عواصم – ش
أعربت لجنة الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية عن قلقها الشديد إزاء ارتفاع معدلات جرائم الكراهية فى بريطانيا، أثناء وبعد الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وذكرت اللجنة - فى تقرير نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي) إن حملة الدعوة الى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى اتسمت بالانقسام ومعاداة المهاجرين ورفع شعارات الانطواء القومى ، وإن السياسيين لم يدينوها وإن بعض وسائل الإعلام شجعتها.
يذكر أن بريطانيا شهدت ارتفاعا فى معدلات جرائم الكراهية منذ التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى ، وذلك بعد حملة ركزت بشكل كبير على مساوئ الهجرة ، وبحسب إحصائيات حديثة ، فإن شرطة انجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية تلقت أكثر من 6 آلاف بلاغ بخصوص جرائم الكراهية فى أعقاب الاستفتاء.
في الثاني والعشرين من اغسطس الحالي كشفت إحصائيات جديدة عن ارتفاع كبير فى عدد حالات جرائم الكراهية العنصرية المشتبه بها فى السكك الحديدية فى المملكة المتحدة، بعد التصويت على مغادرة الاتحاد الأوروبى.
وسجلت شرطة النقل خلال أسبوعين بعد الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبى 119 حادثة إهانة عنصرية مزعومة، وهجمات عنصرية فى المحطات، بما يعادل 8 حالات يوميا.
كما ارتفع عدد جرائم الكراهية العنصرية المزعومة التى سجلتها الشرطة بين 24 يونيو و7 يوليو بنسبة 57%، مقارنة بالأسبوعين الذين سبقهما، وبارتفاع أكبر بنسبة 78% فى الفترة المماثلة من العام الماضى.
وأثارت هذه الحوادث التى تم الكشف عنها، المخاوف من وجود موجة من الإساءة والكراهية ضد الأجانب بعد التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبى.
كما نقلت شبكة "سكاى نيوز" عن بروس ويليامسون من حملة "مستقبل السكك الحديدية" قوله "يجب أن يتمتع كل الركاب بالحق فى دخول المحطة واستقلال القطار دون خوف من سوء المعاملة أو ما هو أسوأ"، مضيفا "هذه الإحصائيات الجديدة مقلقة جدا وتسلط الضوء على الحاجة المستمرة لوجود أطقم فى المحطات والقطارات".
من جانبه قال رئيس شرطة النقل البريطانية كريس هورتون "جرائم الكراهية غير مقبولة تماما وليس لها مكان فى المجتمع أو فى شبكة السكك الحديدية.. ندرك أنه يتم الإبلاغ عن جرائم الكراهية ، وللتصدى لها على نحو فعال، نحن بحاجة إلى وقوف الجمهور فى وجه أولئك الذين يرتكبون هذه الأفعال المقززة وإبلاغنا بذلك".
تحذيرات
من جانبها حذرت لجنة المساواة وحقوق الإنسان البريطانية، من عدم المساواة العميقة وارتفاع جرائم الكراهية فى المملكة المتحدة بعد قرارها بالانسحاب من الاتحاد الأوروبى.
وحث رئيس اللجنة الحكومةعلى وضع استراتيجية شاملة ومتماسكة لمكافحة العنصرية من شأنها أن تعالج القضايا الأكثر إلحاحا المتعلقة بالعنصرية فى المجتمع من أجل تجنب تنامى الانقسامات وزيادة التوترات.
وأفاد رئيس اللجنة ديفيد ايزاك "إن مزيجا من ارتفاع جرائم الكراهية بعد التصويت على الخروج وعدم المساواة العنصرية العميقة فى بريطانيا مقلق للغاية، ويجب أن تعالج على وجه السرعة".
ودعا ايزاك إلى مضاعفة الجهود لمعالجة عدم المساواة التى وصفها "بأنها لا تزال تضرب المجتمع البريطاني".
وطبقا لللتقرير فان السود فى المملكة المتحدة هم أكثر عرضة للوقوع ضحايا للجريمة ومعاملة قاسية فى نظام العدالة الجنائية. كما أنهم أكثر عرضة للقتل مرتين وثلاث مرات أكثر عرضة للمحاكمة والحكم عليهم بالسجن من غيرهم.
زيادة مرعبة
في يوليو الفائت ذكرت صحيفة الجارديان أن جرائم الكراهية ازدادت فى المملكة المتحدة بنسبة 42% فى الأسبوع السابق والتالى للتصويت على الاستفتاء الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والذى انتهى بتأييد الخروج.
واشارت الصحيفة إلى أن الشرطة البريطانية تعتقد أن هذه الزيادة الكبيرة فى الجرائم التى ترتكب بدافع الكراهية، هى الأسوأ على الإطلاق، وأن الاستفتاء على الانفصال عن الاتحاد الأوروبى هو السبب الرئيسى فى ذلك.
وقال مارك هاملتون، رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية: "أعتقد أن النقاش حول الاستفتاء قاد إلى زيادة فى تسجيل جرائم الكراهية. فإنه من الواضح للغاية فى الأسبوعين الآخرين أن الكثير من الناس عانوا من مثل هذه الحوادث أكثر من زى قبل".
وأشار إلى زيادة البلاغات المقدمة للشرطة بنسبة 42%، إلى أكثر من 3000 بلاغ عن جريمة كراهية فى أنحاء بريطانيا فى الفترة بين 16 و30 يونيو. مضيفا "على الأرجح هذه الزيادة هى الأسوأ".
وقال هاملتون إن كان هناك رابط مباشر بين هذه الجرائم والتصويت. وأوضح "البعض اتخذ الاستفتاء كرخصة للتصرف بعنصرية وتمييز. لا يمكننا أن نفصل رد فعل بريطانيا على الاستفتاء عن زيادة البلاغات المقدمة بشأن جرائم الكراهية".
تقرير أمريكى
في مايو الفائت كشف تقرير أمريكى جديد عن تزايد جرائم العنف ضد المسلمين فى الولايات المتحدة، تزامناً مع موسم الانتخابات الأمريكية فى 2016.
وقال موقع "ذا إنترسبت" الأمريكى، إن التقرير الذى نشره مركز التفاهم الإسلامى المسيحى، التابع لجامعة جورج تاون الأمريكية، كشف ارتفاعاً كبيراً فى معدل جرائم الكراهية حدث منذ أواخر العام الماضى، بالتزامن مع دعوة المرشح الجمهورى دونالد ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن تأثير عوامل أخرى فى هذا الأمر، مثل حادث إطلاق النار فى سان برناردينو والنقاش السياسى المكثف حول أزمة اللاجئين السوريين.
وقالت إنجى عبد القادر، التى أعدت التقرير وهى عضو بمجموعة العمل الخاصة بالدين والسياسة الأمريكية فى وزارة الخارجية الأمريكية، إن البيانات الخاصة بهم تشير إلى أن الأفعال والتهديدات بالعنف ضد المسلمين زادت عام 2015، وتصاعدت بشكل أكبر خلال موسم الانتخابات الرئاسية.
وأشار الموقع إلى أن المباحث الفيدرالية "إف بى آى" لم تنشر الأرقام الخاصة بجرائم الكراهية التى استهدفت المسلمين فى 2015، لكن فى الأشهر الأخيرة أثار عدد من مسئولى الحكومة الأمريكية وقادة مجتمع المدنى إمكانية أن تؤدى اللهجة التحريضية فى موسم الانتخابات إلى العنف.
وأوضح تقرير جامعة جورج تاون وقوع 180 حادث عنف ضد المسلمين خلال الفترة من مارس 2015 إلى مارس 2016، منها 12 عملية قتل، و34 اعتداءات جسدية و56 عملا تخريبيا أو تدمير للممتلكات، وتسع محاولات لإشعال النيران وثمانية عمليات إطلاق نار وتفجيرات.
عشرة أضعاف
في ابريل الفائت قال اتحاد لجميعات إسلامية أن جرائم الكراهية المعادية للإسلام زادت بأكثر من عشرة أضعاف فى أسبانيا خلال 2015، وشملت سلسلة من الهجمات على المساجد، وصرح منير بنجيلون مدير اتحاد الكيانات الدينية الإسلامية الأسبانى أنه تم العام الماضى تسجيل اجمالى 534 عملا معاديا للمسلمين ومن بينها اساءات على الإنترنت، بارتفاع كبير من 48 حادثا سجلت فى 2014.
وأضاف أن "هذه الاشكال من الاعتداءات تزداد مع كل عمل عنف يرتكبه فى بلد أوروبي" متطرفون إسلاميون، ومن الأمثلة التى أوردها بنجيلون الهجوم فى يناير 2015 على مجلة شارلى ايبدو الأسبوعية الفرنسية والمتجر اليهودى فى باريس والذى أدى إلى مقتل 17 شخصا، والهجمات المتزامنة على المطاعم وقاعة الاحتفالات واستاد كرة القدم فى العاصمة الفرنسية فى نوفمبر 2015 التى أسفرت عن مقتل 130 شخصا.
وقالت الشرطة الأسبانية انها اعتقلت 14 شخصا لعلاقتهم بجماعات يمينية متطرفة شاركت فى احتجاج أمام مسجد مدريد الرئيسى عقب اعتداءات بروكسل الشهر الماضى، وتجمع المحتجون عند مسجد عمر فى مدريد ووضعوا لافتة كبيرة كتب عليها "اليوم بروكسل، غدا مدريد".
وأصدر اتحاد الجمعيات الإسلامية فى أسبانيا بيانا فى ذلك الوقت قال فيه أن "جماعات متطرفة تتلاعب بالرأى العام من خلال محاولة توجيه الكراهية صوب المسلمين"، كما ذكرت شرطة ضاحية بارلا جنوب مدريد انها اعتقلت رجلا لعلاقته باليمين المتطرف للاشتباه برميه طلاء أحمر على مدخل مسجد ورسم شعار النازية على بابه.
ومنذ اعتداءات بروكسل، تعرضت مساجد فى مدن أسبانية أخرى لاعتداءات بحسب رياى تترى رئيس اللجنة الإسلامية فى أسبانيا والتى تمثل المسلمين فى ذلك البلد والبالغ عددهم 1,89 مليون، وسجلت وزارة الداخلية الأسبانية 70 جريمة كراهية ترتبط بالمعتقدات الدينية العام الماضى فى حين كانت 63 جريمة فى 2014.