روسيا: مزاعم تدخلنا في الانتخابات الأمريكية عجز

الحدث الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م
روسيا: مزاعم تدخلنا في الانتخابات الأمريكية عجز

موسكو - واشنطن - - وكالات

انتقدت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ما وصفته بـ «المزاعم» حول التدخل الروسي في السباق الانتخابي بالولايات المتحدة والتي تلجأ إليها وسائل الإعلام والسياسيون على حد سواء.

ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن زاخاروفا قولها «إن التصريحات التي تطلق بهذا الشأن من مختلف السياسيين الأمريكيين دليل على العجز ونقص الأفكار الجديدة».

وأضافت: «إنه من أجل لفت انتباه الناس يجب عليهم تقديم أفكار جديدة مبتكرة بدلا من تقديم أوراق قديمة ومجعدة كتب عليها «الهاكرز الروس».
كانت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية هي الأولى التي وجهت أصابع الاتهام إلى الحكومة الروسية بالوقوف وراء هجوم إلكتروني على القواعد الإلكترونية التابعة للحزب الديمقراطي الأمريكي.

مخاوف

وتخشى الولايات المتحدة أن تسعى روسيا للتأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 8 نوفمبر، ولا سيما عبر عمليات قرصنة معلوماتية أصدر بشأنها مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) تحذيرا رسميا.

وأكدت المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض هيلاري كلينتون هذه الفرضية إذ أعربت الاثنين من مخاوفها من تدخلات روسية في العملية الانتخابية.
وما يعزز مخاوف كلينتون، عملية القرصنة المعلوماتية التي استهدفت حزبها الديمقراطي في يوليو، وقد علق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المعلومات التي كشفتها عملية الاختراق معتبرا أمرا جيدا «نشر هذا المضمون للجمهور».
ونفى بوتين أي ضلوع للدولة الروسية في العملية، غير أن كلينتون اعتبرت أنها تطرح «أسئلة خطيرة حول احتمال تدخل الروس في العملية الانتخابية» الأمريكية.
وشددت على أن السلطات والخبراء الأمريكيين يتفقون على القول إن أجهزة الاستخبارات الروسية هي التي تقف فعلا خلف عملية القرصنة.

تحقيق حساس

وبات هذا التهديد الذي يستهدف الانتخابات الرئاسية مطروحا على مستوى أعلى السلطات الفدرالية الأمريكية التي فتحت تحقيقا بهذا الصدد تشارك فيه وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والاف بي آي وأجهزة مكافحة التجسس، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».

وإن كانت هذه الوكالات تمتنع رسميا عن ذكر روسيا، إلا أن عدة أعضاء في الكونجرس دعوا الرئيس باراك أوباما إلى إصدار تحذير شديد اللهجة موجه بصورة واضحة إلى موسكو.
لكن أوباما الذي التقى بوتين الاثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، يلزم الحذر هو أيضا بهذا الصدد.
غير أن أوباما لم يستبعد في نهاية يوليو احتمال أن تسعى روسيا للتأثير على مجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وقال «كل شيء محتمل»، معلقا على اختراق البريد الإلكتروني لمسؤولين كبار في الحزب الديمقراطي ونشر المضامين على موقع ويكيليكس.
وأثنى ترامب مرارا على الرئيس الروسي الذي بادله الإشادة في تصريحات علنية.

وبمعزل عن إعطاء مثل هذه الأفضلية المحتملة لأي من المرشحين، ما الذي يمكن أن تجنيه روسيا من التأثير على انتخابات 8 نوفمبر؟ والجــــواب هــــو النيل من مصداقية نموذج ديمقـــراطـــي تسعى واشنطن لنشـــره ولا سيما في دول الكتلة السوفياتية السابقة.

زرع الفوضى

بعد 16 عاما على البلبلة التاريخية في فلوريا في سياق المعركة الانتخابية بين آل غور وجورج بوش، لا يزال النظام الانتخابي الأمريكي مهددا بحصول خلل بسبب تعقيده والتباين بين مختلف الولايات.

وسجل خلل مؤخرا في ولايتي اريزونا وايلينوي اللتين تعرضتا لعمليات اختراق معلوماتي لقواعد بياناتهما الانتخابية.
وقال مسؤول في سلطات اريزونا ان الاف بي اي تمكن من الوصول في خيط تحقيقاته حول عمليات الاختراق إلى قراصنة معلوماتيين روس، من غير أن يؤكد إن كانوا عملاء لحساب الدولة الروسية، وفق ما نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست.
وعلى إثر هذه الهجمات أصدر الاف بي اي تحذيرا رسميا موجها إلى جميع الولايات وخصوصا تلك التي تسمح بالتصويت عبر البريد الإلكتروني أو على الإنترنت، وهي وسائل تعتبر أكثر عرضة للاختراق.
وقال دوجلاس جونز خبير الوسائل المعلوماتية في الانتخابات في جامعة ايوا: إن 70 % فقط من الناخبين الأمريكيين يدلون بأصواتهم بواسطة بطاقات يتم فرزها وتعدادها آليا ويمكن معاودة تعدادها إذا اقتضت الحاجة. ورأى من المستبعد أن ينجح «قراصنة» روس في حمل أحد المرشحين على هزم الآخر في الانتخابات.
لكن قال لوكالة فرانس برس إن «إثارة الفوضى أسهل من تغيير النتائج بصورة منهجية». وعرض ثلاث وسائل محتملة من أجل ذلك وهي «إثارة انطباع بأن النتائج تم تزويرها، من خلال توجيه رسائل إلكترونية زائفة تجري صياغتها بمهارة مثلا إلى موقع ويكيليكس» أو «اختراق قواعد بيانات انتخابية مركزية».
وأشار أخيرا إلى أنه «إذا تمكن متسلل من شطب قوائم انتخابية ولو لجزء ضئيل من الناخبين في ولاية، فهذا سيثير الفوضى في مكاتب التصويت المعنية».
وتعقد لجنة المساعدة للانتخابات وهي وكالة حكومية مكلفة مساعدة الولايات على تنظيم عمليات الاقتراع، اجتماعا الخميس وعلى جدول أعمالها ضمان أمن عملية الاقتراع في 8 نوفمبر.

موقف مكسيكي

من جهته قدم عضو بمجلس الشيوخ المكسيكي مشروع قانون اقترح فيه إعادة النظر في كل المعاهدات المبرمة بين بلاده والولايات المتحدة في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية. وذكر راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الأربعاء، أن عضو مجلس الشيوخ المكسيكي أرماندو ريوس بيتر تقدم بهذا المشروع ردا على اقتراح ترامب بناء سور يزيد طوله على ألف كيلومتر بين البلدين.

وينتقد ترامب المكسيك بشدة قائلا إن «هذا البلد يرسل مغتصبين وتجار مخدرات إلى الولايات المتحدة»، ودعا إلى بناء جدار على الحدود تموله المكسيك.

جدير بالذكر أن «ترامب» جذب انتباه الكثير من المصوتين في الحزب الجمهوري بإثارة أزمة الهجرة غير الشرعية التي تشكل خطرا على الأمن القومي لبلاده.. حسب وصفه.