تحذيرات متنادلة بين انقرة واوروربا

الحدث الثلاثاء ٣٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٣٧ م
تحذيرات متنادلة بين انقرة واوروربا

انقرة – عواصم – ش – وكالات

حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في حديث لصحيفة "كاثيميريني" اليونانية نشر امس الثلاثاء من ان تركيا "لن تتمكن من الاستمرار في وقف" تدفق المهاجرين الى الاتحاد الاوروبي اذا لم يتم اعفاء الاتراك من تأشيرات دخول بحلول تشرين الاول/اكتوبر.
ووجه الوزير هذا التحذير مجددا للاوروبيين بعد تسجيل السلطات اليونانية بين الاثنين وصباح الثلاثاء لتدفق جديد قياسي لمهاجرين مع وصول 462 شخصا انطلقوا من السواحل التركية.
وقال الوزير التركي "قامت تركيا بواجباتها" لقطع تدفق المهاجرين بعد الاتفاق المبرم في مارس مع الاتحاد الاوروبي وباتت تنتظر من الاوروبيين "ان يحترموا وعودهم" منها اعفاء الاتراك من تأشيرة شنغن.
واضاف في حال تخلف الاتحاد الاوروبي عن تعهداته "لا يمكن لتركيا ان تستمر في وقف وحدها الهجرة غير الشرعية" الى اوروبا. وتابع "ننتظر اعفاء المواطنين الاتراك من التأشيرات في تشرين الاول/اكتوبر على ابعد تقدير".
وتخشى اثينا كما الاتحاد الاوروبي من ان تسمح تركيا مجددا بتدفق المهاجرين في بحر ايجه في حين ان تسلط النظام التركي بعد الانقلاب الفاشل في 15 تموز/يوليو سبب فتورا في علاقاته مع الاوروبيين.
وتراجع عدد المهاجرين الذين كانوا الصيف الماضي بالالاف في بحر ايجه، الى حوالى مئة يوميا بعد الاتفاق بين الاتحاد الاوروبي وتركيا وينص على اعادة كافة الوافدين بعد 20 اذار/مارس.
لكن هذه الاعداد ارتفعت بعد الانقلاب الفاشل في تركيا وبلغت ذروتها خصوصا بين الاثنين والثلاثاء خلال الصيف. لكن السلطات اليونانية امتنعت عن التعليق على هذا الموضوع وتسعى للحفاظ على التعاون مع انقرة.

موقف اوروبي
على الجانب الاخر قال مفوض الاقتصاد الرقمي والمجتمع بالاتحاد الأوروبي وهو ألماني لصحيفة بيلد امس الثلاثاء إن تركيا لن تنضم إلى عضوية الاتحاد على الأرجح في عهد الرئيس رجب طيب إردوجان.
وبدأت تركيا محادثات للحصول على عضوية الاتحاد عام 2005 لكنها لم تحرز تقدما يذكر. وتشعر دول كثيرة بالقلق من احتمال انضمام الدولة ذات الأغلبية المسلمة للاتحاد كما زاد توتر العلاقات منذ محاولة انقلاب في يوليو تموز.
وقال جونتر أوتينجر في مقابلة مع الصحيفة "من المرجح أن تؤجل هذه المسألة لفترة ما بعد إردوغان."
وأضاف "في ظل الظروف الحالية الانضمام لن يكون واقعيا حتى أواخر العقد القادم."
وقال زيجمار جابرييل نائب المستشارة الألمانية في وقت سابق إنه لا يتوقع حصول تركيا على عضوية الاتحاد خلال حياته السياسية مشيرا إلى أن التكتل لن يكون في وضع يسمح بقبول تركيا حتى لو نفذت أنقرة كل الشروط المطلوبة لذلك غدا.
وفي يونيو أيد مشرعون ألمان وصف قتل أعداد كبيرة من الأرمن عام 1915 بأنه إبادة جماعية وهو ما أغضب تركيا التي ترفض اعتبار قتل المسيحيين الأرمن على أيدي القوات العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى إبادة جماعية. (إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)

ارتفاع غير مسبوق
وصل أكثر من 460 مهاجرا ولاجئا إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا امس الثلاثاء وهو أعلى مستوى منذ أسابيع على الرغم من اتفاق أبرمه الاتحاد الأوروبي مع أنقرة في مارس آذار يقضي بإغلاق هذا المسار أمام المهاجرين.
وسجلت السلطات اليونانية وصول 462 مهاجرا بين صباح يومي الاثنين والثلاثاء ارتفاعا من 129 مهاجرا في اليوم السابق. ودخل معظمهم من جزيرتي ليسبوس وكوس في بحر إيجه.
والأرقام ضئيلة بالمقارنة مع الذين يحاولون الوصول إلى إيطاليا قادمين من افريقيا وهي أقل كذلك من آلاف كانوا يصلون إلى اليونان يوميا الصيف الماضي. وقال حرس السواحل الإيطالي إنه أنقذ نحو 6500 مهاجر قبالة الساحل الليبي أمس الاثنين.
لكن الأعداد تشير إلى أن تدفق المهاجرين لا يزال مطردا بعد خمسة أشهر من إبرام الاتفاق. وبموجب الاتفاق يعاد من يصلون إلى اليونان دون وثائق اعتبارا من يوم 20 مارس آذار إلى تركيا ما لم يتقدموا بطلب لجوء ويقبل طلبهم.
وتقول اليونان إنه تمت إعادة 482 مهاجرا بموجب الاتفاق حتى الآن إلى تركيا ولم يطلب أي منهم اللجوء. ولم تجر إعادة أي شخص رفض طلبه اللجوء.
وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن معدل الوافدين من تركيا إلى الجزر اليونانية بلغ 100 يوميا في أغسطس آب ارتفاعا من 60 في يوليو تموز.

انقاذ مهاجرون
على صعيد ذي صلة يخشى خفر السواحل الايطالي بعد تنسيق عمليات اغاثة حوالى 6500 مهاجر قبالة سواحل ليبيا، من تدفق جديد كبير في هذه المنطقة من البحر المتوسط.
ومساء الاثنين صرح متحدث باسم خفر السواحل الايطالي لوكالة فرانس برس "كنا منشغلين كثيرا اليوم" رافضا التحدث عن اعداد قياسية من المهاجرين. واضاف ان احوال الطقس ملائمة لتدفق جديد.
وانطلاق المهاجرين من سواحل ليبيا يتم على دفعات مع تكثف العمليات عندما يكون البحر هادئا وتدفع رياح جنوبية بالزوارق الى المياه الدولية.
وتضاعفت هذه الظاهرة هذا العام خصوصا وان خفر السواحل كان ينفذ احيانا اكثر من 30 عملية انقاذ منسقة خلال يوم واحد في حين لم يكن تم من قبل تخطي هذه العتبة.
وتم انقاذ اكثر من 13 الف شخص في اقل من اسبوع نهاية مايو و8300 خلال خمسة ايام مطلع آب/اغسطس.
والاثنين تدخلت زوارق خفر السواحل التابعة للبحرية الايطالية وعملية صوفيا الاوروبية للتصدي للمهربين ووكالة فرونتكس الاوروبية والبحرية الايرلندية ومنظمات انسانية لانقاذ 40 زورقا من المهاجرين.
وبثت منظمة "برواكتيفا اوبن ارمز" على حسابها على تويتر مشاهد مخيفة لمهاجرين مكدسين في زورق صيد بلغ عددهم 700 القى البعض انفسهم في البحر بعد الحصول على سترة نجاة للوصول الى المسعفين.

اطلاق نار
من جانبها اعلنت منظمة "اطباء بلا حدود" على حسابها على تويتر ان زورقها الانساني "ديغنيتي" شارك مع "برواكتيفا اوبن ارمز" في عملية اغاثة زورق صيد و15 زورقا مطاطيا.
وبين المهاجرين عدة اطفال ورضع بينهم مولود عمره خمسة ايام تم اجلاؤه بمروحية الى مستشفى ايطالي.
والاحد انقذ اكثر من 1100 مهاجر في المنطقة نفسها وفقا لحصيلة لخفر السواحل الذين ينسقون من روما كافة عمليات الانقاذ شمال المياه الاقليمية الليبية.
ومع ذلك، كان شهر اب/اغسطس أكثر هدوءا بقليل من السنوات السابقة، اذ ان مجموع الوافدين الى ايطاليا قبل عمليات الانقاذ التي تمت في الايام الماضية قد بلغ نحو 105 الاف شخص بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
ومع عمليات الاحد والاثنين قد يبلغ العدد اكثر من 112 الفا و500 مهاجر وهو رقم ادنى من عدد المهاجرين خلال الفترة نفسها من 2015 (116 الفا).
وياتي القسم الاكبر من المهاجرين من غرب افريقيا والقرن الافريقي.
وتنتشر زوارق عسكرية وانسانية باعداد كبيرة هذا العام قبالة سواحل ليبيا لانقاذ المهاجرين الذين يبحرون في ظروف صعبة ويقضي بعضهم خلال الرحلة جراء انبثاق الوقود وانخفاض حرارة الجسم والجفاف وحوادث الغرق.
وبحسب المفوضية العليا للاجئين قضى ما لا يقل عن 3100 مهاجر او فقدوا في المتوسط هذا العام اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا.
لكن الاوضاع متوترة في المنطقة خصوصا منذ تعرض زورق "بوربون ارغوس" التابع لاطباء بلا حدود في 17 من الجاري لاطلاق نار على بعد 24 ميلا بحريا قبالة سواحل ليبيا حيث يدور صراع على السلطة بين الفصائل والسلطات المتنافسة.
ولم يكن اي مهاجر في حينها على متن الزورق ولجأ الطاقم الى مكان آمن بعد رصد زورق يقترب دون ان يكشف هويته.
وصعد المهاجمون على متن الزورق لحوالى خمسين دقيقة قبل ان يغادروا دون احداث اضرار او نهب اي شيء.