القدس المحتلة – زكي خليل
مع افتتاح السنة الدراسية في مدينة القدس المحتلة يواجه التعليم في المدينة تحديات كبيرة لعل اهمها المحاولات لاسرلة المنهاج الفلسطيني والنقص في الصفوف الدراسية.
وقال وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني ل "الشبيبة " انه مع انطلاق العملية في فلسطين بمن فيها مدينة القدس المحتلة فان الترتيبات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم تمت حسب الاصول, مشيرا الى ان الموقف الفلسطيني ينص على عدم التعامل مع اية تغييرات في اي شيء وان الامر يجب ان يبقى كما كان عليه في السنوات الماضية.
وقال ان كل ما نشر من تهديدات وتحذيرات وتدخلات اسرائيلية بخصوص التعليم الفلسطيني في القدس المحتلة لا يمكن القبول بها. مؤكدا ان التعليم يجب ان يبقى فلسطينيا كما كان.
وقال لن نقبل اي نوع من الضغوط الاسرائيلية على مدارسنا مضيفا ان هناك انسجاما وتفاهما بين جميع المدارس ونامل ان تستمر المسيرة التعليمية بعيدا عن اي تدخلات اسرائيلية.
واشار الى ان التحديات التي تواجه المدارس الفلسطينية في القدس كبيرة مؤكدا ان سلطات الاحتلال تسعى الى عملية اسرلة المناهج وهو جزء من عملية كبيرة شاملة للثقافة والتعليم والصحة يندرج في اطار تطويع للمدينة ليغلب عليها الطابع اليهودي وان تفقد طابعها الفلسطيني العربي.
قضية خطيرة
وقال ان العبث بالتعليم الفلسطيني والاستيلاء عليه قضية خطيرة بالنسبة لنا لانها هي الهوية والوطنية ووجودنا وصمودنا في المدينة المقدسة مشيرا الى ان مواقفنا واضحة ونامل ان لا تقدم سلطات الاحتلال على اي محاولات لتغيير واقع التعليم الفلسطيني لانه لن يكون مقبولا بالنسبة لنا.
وهنأ الحسيني الطلاب والمدرسين بافتتاح العام الدراسي الجديد وقال نقول لهم كل عام وانتم بخير, نتائج العام الماضي كانت جيدة ومرضية وعشنا الشهر الماضي في سياق حصاد نتائج ممتازة ونامل ان يكون العام الحالي افضل من العام الماضي, مشيرا الى الترتيبات الجديدة في نظام امتحان التوجيهي خاصة ان هناك الكثير من التغييرات لصالح الطلبة لتمكينهم من اختيار المساقات التعليمية ستخدم بالنهاية احتياجات الوطن وايجادهم فرص عمل علما انه في السنوات الماضية كانت فرص العمل قليلة وظروف الخريجين صعبة لعدم تمكنهم من ايجاد فرص العمل.
واضاف نامل في هذا العام ان تتحسن الامور بشكل كامل وان يتغير ايضا الوضع السياسي ويكون هناك نهاية لهذا الاحتلال الذي يريد ان يعبث بمستقبلنا وبتاريخ المدينة وحضارتها وثقافتها.
من جهته قال رئيس مجلس امناء مدارس رياض الاقصى الشيخ الدكتور عكرمة صبري ل "الشبيبة" ان اول تحد يواجه التعليم في القدس المحتلة هو المنهاج الذي يشهد مدا وجزرا لتطبيق المنهاج الاسرائيلي وهذا يتعارض مع القوانين الدولية والاعراف الدينية لان كل شعب من حقه ان يدرس اولاده المناهج التي تتناسب مع معتقداته وعاداته وتقاليده وحضارته وتاريخه فعلى سبيل المثال الجاليات اليهودية في اوروبا لها مدارسها الخاصة.
واشار الى ان التحدي الثاني هو النقص الحاد في غرف الدراسة يترتب عليه ان نجد آلافا من الفتيان يتسكعون في الشوارع لعدم وجود مدارس لهم.
واكد ان التحدي الثالث وهو ان هناك عدة مرجعيات تعليمية وهذا يضعف من موقف الهيئات التدريسية تجاه الخطة الاستراتيجية التي يجب ان يسير عليها التعليم في القدس.
وطالب الشيخ صبري بضرورة توحيد الجهود واحياء هيئة المدارس الخاصة لتفعيل دور هذه المدارس.
تحذيرات
من جهة اخرى حذر الناشط في اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان، بشار القريوتي، من مخطط اسرائيلي، لمصادرة أراضٍ واسعة من قرى جنوب نابلس، لصالح مستوطنات الاحتلال الاسرائيلي، منتقدا التقاعس في مواجهة هذا المخطط وعدم مواجهته.
وقال القريوتي، في تصريح صحفي، إن" هذا المخطط الاستيطاني كبير، ويسعى لفصل شمال الضفة الغربية"، لافتا إلى مصادقة الاحتلال على المخطط في مناطق عدة للبدء بالتنفيذ."
وأشار إلى أن المخطط يبدأ من مستوطنة "أرئيل" انتهاءً بمنطقة الأغوار، لافتا إلى إصدار قرارات عدة بهذه الفترة بالمصادقة على المخططات الهيكلية لمستوطنة "شيلو" و"عيليه" و"رحاليم" و"شفوت راحيل" وعدة بؤر استيطانية سيتم شرعنتها، وتثيبت وجودهم في تلك البؤر.
وشدد أن ما ينفذه الاحتلال في هذه الأيام هو عملية عنصرية همجية مخطط لها من الحكومة الاسرائيلية، منبّها إلى أن المشروع يصادر آلاف الدونمات الزراعية.
وقال إن القرار يشمل أراضي من يتما والساوية واللبن جنوب نابلس، وهناك غياب لأي اهتمام بالموضوع لمواجهة القرار الذي صدر في بداية شهر أغسطس الحالي
كما دعا مدير التعليم الشرعي في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الدكتور ناجح بكيرات، إلى ضرورة المقاومة وخوض الحرب ضد مشروع القطار الهوائي من جبل الزيتون إلى باب الأسباط ومن باب المغاربة وباب الخليل وجبل المكبر.
وأكد بكيرات في تصريح صحفي أنه "لابد من تجنيد العالم ضد هذا المشروع المدمر للمدينة المقدسة ذات العراقة والتاريخ، والمنصوص على ضرورة الحفاظ عليها وعلى طابعها وفق قرارات اليونسكو والأمم المتحدة".
وأوضح أن القطار الهوائي يأتي ضمن مشروعات هدفها الأساس بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى بتركيز على منطقة ما يسمى بـ"الحوض المقدس"، لافتًا إلى أن القرار الصهيوني بتسييج جزء من مقبرة باب الرحمة حلقة في سلسلة القرارات الهادفة إلى تطويق المسجد الأقصى والسيطرة على حيزه الخارجي وعليه بالكامل لاحقًا، في إطار تهويده وتهويد المدينة؛ حيث يجري العمل على سلسلة مشاريع الهدف منها جلب المستوطنين عبر المزارات والقطار الخفيف والقطار الهوائي وتكثيف السياحة الداخلية الاستيطانية لخلق تواصل ديمغرافي لتكتمل حلقات الرواية التوراتية الصهيونية في الهيكل المزعوم بعد إبعاد المقدسيين المسلمين عن مسجدهم والاستفراد به لهدمه.
وتابع بكيرات أن نتائج وعواقب هذا المشروع بدأت تظهر، حيث تم التمهيد لمصادرة أرض وقفية في باب الرحمة، إضافة إلى محاولات منع دفن المسلمين، كما تم أيضا مصادرة أراضٍ في باب المغاربة، وفي حي وادي حلوة وفي منطقة باب الخليل ، محذرا بأن هناك أكثر من 2500 بيت ما زالت معرضة لخطر الهدم، ناهيك عن هدم 1400 بيت سابقًا، في محاولة لطرد كل ما هو فلسطيني في القدس.
وأشار إلى محاولات تقليص عدد الرخص، لمنع البناء والاستمرارية داخل مدينة القدس، ومحاولة لخلق كنس جديدة محيطة بالمسجد الأقصى المبارك، أهمها كنيس الخراب، والإعلان عن كنس جديدة تحت الأرض وفي محيط المسجد، وتشكيل أحياء يهودية كاملة على حساب أحياء إسلامية كما تم تحويل حي المغاربة إلى حي يهودي.
وشدد بكيرات على أن المدينة المقدسة وأهلها يتعرضون لحرب خطيرة أعلنها الاحتلال، لفرض السيادة والإدارة، من خلال أكثر من 420 كاميرا وأكثر من 13 مركزًا للشرطة داخل البلدة القديمة ومحيطها، إضافة إلى تعزيز عدد أفراد الجيش داخلها، ووضع الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في كل مفاصل ومراكز ومفارق الطرق، إضافة إلى تضييق الأبواب والتركيز على أبواب البلدة القديمة، ووضع الترسانات الحجرية والإسمنتية على بوابات الأحياء الفلسطينية في شرقي القدس، والتي باتت معزولة عن عمقها في الضفة".