متابعة تطوير المعارف المهنية المتخصصة.. قوة تنافسية في سوق العمل

مؤشر الأحد ٠٤/سبتمبر/٢٠١٦ ٢٢:٤٥ م

د. محمد رياض حمزة
من بين العوامل التي تجعل القوى العاملة الوطنية أضعف تنافسا في سوق العمل سواء للوظائف الإدارية أو التقنية "الهندسية" عامل المتابعة في تطوير المعارف المتخصصة، بمعني ألا يكتفي خريج مؤسسات التعليم العالي التقنية والأكاديمية بحصوله على الدبلوم أو البكالوريوس أو أي درجة علمية بالمعلومات النظرية والتطبيقية التي درسها وأهلته للشهادة.. وعليه تطوير حصيلته ومعارفه في حقل الاختصاص بما يستجد عليها ومتابعة ما ينشر من دوريات وكتب والمشاركة بالدورات التدريبية وحلقات العمل في حقل الإختصاص.
إذ لاحظ علماء النفس والسلوك أن نجاح الإنسان في الحياة لا يتوقفان على ذكائه أو تحصيله الدراسي فقط، فقد تبين من خلال المقابلات التي تُجرى للمتقدمين الجدد للوظائف أن الذين يجتازون المقابلة بنجاح ويتم اختيارهم للوظيفة أولئك الذين طوروا معارفهم بمتابعة أحدث المستجدات على تخصصهم فضلا عن المعارف العامة التي تبرهن تكامل الشخصية وأهليتها للعمل.
فكثير من الأشخاص الذين تخرجوا من جامعات مشهورة وبتفوق لم ينجحوا كثيرا في حياتهم العملية بسبب عدم تطوير معارفهم في حقل الاختصاص، وبالمقابل أن أشخاصا برهنوا على كفاءتهم ورقيهم في العمل بسبب متابعتهم التحصيل العلمي وعدم توقفهم عن تطوير معارفهم التخصصية والعامة.
فمتابعة الخريج بقراءة الكتب وما ينشر في الدوريات المتخصصة والمشاركة بالدورات التدريبية وحلقات النقاش تكسبه المعرفة المحدثة التي يمكن أن تجعله متفوقا في حقل عمله، مثل تلك المتابعة تكتسب مهاراتٍ جديدةٍ منها: القدرة على الفهم بشكل أسرع، والقدرة على النّقاش والحوار في أي موضوع متخصص أو عام.
فإذا كان فرق الراتب بين القوى العاملة الوطنية والوافدة كأهم عامل لتفضيل تشغيل الوافد في منشآت القطاع الخاص، فإن التفوق المهني والمعرفة المتخصصة في حقل العمل تجعل المواطن أقوى تنافسا عند توفر فرص العمل سواء الإدارية أو التقنية ــ الهندسية.
كما أن كفاءة الموظف أو التقني أو المهندس المتابع المطوّر لمعارفه المتخصصة والعامة في أي مهنة أو وظيفة ستعزز من إنتاجيته ورقيه الوظيفي وتحقيق أهداف المؤسسة التي يعمل فيها.
وزارة القوى العاملة