطبية لحرصهم على تحقيق هذا الانجاز على أرض الواقع.
على صعيد متصل قال مشرف المركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني د. وعد الله ملا: «تجدر الإشارة الى الدور المحوري التي قامت به وزارة الصحة، والمتجسد في الاهتمام بطب المختبرات بوصفه الأساس الموجه لتشخيص وعلاج الأمراض المختلفة، وذلك عبر تحديث الأجهزة والمعدات المختبرية بما يتماشى مع التقدم التكنولوجي على الصعيد الدولي في مجال طب المختبرات، وإلحاق العاملين بدورات وبرامج إقليمية ودولية بهدف مواكبة آخر الدراسات والأبحاث في هذا المجال».