50 مليون طفل في العالم "اقتلعوا من جذورهم"

الحدث الأربعاء ٠٧/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٥٦ م
50 مليون طفل في العالم "اقتلعوا من جذورهم"

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - ش - وكالات

أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) امس الأربعاء عن قلقها حيال ما يقارب 50 مليون طفل تم "اقتلاعهم من جذورهم" في أنحاء العالم، بعدما أجبرتهم الحروب والعنف والاضطهاد على مغادرة بيوتهم وحتى اوطانهم.
وفي نهاية العام 2015، كان 31 مليونا من هؤلاء الأطفال لاجئين، و17 مليونا نازحين داخل بلدانهم.
وقال المدير التنفيذي ليونيسف انتوني ليك في بيان "لقد صدم العالم بصور لن تمحى من الذاكرة لأطفال بعينهم. الجسم الصغير لايلان الكردي الذي لفظه الموج بعد غرقه او وجه عمران دقنيش الدامي الشارد الذهن وهو جالس في سيارة إسعاف بعد تدمير منزله".
وأضاف أن "كل صورة، كل فتاة أو فتى، يمثل الملايين العديدة من الأطفال المعرضين للخطر وهذا يستدعي أن يكون عملنا من أجل جميع الأطفال في مستوى تعاطفنا مع الأطفال الأفراد الذين نشاهدهم".
تفيد ارقام المنظمة الأممية ان 28 مليونا من هؤلاء الاطفال شردتهم الحروب واعمال العنف داخل بلادهم وخارجها.
اصبح عشرة ملايين منهم لاجئين وهناك مليون طفل بين طالبي اللجوء لا يزال مصيرهم معلق ونحو 17 مليونا نزحوا داخل بلدانهم وهم في امس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية.
بالإضافة إلى هؤلاء، ترك حوالى 20 مليونا آخرين من الأطفال منازلهم لأسباب مختلفة، بينها الفقر المدقع أو العنف الذي تمارسه عصابات الجريمة المنظمة.
- نسبة "غير متكافئة "
وأشارت المنظمة إلى أن "الكثير من هؤلاء الاطفال معرضون لسوء المعاملة والاحتجاز بشكل خاص لأنهم لا يحملون وثائق، ووضعهم القانوني غير مؤكد، ولا يوجد تتبع ورصد منظم لحالتهم - انهم يواجهون مصيرهم لوحدهم".
وقالت ان المزيد من الاطفال يعبرون الحدود بمفردهم اذ تقدم اكثر من مئة الف قاصر بدون عائلاتهم طلبات لجوء في 78 بلدا السنة الماضية بزيادة ثلاث مرات عن اعداد سنة 2014.
ولفتت "يونيسف" إلى أن الأطفال باتوا يمثلون نسبة كبيرة من طالبي اللجوء خارج بلدانهم الاصلية. ففي حين يمثل الأطفال نحو ثلث سكان العالم فهم يشكلون ما يقارب نصف مجموع اللاجئين.
في العام 2015 كان نحو 45 في المئة من جميع الأطفال اللاجئين تحت حماية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من سوريا وأفغانستان.
وأمام هذا الوضع، دعت المنظمة الأممية إلى حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين، ولا سيما الأطفال غير المصاحبين، من الاستغلال والعنف، وإنهاء احتجاز الأطفال الذين يطلبون اللجوء أو الهجرة من خلال تقديم مجموعة من البدائل العملية، والحفاظ على تماسك الأسرة باعتبارها أفضل وسيلة لحماية الأطفال ومنحهم وضعا قانونيا.
وطالبت أيضا الإبقاء على جميع الأطفال اللاجئين والمهاجرين في سلك التعلم، وإتاحة الفرصة لهم للحصول على خدمات نوعية صحية وغيرها، بالإضافة إلى الضغط لاتخاذ التدابير بشأن الأسباب الكامنة وراء موجات تدفق اللاجئين والمهاجرين، وتعزيز التدابير لمكافحة كراهية الأجانب والتمييز ضدهم وتهميشهم.
ومن المفترض أن تستضيف الأمم المتحدة في نهاية سبتمبر، على هامش جمعيتها العامة السنوية، اجتماعي قمة حيال مسألة الهجرة.
وقال نائب مدير منظمة الأمم المتحدة للطفولة جاستن فورسايث، إن "يونيسيف تأمل بالتزامات واضحة وتدابير عملية"، مثل "بدائل احتجاز الأطفال"، وحلول "للحفاظ على تماسك الأسر"، وضمان حصول الأطفال المهاجرين على التعليم والصحة.
وأشار فورسايث أيضا خلال مؤتمر صحافي في نيويورك إلى أن "تقاسم العبء" في استضافة اللاجئين والمهاجرين "غير عادل"، لأنه يعتمد في الغالب على الدول المجاورة مثل لبنان والاردن أو تركيا في الحالة السورية أو الاكثر فقرا مثل جمهورية الكونغو الديموقراطية وباكستان وإثيوبيا.
وقال ان اللقاءات الدولية المقبلة "غير كافية لحل المشكلة (لكنها) حاسمة. انها فرصة لحث العالم على معالجة هذه الازمة".

تحذيرات
وكانت منظمة اليونسيف قد اعلنت في وقت سابق أن أكثر من مليون طفل يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة لا سيما في العراق وسوريا، مشيرة إلى أن هؤلاء الأطفال يتعرضون إلى عدد من المخاطر.
وأشارت المنظمة الدولية التي تعنى بشؤون الطفولة إلى أن هؤلاء الأطفال يتعرضون للترويع وخطر تجنيدهم فضلا عن أضرار نفسية واجتماعية شتى.
وهو ما أكدته أيضا مصادر عراقية في حديثها عن أطفال العراق، إذ أكدت هذه المصادر أن الأطفال الضحية الأكبر لهذه الأزمات التي تهدد حياتهم.
وكما هو الحال في العراق، يبدو الأطفال السوريون الخاسر الأكبر في الأزمة المستمرة منذ أكثر من 4 سنوات ، حيث يبقى الأطفال الذين يشكلون أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين، من أهم ضحاياها خاصة، وأن نحو مليوني طفل سوري حرموا من الدراسة ليكونوا جيلا ضائعا بكل معنى الكلمة بحسب تحذيرات للأمم المتحدة.
وتبين معلومات اليونسيف أن أكثر من مليوني طفل سوري تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشر حرموا من الدراسة بسبب الحرب والنزوح ، ناهيك عما لحق بهم من معاناة الخوف والقلق بسبب استمرار القتال في مناطقهم أحيانا.
وتحذر اليونيسيف من أنه "بينما يستعر النزاع حارما المزيد من الأطفال من حقوقهم المشروعة ، وأن ذلك لا يقوض نموهم الفكري والنفسي، بل فرص اندماجهم بالحياة لاحقا.