زاهي وهبي
في جَوْفِ الصمتِ تَفَتَّحَت الكلمات.
*
لا تعثرُ على مياهِ الجَوْفِ إِلَّا إذا حفرتَ عميقاً.
*
بالتأمُّل تثقبُ الغيب.
*
لا يحتاجُ القلبُ نظّاراتٍ ولا عدساتٍ لاصقةً، بِعَين القلب نرى أكثرَ وضوحاً.
*
للبيوتِ أبوابٌ غير التي نراها، هي قلوبُ أهلها متى فُتِحَتْ أشْرَقَتْ فيها العافية.
*
الكلمةُ الطيبةُ مُعْدِية،عدواها مُرْضِيَةٌ لا مَرَضِيَّةٌ،المُصابُ بها لا يرجو شفاءً لأن إصابتها شافية. بذرةٌ هي، تنبتُ ولو في أثلامِ الريح.
*
الكراهيةُ صخرةٌ على ظَهرِ القلب، المحبةُ جناحان.
*
حتى في وحدتنا لا نكونُ وحدنا، معنا كلُّ الذين ظنَّنا أننا تركناهم عند الباب.
*
هؤلاء الذين ضَاقَتْ بهم السُّبُلُ وَفَرَّقَتْهُم الحروب،
كُلَّ ليلةٍ يجتمعون سرَّاً في صلاتي.
*
في الحُبّ يصيرُ النهارُ نهراً مَصَبُّهُ القلب.
*
لأَنِّي أكتبُكِ أبجديتي الوردُ ومعجمي الأشواق.
*
وردتَك التي خَبَّأتُهَاا في كتابي صارتْ في قلبي حديقة.
*
تخرجين عن النصِّ يغدو أكثر بلاغةً وفتنة.
*
كنتِ نهاراً ليلَ نهار، وكنتُ نجمةً شاردة.
*
كنتِ مطلعَ أغنية، وكنتُ عازفَ الناي الذي بَقِيَ وحيداً نهايةَ السهرة.
*
كم مِن البساتين لأختصرَ بَعضاً من عِطرِ كفِّيكِ.
*
نَسِيَ العطرُ وردتَهُ وَتَبِعَ صوتَك.
*
أتهجَّاكِ حرفاً تلو حرفٍ مثل أُمِّيٍّ في شتاءِ عمره اكتشفَ الألفباء.
*
هاتي كَتِفَكِ لأرتاحَ قليلاً من جنون العالم.
*
لا تُغمضي عينيكِ يَلزمُ العالم المزيد من النهاراتِ المُشمِسَة.
*
مِلءُ عيني وَجهُك فكيف أبصرُ بلا عينيك.
*
حياةٌ واحدةٌ لا تتسعُ لِكلِّ ما تقولُهُ عيناك.
*
لِنتبادلَ الحُبّ: تغفين على زندي، وأحرسُ نومَكِ حتى مَطْلَعِ الشِعر.
*
مِنِّي الفراشة ومِنكِ الربيع
مِنكِ البحيراتُ ومِنِّي النوارس
مِنِّي الليالي ومِنكِ مطلعُ الفجر.
*
الجنوبياتُ يجرحهنَّ الوردُ ويحرجهنَّ البكاء،
يغفو الليل على زنودهنَّ ويصفو في عيونهنَّ الصباح،
الجنوبياتُ زهرُ الجميلةِ في الجهات.
*
سألتُ الليلَ عن قمرِ ضحكتك فلاذَ بالعتمة.
*
أُصَارِعُ مَوْجَ غيابِك كَشِراعٍ خانَتْهُ الرياح.
*
أتَوَهَّجُ في غيابِك تماماً مِثْلَ شمعةٍ في نَزْعِهَا الأخير.
*
واقفاً على شرفةِ ظنوني أنتظرُ قدومَكِ بالسلامة.
*
غيابُ الأحبةِ يُحَوِّلُنَا نواطيرَ للوقت والضجر.
*
الشَّوْقُ حاسَّةٌ سادسة.
زاهي وهبي