كابول - ش - وكالات
قال مسؤولون إن حركة طالبان الأفغانية سيطرت على منطقة استراتيجية في إقليم قندوز بشمال أفغانستان امس السبت مما أجبر القوات على التراجع إلى العاصمة الإقليمية التي سقطت في أيدي المتشددين لفترة وجيزة العام الماضي.
وتصاعد القتال كثيرا في أفغانستان منذ أن بدأت حركة التمرد في الانتشار من معاقلها التقليدية في جنوب وشرق البلاد إلى الشمال الذي كان هادئا في يوم من الأيام.
وقال مسؤولون إن المتشددين سيطروا على منطقة خان آباد التي تربط قندوز بطخار وأقاليم أخرى شمالية في الصباح الباكر وإن اشتباكات عنيفة مستمرة في عدد من المناطق الأخرى.
وقال حياة الله أميري وهو مسؤول في خان آباد "هاجمت طالبان المنطقة من مواقع مختلفة وقاومنا لساعات لكننا لم نتلق دعما. وسقطت المنطقة في أيدي طالبان."
ويقول المسؤولون الأفغان في كابول إن نقص الذخيرة وقلة التعزيزات هما السبب الرئيسي في سقوط المنطقة في أيدي طالبان التي تسعى لإجبار الائتلاف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي على الخروج من أفغانستان وفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
ويأتي سقوط خان آباد بعد خمسة أيام فقط من سيطرة طالبان على منطقة في إقليم بغلان المجاور واستيلائها على عدد من السيارات والذخيرة التابعة للقوات الحكومية.
وسقطت عاصمة قندوز في أيدي طالبان للمرة الأولى في سبتمبر أيلول من العام الماضي في أحد أكبر انتصارات الحركة المتشددة منذ الإطاحة بها من السلطة في 2001.
وسلطت سيطرة طالبان على مدينة قندوز لفترة وجيزة الضوء على تنامي قوة الحركة وافتقار قوات الأمن للاستعداد إذ تقاتل القوات الأفغانية حاليا بمفردها إلى حد بعيد منذ أن أنهت معظم القوات الدولية مهمتها القتالية في 2014.
وكانت السلطات الأفغانية قد اعلنت في وقت سابق أن مقاتلى حركة طالبان تمكنوا من السيطرة على مركز للشرطة بإقليم باغلان الكائن فى شمال أفغانستان.
وذكرت شبكة " أيه بى سي" الإخبارية الأمريكية أنه لم يتسن بعد التأكد من وقوع خسائر بشرية جراء الهجوم، إلا أن طالبان أعلنت من جانبها أسر وقتل العديد من رجال الشرطة.
من جانب اخر أكد مبعوث الرئيس الروسى فى أفغانستان ضمير كابولوف أن موسكو لا تلمس وجود أى خطر من المصالحات التى حدثت بين تنظيم داعش وحركة طالبان فى أفغانستان.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن كابولوف قوله - فى تصريحات لوسائل إعلام روسية - "هناك مصالحات محلية بين داعش وطالبان فى بعض مناطق أفغانستان، ولا نلمس أى مؤشرات تؤكد التحامهما فى مناطق أخرى".
وأشار إلى أن داعش وطالبان توقفا عن القتال فى ولاية ننكرهار شرقى أفغانستان لتقاسم السيطرة على عائدات المخدرات، تحت وطأة الضغط الذى يتعرضان له من القوات الأفغانية والأمريكية.
وأوضح المسئول الروسى أن بين داعش وطالبان حاليا هدنة هشة لتفادى إضعاف بعضهما البعض
وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية النقاب عن إبرام تحالف غير رسمى بين تنظيم داعش وحركة طالبان شرق أفغانستان، بهدف التركيز على مواجهة القوات الحكومية المدعومة أمريكيا.
وذكرت الصحيفة- فى مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى أن داعش وطالبان، بعد أكثر من عام من المواجهات الضارية، أبرمتا اتفاقا لوقف إطلاق النار بينهما فى معظم أنحاء شرق أفغانستان، وهو ما ساعدهما على إعادة ترتيب الصفوف ومواجهة الجهود المدعومة من الولايات المتحدة للإطاحة بهما.
وأوضحت أنه حتى قبل عدة أشهر، دخل عناصر داعش فى معارك دامية ضد وحدات طالبان المحلية بهدف الظفر بمقاتلين وأراض فى عدة أقاليم أفغانية، وهو الأمر الذى استغله التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة لإشراك مقاتلين على جبهات متعددة لدحر المتمردين واستعادة الأراضى التى استولوا عليها.
إلا أن الصحيفة نقلت تصريحات لمسؤولين أفغان أكدوا خلالها على أن الجماعتين أبرمتا اتفاقات محلية لوقف القتال بينهما لتركيز اهتمامهما على الحكومة الأفغانية، لافتة إلى أنه نتيجة لهذا الاتفاق، استطاع داعش التركيز على قتال القوات الأفغانية التى تدعمها الولايات المتحدة فى إقليم نانجارهار والاتجاه شمالا نحو إقليم كونار لتأسيس موطئ قدم جديد له فى هذه المنطقة التى ظلت لفترة طويلة معقلا لطالبان والقاعدة سابقا.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال محمد زمان وزيرى قائد القوات الأفغانية شرق البلاد، قوله: "لقد دخل داعش فى معارك دامية ضد طالبان من قبل، ولكن خلال الشهرين الماضيين، لم يحدث أى قتال بينهما".
وأشارت إلى أن تواجد عناصر داعش فى أفغانستان لا يزال وليدا، حتى داخل معقله بنانجارهار، حيث قدر مسؤولون أفغان أن التنظيم لا يزال أصغر عدة مرات من طالبان، متوقعين انهيار الهدنة المبرمة بين الجانبين فى أى لحظة.
وأوضحت أن داعش استغل هذا السلام النسبى مع طالبان لشن هجمات مميتة فى مناطق عدة من أفغانستان، حيث أعلن التنظيم فى يوليو الماضى مسؤوليته عن تفجير انتحارى فى كابول أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصا، فى واحدة من أسوأ الهجمات التى شهدتها العاصمة الأفغانية منذ عام 2001.
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلى أنه رغم العنف العرضى بين مسلحى داعش وطالبان، إلا أن عناصر داعش يحاولون إقامة علاقات ودية مع طالبان، مشيرة إلى أن تحالف داعش مع طالبان يأتى فى الوقت الذى كثفت فيه الولايات المتحدة جهودها لمحاربة التنظيم.
واختتمت الصحيفة بقولها "حتى الآن، يشكك مسؤولون محليون فى إمكانية أن ترقى الهدنة الموقعة إلى تحالف فعلى فى ميدان المعركة، وذلك لسبب واحد هو اختلاف الأيديولوجيات بين الجانبين، حيث أن طالبان تريد رحيل القوات الأجنبية من البلاد، بينما يرغب داعش فى إقامة خلافة عالمية، ولا يريد أى من التنظيمين التخلى عن السيطرة للآخر.