معارك الحسكة تتحدى الوساطات

الحدث الاثنين ٢٢/أغسطس/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م
معارك الحسكة تتحدى الوساطات

الحسكة (سوريا) – طهران – ش

وكالات تجددت المعارك العنيفة لليوم السادس على التوالي بين المقاتلين الاكراد وقوات النظام السوري في مدينة الحسكة مع استمرار الوساطات بين الطرفين لانهاء الازمة، وفق ما نقل صحافي متعاون مع وكالة فرانس برس والمرصد السوري لحقوق الانسان الاثنين.
وتتواصل المعارك غداة تضارب معلومات حول التوصل الى اتفاق تهدئة في المدينة التي يتقاسم الاكراد وقوات النظام السيطرة عليها في شمال شرق سوريا، اذ نفت مصادر كردية عدة تقارير افاد بها مصدر عسكري والاعلام الرسمي حول اتفاق لوقف اطلاق النار.
وبعد هدوء بعد ظهر امس الاول الاحد، افاد صحافي متعاون مع فرانس برس في الحسكة امس الاثنين ان الاشتباكات تجددت بعد منتصف الليل وتركزت في جنوب ووسط المدينة، مشيرا الى ان وحدات حماية الشعب الكردية تقدمت في الجزء الشرقي من حي الغويران (جنوب).
وقال انه شاهد عناصر من الجيش السوري ينسحبون باتجاه الجزء الغربي من الحي.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان بدوره تجدد الاشتباكات الاثنين وتركزها في حي الغويران وحي المساكن (وسط

مفاوضات جارية
واعتبر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان تجدد المعارك يعود الى ان الاكراد "يسعون الى تحسين موقعهم في المفاوضات الجارية برعاية روسية في القامشلي".
ويسيطر الاكراد على ثلثي الحسكة، فيما تسيطر قوات النظام السوري على باقي المدينة.
وبدأت المواجهات الاربعاء باشتباكات بين قوات الامن الداخلي الكردية (الاسايش) وقوات الدفاع الوطني الموالية للنظام، لتتدخل لاحقا كل من وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السوري فيها.
وتصاعدت حدة المعارك مع شن الطائرات السورية الخميس والجمعة غارات على مواقع للاكراد في الحسكة للمرة الاولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل اكثر من خمس سنوات.
وبعد يومين من المفاوضات، اعلن مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاحد التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في المدينة واجلاء الجرحى والقتلى باتجاه القامشلي، الامر الذي سارعت مصادر كردية عدة لنفيه مشددة على انه ليس هناك اي اتفاق.
ووسط هذا التضارب في المعلومات، اتهم مصدر عسكري الاثنين وحدات حماية الشعب الكردية "بخرق الهدنة عبر رفضها اجلاء الجرحى والقتلى الى القامشلي"، فيما نفى مصدر كردي وجود هدنة اساسا، مؤكدا استمرار العمليات القتالية في المدينة.
ومنذ اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات في المدن الكبرى، ولا سيما في الحسكة والقامشلي.
وفي مارس الماضي اعلن الاكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا.

هجوم
وشنت وحدات حماية الشعب الكردية هجوما ضخما امس الاثنين لانتزاع آخر مناطق تسيطر عليها الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا بعد توجيه نداء للفصائل المؤيدة للحكومة للاستسلام وذلك حسبما ذكرت القوات الكردية وسكان.
وقالوا إن القوات الكردية بدأت الهجوم بعد منتصف الليل للسيطرة على منطقة نشوى الواقعة بشمال شرق المدينة والقريبة من موقع مجمع أمني قرب مكتب الحاكم القريب من قلب المدينة.
وكانت وحدات حماية الشعب قد سيطرت في وقت سابق على غويران وهو الحي العربي الوحيد الذي مازال في يد الحكومة.
ويمثل القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي في الحسكة المقسمة إلى مناطق خاضعة للأكراد وأخرى تابعة للحكومة السورية أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية ودمشق منذ اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام.
وأرسل الجيش السوري طائرات حربية ضد هذه الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة لأول مرة خلال الحرب الأسبوع الماضي مما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإرسال طائرات لحماية قوات العمليات الخاصة البرية الأمريكية.
وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية ركيزة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في سوريا وتسيطر على مساحات من شمال البلاد شكلت فيها الجماعات الكردية إدارتها الخاصة منذ بدء الحرب السورية عام 2011.
واتهمت وسائل الإعلام الرسمية السورية قوة أمنية مرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية تُعرف باسم "الأسايش" بخرق وقف لإطلاق النار وقالت إن أفرادها أحرقوا مبان حكومية في الحكسة.

انتقاد ايراني
من جانبها قالت إيران امس الاثنين إن روسيا أوقفت استخدام قاعدة جوية إيرانية لشن ضربات في سوريا بعد أسبوع من إعلان موسكو انطلاق قاذفاتها من قاعدة في إيران لقصف أهداف داخل سوريا.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي قوله "ليس لروسيا قواعد في إيران ولا تتمركز هنا. قاموا بهذه (العملية) وانتهى الأمر في الوقت الحالي."
في القوت نفسه انتقد وزير الدفاع الايراني حسين دهقان امس الاثنين روسيا لانها كشفت عن استخدام قاعدة جوية في همدان لشن ضربات في سوريا ووصف ذلك بانه فعل "استعراضي" وينم عن "عدم الاكتراث".
تاتي الانتقادات التي وجهها الوزير الايراني خلال مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الايراني بعد اعلان روسيا الاسبوع الماضي عن استخدام القاعدة في غرب ايران لضرب فصائل مسلحة وجهاديين في سوريا.
وقال دهقان "طبيعي ان يعنى الروس باستعراض كونهم قوة عظمى ودولة ذات نفوذ وانهم فاعلون في القضايا الامنية في المنطقة والعالم".
واضاف "كان هناك نوع من الاستعراض وعدم الاكتراث في الاعلان عن هذا النبأ".
وروسيا وايران هما الحليفان الرئيسيان للنظام السوري لكن ايران حذرة في الاعلان عن حجم تدخلها في النزاع كما انها حساسة بشأن اي تلميح الى السماح لقوى اجنبية بالتمركز في اراضيها الامر الذي يعتبر مخالفا للدستور.
وقال دهقان "تعاوننا وسنواصل التعاون مع سوريا وروسيا" موضحا "قررت روسيا استخدام عدد اكبر من الطائرات وزيادة سرعتها ودقتها في العمليات. وبالتالي كانت بحاجة الى اعادة تموين (طائراتها) في منطقة اقرب الى العمليات. ولهذا استخدموا قاعدة نوجة (في همدان) ولكننا لم نعطهم باي حال قاعدة عسكرية".