عملية تحرير الموصل اصبحت وشيكة

الحدث الثلاثاء ٢٣/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٤٢ م
عملية تحرير الموصل اصبحت وشيكة

بغداد - ش - وكالات

بدأت القوات الخاصة العراقية امس الثلاثاء عملية لاستعادة السيطرة على ناحية القيارة، الى الجنوب من الموصل شمال البلاد من قبضة تنظيم داعش حسبما اكدت مصادر امنية لفرانس برس.
تقع ناحية القيارة على الضفة الغربية لنهر دجلة، على بعد حوالى 60 كيلومترا الى الجنوب من الموصل، اخر اكبر معاقل تنظيم داعش في العراق.
وقال العميد فراس بشار المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى لفرانس برس "انطلقت العملية فجر امس الثلاثاء بمشاركة قوات مكافحة الارهاب وقوات الجيش بمساندة طيران التحالف الدولي بعد اكمال الاستعدادات لاقتحام ناحية القيارة ".
واضاف ان "العملية حققت تقدما كبيرا لاقتحام الناحية واعطت اهمية كبيرة للحفاظ على ارواح المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعا بشرية".
واكد صباح النعمان المتحدث باسم قوات مكافحة الارهاب لفرانس برس ان "عملية تحرير القيارة بدأت صباح امس بقيادة قوات مكافحة الارهاب ومساندة الفرقة التاسعة والعملية مستمرة وتحقق اهدافها".
واضاف ان "القيارة ستطهر وستحسم المعركة سريعا وستكون تاكيد للمعركة الاخيرة معركة تحرير الموصل".
وردا على سؤال حول دعم الاهالي، قال النعمان "هناك تنسيق يجري مع الاهالي"، رافضا الكشف عن تفاصل اكثر "لدواع امنية ".
من جانبه، اكد صالح الجبوري مدير ناحية القيارة لفرانس برس ان "القوات الامنية حررت مركز شرطة الناحية وسوق القيارة وعددا كبيرا من الاحياء السكنية والتقدم مستمر لتحرير المدينة بالكامل".
واشار الى "وجود حوالى 15 الف مدني محاصرين من قبل الجهاديين داخل القيارة" مؤكدا انه "سيتم توزيع المساعدات عليهم فور تحرير الناحية".
وشدد الجبوري الى ان "قوات مكافحة الارهاب حققت تقدما سريعا (...) وقتل وهرب غالبية عناصر داعش خصوصا المحليين" منهم.
وركزت القوات العراقية بعد تحرير مدينة الفلوجة في يونيو، على التوجه لتحرير مدينة الموصل ثاني اكبر مدن البلاد على بعد 370 كلم شمال بغداد.
استطاعت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي، في يونيو، السيطرة على قاعدة القيارة الجوية التي تعد اكبر القواعد العسكرية الاستراتيجية في شمال العراق.

نزوح هائل
من جانبها قالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة امس الثلاثاء إن مئات الألوف من العراقيين في الموصل وحولها قد يجبرون على النزوح بسبب هجوم الجيش لاستعادة المدينة من تنظيم داعش .
وقال أدريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية في إفادة للصحفيين "في الموصل نعتقد أن وضع النازحين قد يزداد سوءا بدرجة كبيرة." وأضاف أن المفوضية تحتاج للمزيد من الأراضي لإقامة المخيمات.
وتابع "الأثر الإنساني للهجوم العسكري من المتوقع أن يكون هائلا وربما يتأثر نحو 1.2 مليون بالهجوم."
وكانت طائرات القوات الجوية العراقية قد القت في وقت سابق آلاف المنشورات على مركز ناحية "القيارة" جنوب الموصل بمحافظة نينوى شمالى العراق تدعو فيها المواطنين إلى مغادرة المدينة فوراً والتوجه إلى قرية "التيينة" ومجمع الدور السكنية بقاعدة "القيارة" العسكرية.
وذكرت خلية الإعلام الحربى بقيادة العمليات المشتركة أن القوات العراقية ستقتحم مركز مدينة القيارة وننصح المدنيين فيها بالمغادرة تفادياً لوقوع أى خسائر بشرية، وقالت: إن القوات حاصرت مسلحى داعش ولم يبق إلا تلقى الأوامر لاقتحام المدينة بين لحظة وأخرى.
يذكر أن المرحلة الثانية لتحرير نينوى انطلقت يوم السبت 18 يونيو بمشاركة قوات "مكافحة الإرهاب" والفرقة المدرعة التاسعة بالجيش وقوات تابعة قيادة عمليات صلاح الدين وعمليات تحرير ‏نينوى وحشد العشائر بإسناد من طيران العراق والتحالف الدولى بهدف تحرير قضاء الشرقاط بصلاح الدين وناحية القيارة جنوب ‏الموصل، وتمكنت من تحرير قاعدة "القيارة" الجوية التى تبعد 60 كم من مدينة الموصل يوم السبت 9 يوليو كما سيطرت على العديد من القرى فى محيطها

دعم دولي
من جهته بحث وزير الخارجية العراقى، إبراهيم الجعفرى، فى بغداد مع مساعد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جورجى بوستن مستجدات الأوضاع الأمنية والسياسية والدعم الدولى للعراق وجهود الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابى.
ودعا الجعفرى لتوفير المساعدات لعملية تحرير الموصل من قبضة داعش، مشيدًا بمواقف الأمين العامِّ للأمم المتحدة بان كى مون تجاه وحدة العراق.
وقال الجعفرى أن انتصار العراق على داعش انتصار لأمم وشعوب العالم؛ منوها بأنَّ حجم الدعم الذى تقدمه الأمم المتحدة للعراق يعكس إنسانيتها تجاه العراق الذى يواجه حربا عالمية ضد داعش، ويمر بظروف اقتصاديَّة صعبة تتطلب المزيد من الدعم الدول.
ولفت إلى أن العراق سيتجاوز الأزمة الراهنة ويأخذ دوره الريادى فى المنطقة والعالم، وقال: أن الحكومة العراقية ماضية فى تحقيق الإصلاحات المطلوبة التى من شأنها القضاء على الفساد وكلِّ المُعوِّقات التى تواجه بناء الدولة.
من جانبه، أكد بوستن التزام الأمم المتحدة بدعم العراق وتوفير المساعدات الإنسانية للقضاء على الإرهاب، وقال أن العراقيين يحققون الانتصارات فى حربهم ضد داعش، وإنَّ الأمم المتحدة تعمل إلى جانب الحكومة العراقـية فى توفير المستلزَمات الضروريَّة للقضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق
في الوقت نفسه نفى السفير الأمريكى لدى العراق ستيوارت جونز، وجود صلة بين تأخر معركة تحرير الموصل مركز محافظة نينوى، من يد تنظيم "داعش" الإهاربى، وانتخابات الرئاسة الأمريكية، وقال: إنه تم تشكيل لجنة عليا للتنسيق ومتابعة الملفات العالقة بين حكومتى بغداد وأربيل.
واعتبر جونز - فى تصريحات للصحفيين بمبنى السفارة الأمريكية ببغداد بمناسبة قرب انتهاء مهمته بالعراق - أن مشاركة "الحشد الشعبى"، فى معركة تحرير الموصل قرارا داخليا عراقيا، لافتا إلى أن هناك تعاونا مشتركا بين القوات المسلحة العراقية و"البيشمركة" الكردية لتحرير المناطق التى تقع تحت سيطرة داعش.
وأشار إلى أن واشنطن قدمت مساعدات للبيشمركة بقيمة 415 مليون دولار، تنوعت بين رواتب لعناصر البيمشركة وتجهيزهم بالوقود والغذاء بالتنسيق مع حكومة بغداد.
وأكد جونز أهمية وجود تنسيق بين القوات العراقية والبيشمركة من أجل هزيمة داعش، مشيرًا إلى أن السياسة الأمريكية تدعم برنامج اصلاحات رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى وعمليات تحرير المناطق .