تركيا: "الأسد" أحد الفاعلين بسوريا ويمكن محاورته

الحدث السبت ٢٠/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٥ م
تركيا: "الأسد"  أحد الفاعلين بسوريا ويمكن محاورته

اسطنبول – عواصم – ش – وكالات

قال رئيس وزراء تركيا بن على يلديريم السبت أن تركيا ترغب بالقيام بدور أكبر فى الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة معتبرا أن الرئيس بشار الأسد هو أحد الفاعلين فى النزاع، وقال يلديريم للصحافيين "شئنا أم أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم" فى النزاع فى هذا البلد "ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية" قبل أن يضيف أن "هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا".
واعتبر رئيس وزراء تركيا أن دمشق فهمت أن الأكراد باتوا يشكلون "تهديدا لسوريا أيضا" فى أول رد فعل من أنقرة على الغارات التى شنها الطيران السورى على مواقع كردية فى الحسكة شمال شرق سوريا، وقال يلديريم متحدثا عن تطلع الأكراد إلى وصل المناطق التى يسيطرون عليها فى الجانب الآخر من الحدود التركية "أنه وضع جديد" و"من الواضح أن النظام (السورى) فهم أن البنية التى يحاول الأكراد تشكيلها فى شمال (سوريا) بدأت تشكل تهديدا لسوريا أيضا".
وأضاف، الولايات المتحدة شريك استراتيجى لتركيا وليست عدوا لها

فرار
ميدانيا فر مدنيون من مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا مع استمرار قصف الطائرات الحكومية لمناطق يسيطر عليها الأكراد لليوم الثاني إذ يتهم الجيش السوري القوات الكردية بتأجيج الصراع بالسعي للاستيلاء على المنطقة.
ويمثل القتال الذي اندلع هذا الأسبوع في الحسكة المقسمة إلى مناطق خاضعة للأكراد وأخرى تابعة للحكومة السورية أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية ودمشق منذ اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام.
وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية ركيزة الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتسيطر على مساحات من شمال البلاد شكلت فيها الجماعات الكردية إدارتها الخاصة.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أرسلت إلى الحسكة أمس الخميس لحماية قوات عمليات خاصة تابعة للتحالف ردا على القصف الذي تشنه الطائرات السورية وإن دوريات جوية مقاتلة إضافية أرسلت للمنطقة.
وتمثل الضربات الجوية على الحسكة أول مرة يرسل فيها الجيش السوري طائراته الحربية لضرب جماعات كردية منذ اندلاع الحرب.
وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن السلطات الكردية أجلت اليوم الجمعة آلاف المدنيين من المناطق الكردية في الحسكة.
وقال المتحدث ريدور خليل لرويترز إن عشرات المدنيين قتلوا خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية ووصف المعركة بأنها الأشرس بين الوحدات الكردية والحكومة السورية منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات.
وأضاف "الحسكة تشهد حربا حقيقية الآن."
وقال خليل إن معظم الذين تم إجلاؤهم من النساء والأطفال. وأضاف "كل من يستطيع حمل السلاح يقاتل النظام وعصاباته."
وأضاف "موقفنا حتى الآن دفاعي لكنه سيتغير كليا إذا استمر النظام في التصعيد بهذا الشكل."
وفي أول تعليق على الموقف اتهم الجيش السوري قوة أمنية مرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية تعرف "بالأسايش" بتصعيد "أعماله الاستفزازية" في الآونة الأخيرة ومنها استهداف مواقع الجيش السوري ما أدى إلى مقتل عدد من العسكريين والمدنيين.
وقالت قيادة الجيش في بيان إن الأسايش سعت إلى السيطرة على مدينة الحسكة "الأمر الذي استدعى ردا مناسبا من قبل الجيش العربي السوري باستهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحة المسؤولة عن هذه الأعمال الإجرامية."
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المدنيين يستغلون فترات الهدوء في القتال للفرار من المدينة.
وتفادت الحكومة ووحدات حماية الشعب المواجهة معظم الوقت في الحرب المتعددة الأطراف التي حولت سوريا إلى مناطق منقسمة تخضع لسيطرة الحكومة ومجموعة متعددة من الفصائل المسلحة.
ولدى وحدات حماية الشعب أولوية في القتال هي السيطرة على المناطق التي تقطنها أغلبية كردية في شمال البلاد وحمايتها. وللوحدات صلات بحزب العمال الكردستاني في تركيا.
وبينما تسيطر وحدات حماية الشعب على أغلب الشمال الشرقي تحافظ الحكومة السورية على وجود لها في مدينتي الحسكة والقامشلي على الحدود مع تركيا. وتسيطر وحدات حماية الشعب على معظم الحسكة منذ العام الماضي.
وهذه ثاني معركة كبرى بين وحدات حماية الشعب والقوات السورية هذا العام. وفي أبريل نيسان خاض الطرفان معارك دامية على مدى أيام في القامشلي شمالي مدينة الحسكة. وتسيطر وحدات حماية الشعب على معظم القامشلي أيضا.
وذكر المرصد السوري أن القوات الكردية حققت مكاسب في الشطر الجنوبي من المدينة.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن القتال بدأ بعد أن احتجز مقاتلون موالون للحكومة شبانا أكرادا في تحرك جاء بعد تقدم قوات الأمن الكردية صوب مناطق تسيطر عليها الحكومة.
وقال ناصر حاج منصور وهو مسؤول كردي في تحالف قوات سوريا الديمقراطية المرتبط بوحدات حماية الشعب إن القوات الكردية التي تسيطر بالفعل على معظم مدينة الحكسة انتزعت السيطرة على مبان من الحكومة بينها كلية للاقتصاد.
وقال المرصد السوري إن الكثير من المدنيين يفرون من المناطق المتضررة من القتال وإن المستشفيات في المناطق الكردية من المدينة ليس لديها ما يكفي من الدم والأدوية لمعالجة المصابين.

طائرات التحالف للدفاع
فيما قال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أرسل طائرات إلى شمال شرق سوريا في خطوة"غير معتادة تماما" لحماية قوات عمليات خاصة برية أمريكية من التعرض لهجمات من قبل الطائرات الحكومية السورية .
وقال الكابتن جيف ديفيز المتحدث باسم البنتاجون للصحفيين إن طائرات التحالف وصلت إلى المنطقة الواقعة حول مدينة الحسكة في الوقت الذي كانت طائرتان سوريتان من طراز سوخوي-24 تغادران المنطقة وإن القوات الخاصة الأمريكية كانت موجودة في المنطقة التي تعرضت لهجمات. وأضاف إن الطائرتين السوريتين لم تردا على محاولات القوات البرية الاتصال بهما.
وقال ديفيز إنه ليس لديه علم بأي حالات أخرى أُرسلت فيها طائرات للتحالف للرد على عمليات قصف حكومي سوري.
وأردف قائلا"هذا أمر غير معتاد تماما لم نر النظام يقوم بمثل هذا النوع من العمل ضد وحدات حماية الشعب الكردية من قبل."
وأُرسلت دوريات جوية قتالية إضافية إلى المنطقة من أجل حماية القوات البرية.
وحاولت طائرتان سوريتان يوم الجمعة اجتياز المجال الجوي حول الحسكة ولكنهما غادرتا دون وقوع أي حادث عندما واجهتا طائرات مقاتلة تابعة للتحالف. وكانت طائرات التحالف من طراز إف-22 واقتربت حتى أصبحت على بعد 1.6 كيلومتر من الطائرتين السوريتين .
وشنت الحكومة السورية يوم الجمعة غارات جوية وقصف مدفعي لليوم الثاني مما دفع آلاف المدنيين إلى إخلاء مناطق يقطنها الأكراد بالمدينة. وقُتل عشرات المدنيين خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية.
وقال ديفيز إنه تم الاتصال بالروس من خلال قناة تُستخدم للسلامة الجوية وإنهم أوضحوا أن هذا القصف لا تقوم به طائراتهم.
وأضاف أنه طُلب من الروس إبلاغ الحكومة السورية أن الطائرات الأمريكية ستدافع عن قواتها على الأرض إذا تعرضت لخطر.
وقال "تم تقديم النصح للنظام السوري بشكل واضح بعدم التدخل في شؤون قوات التحالف أو شركائنا" مضيفا أن للولايات المتحدة الحق في الدفاع عن قواتها.
وقال فيصل عيتاني وهو باحث كبير في معهد أتلانتك كوينسل البحثي إن من السهل بالنسبة للحكومة السورية تفادي قصف القواعد الضخمة ولكن قصف مناطق قريبة من قوات وحدات حماية الشعب الكردية التي تدربها القوات الأمريكية سيكون أمرا محفوفا بالخطر بشكل أكبر بكثير.
وأضاف"إذا واصل النظام قصف المناطق القريبة من القوات الأمريكية أعتقد ببساطة حينئذ أن الولايات المتحدة ستسقط طائرات النظام."

>>>>>>>>>>>>>

ملتقط صورة "عمران" السورى: "ليس أول طفل يدفعنى للبكاء"

لندن – ش أثارت صورة الطفل السورى "عمران دقنيش" موجة من البكاء فى جميع دول العالم، بعد التقاطها فور إنقاذه من بين ركام منزله بحى القاطرجى بمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة المتمردين، وتتعرض لعمليات قصف من قبل الطائرات الروسية الموالية لنظام الرئيس السورى بشار الأسد.
وحاورت صحيفة التليجراف البريطانية ملتقط الصورة السورى "محمود رسلان"، للتعرف على كواليس اللقطة التى سلطت ضوءا جديدا على الحرب الأهلية السورية، وأثارت بكاء العالم.
وقال "رسلان"، إنه يعيش على بعد 300 متر من منزل أسرة الطفل دقنيش، وسارع بالذهاب إلى منزله بعد سماع دوى انفجار عقب صلاة العشاء، ومعه 3 إعلاميين.
وأضاف "رسلان"، أنه فور صوله وجد 3 أجساد مسجاة على الأرض، قبل نقلها إلى سيارات الإسعاف، موضحا أن هؤلاء كانوا جيران أسرة الطفل دقنيش، وتم تدمير منزلهم بأكمله بعد القصف الجوى.
واتجه رسلان إلى المنزل المجاور الذى تهدم نصفه، منزل أسرة الطفل دقنيش، ليشارك رجال الإسعاف والحماية المدنية فى عملية الإنقاذ، مشيراً إلى أنهم استخدموا سلم المنزل المجاور لأسرة الطفل دقنيش بعد هدم سلالم منزل الأخيرة جراء القصف الجوى.
وأكد رسلان للتليجراف أن أول من تم انتشاله من ركام المنزل المهدم نصفه كان الطفل عمران دقنيش، موضحا أنه أخرج كاميرته وبدأ تصوير عملية الإنقاذ بالفيديو، متعقباً رجل الإنقاذ الذى حمل دقنيش إلى إحدى سيارات الإسعاف ليضعه فوق مقعد وسط ذهول الطفل المصاب.
وأضاف رسلان، أنه بعد رؤية دقنيش داخل سيارة الإسعاف أدرك أن الطفل، البالغ من العمر 4 سنوات، فى حالة من الصدمة، ليحول الكاميرا من الفيديو إلى التقاط الصور الثابتة، وأن دموعه - رسلان- بدأت فى الانهمار أثناء التصوير، مؤكداً أنها ليست المرة الأولى التى يبكى فيها أثناء تصويره طفلا مصدوما أو فى حالة من الذهول، حيث اعتاد على البكاء، معلقا "نحن مصورو الحروب دائما نبكى".
وأكد "رسلان" أن السبب وراء تأثير دقنيش على وسائل الإعلام العالمية والمجتمع الدولى ذهوله وصدمته وعدم بكائه طوال عملية الإنقاذ، مشيراً إلى أن ما أصاب دقنيش قد يصيب طفلته الرضيعة "أمل"، أو أى طفل آخر فى حلب.
وأخبر "رسلان" التليجراف أن الشىء المشرق فى تلك المأساة هو نجاة أسرة الطفل دقنيش، فشقيقته الكبرى "11 عاما"- التى طلبت من رسلان إيقاف التصوير بعد إنقاذه وانصاع الأخير لمطلبها - خرجت بإصابات طفيفة، ومثلها شقيقته الأخرى (7 أعوام)، فى حين أصيبت والدته بإصابات بالغة فى ساقيها لكنها تتماثل للشفاء، ووالده بجرح طفيف بالرأس.
وتمنى "رسلان" أن تعرّف تلك الصور لأطفال سوريا المتضررين من الحرب الأهلية الدائرة العالم حقيقة الموقف، ليضع نهاية لتلك الحرب الدامية.