سر طول حياة المرأة عن الرجل؟

مزاج الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:١١ م

ليزيت بوريلي - ترجمة: أحمد بدوي

أعمار النساء أطول من أعمار الرجال حقيقة واضحة، فمتوسط عمر الإناث في الولايات المتحدة على سبيل المثال 81.2 سنة مقابل 76.4 سنة للذكور، على الرغم من الظروف الصحية الخاصة التي تتعرض لها المرأة على مدار العمر، فلماذا تعمر المرأة أطول من الرجل؟

عدة نظريات قدمها العلماء تعتمد على الفوارق الاجتماعية والبيولوجية للتمييز بين الإناث والذكور. وتقول نظريات تعود إلى السبعينيات أو ما قبلها أن الرجال أكثر عرضة لإصابات العمل والإجهاد ما يمكن أن يتسبب في الإصابة بأمراض القلب، كما أن الرجال يميلون إلى القيام بأشياء أكثر خطورة على الصحة مثل التدخين أو تناول الكحول. إلا أن هذه الاتجاهات الاجتماعية تختلف باختلاف الثقافات ولا تفسر كل شيء. وربما يكون من الصعب دراسة طول عمر الذكور والإناث في النماذج الحيوانية، لأن الثدييات الأخرى مثل القرود أو الفئران لا تظهر دائما نفس الاتجاهات مثل الإنسان.
لذلك يعتقد العلماء أن الأمر قد يرجع في جانب كبير منه إلى الاختلافات البيولوجية، وأحد الاحتمالات هو أن الجينات في الكروموسوم X قد تؤثر في طول العمر، إلا أن هناك الكثير من الآثار البيولوجية الأخرى التي يصعب القطع بها. وعلى سبيل المثال فالكروموسومات تأتي في أزواج، وفي حين أن النساء لديها اثنين من الكروموسوم X والرجال لديهم كروموسوم X وكروموسوم Y فإن وجود اثنين من الكروموسوم X يعني أن النساء تحتفظ بنسخ مزدوجة من كل جين، ما يعني أن لديها احتياطيا حال تعرض الكروموسوم الأول للتدهور، أما الرجال فليس لديهم مثل هذا الاحتياطي ما يجعلهم أكثر عرضة للمرض.
وعلى الرغم من أن النساء يعشن عمرا أطول في المتوسط إلا أنهن أكثر تعرضا لتراجع المستوى العام للصحة وخاصة في العظام والمفاصل، ويعتقد أن هذه المشاكل الصحية التي تحدث في وقت متأخر من العمر جنبا إلى جنب مع اختلاف الهرمونات تمنح المرأة ميزة متناقضة، فالمشاكل الصحية قد تستثير استجابة مناعية توفر الحماية للأنسجة المشتركة والتي يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى حياة أطول. وهذا اللغز البيولوجي موجود بالفعل غير أن العلماء بحاجة إلى الكثير من الأبحاث على أشخاص من جميع الأجناس والأعمار لحل اللغز.
وعلى الرجال الاهتمام بمجابهة القضايا لا صحية الأكثر خطورة والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والتدخين لزيادة متوسط العمر المتوقع. وقالت دراسة نشرت في مجلة ارتفاع ضغط الدم عند الإنسانJournal of Human Hypertension إن الأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم ويستبدلون ثمانية في المئة من السعرات الحرارية اليومية من الخبز والحبوب والبطاطا والمعكرونة ويأخذون بدلا منها اللحوم الحمراء الخالية من الدهون في ثمانية أسابيع تخفض ضغط الدم الانقباضي أربع نقاط. وهذا يشير إلى أن وجبة البروتين المعتدلة يمكن أن تخفض ضغط الدم مقارنة بالوجبات المنخفضة في البروتين والتي تزيد بها نسبة الكربوهيدرات والدهون المشبعة. كما أن تناول كميات كبيرة الألبان يمكن أن يخفض خطر إصابة الإنسان بأمراض القلب بمقدار الثلث تقريبا. وقد أظهرت دراسات أن الكالسيوم والمغنيسيوم يمكن أن يخفضا ضغط الدم. ومع توافق العديد من الدراسات على أن التدخين يؤدي الى الوفاة المبكرة، فقد ذكرت بعضا من هذه الدراسات أن متوسط عمر المدخنين يقل 10 سنوات عن غير المدخنين.

عن ميديكال ديلي