أيها الشيطان.. اخرج من بيتي..

مقالات رأي و تحليلات السبت ٢٠/أغسطس/٢٠١٦ ٠٢:٥٢ ص
أيها الشيطان..

اخرج من بيتي..

هل يحـــق لي أن ألـــومــــك.. أم علـي أن ألـــــوم نفسي؟

هــل أنـت مــن سـيهـــدم بيتــي.. أم أنا من سيفعل؟
عندما توظفت «حياة» في قسمي انبهرت كالجميع بحسنها ورقتها. كنت أتطلع للدقائق التي تدخل فيها علّي لأشم رائحتها العطرة وأمتع ناظري بجمالها الأخاذ.
هل أحب الجمال؟ نعم.. ومن لا يفعل.
هل تعدت أفكاري ومشاعري إحساس رجل خمسيني تجاه فتاة يقارب عمرها عمر ابنه البكر؟ لا لم تفعل.
لكني لما شعرت بالود والإعجاب من جهتها تغيرت خريطة حياتي.. وتغيرت مشـــاعـــري بـــل وتغيــرت أنــا فلـــــــم أعـــد نفسي..
في البدء ظننت أنها تتملقني لأني رئيسها، وبعد أعوام مديدة من العمل في موقعي تعودت على تصفح وجوه المتملقين وحكاياتهم. لكني بعد فترة أدركت أنها بالفعل معجبة بي فاستجمعت كل شجاعتي ودعوتها للعشـــاء لأطفــــئ بـركـان الجـــدل المتفجـــر في داخلي..
وافقـــت.. ومــن يومــهــا تغــيــــرت حيــاتي للأبــد..
كرهت صوت زوجتي.. ولم تعـــد أخبار وأزمات أبنائي التي لا تنتهي تثير اهتمامي.. اختفى ألم ركبتي ودبّ في جسدي نشاط لم أعهده في نفسي..
أشهر حب انقضت شعرت فيها بأن «حياة» هي «حياة» جديدة كتبت لي.. حتى تغيرت أحوالها وواجهتني بحديث صعب لم أتوقعه

«أي نهاية ترى لعلاقتنا؟» سألتني ولم أكن أملك الإجابة. كل ما أريده هو ان اختلس نظرات الحب منك صباحا.. وأخطف لحظات لقاء ومكالمات غزل منك مساء.. أما الزواج: فمشروع مدمر لمن هو مثلي.

كيف أواجه أهلك.. وكيف أواجه أهلي.. وكيف ألقي الخبر في وجه أم أولادي.. وكيف أهز علاقتي المتينة بأهلها؟
توقعت.. تأملت أني لو لم أطالبها بأكثر من الحب كأنثى، لن تطالبني بأكثر من الحب كرجل.. ولكم كنت واهماً..
لقد فتحت على نفسي النار -وأنت أيها الشيطان السبب– فمن غيرك كرهني في بطن زوجتي المترهل رغم أن ترهله هذا ثمن لأربعة أطفال ولا أجمل أعدهم في هذه الدنيا ثروتي وأرثي.

من غيرك أنساني تضحيات زوجتي في سبيلي عندما كنت طالبا وكيف كانت تنفق على احتياجات المنزل وتوهمني بأن المصروف الزهيد الذي أمنحه إياها يكفي كي لا تجرح رجولتي؟

أليســـت هــي وعائلتــها من دفعــــوا بي لهــــذا المنصب؟
أليســت هي وعائلتـــها مــن ساعــــدوني في بنــاء صــــرح تجـــاري ليسـند راتبــي الحكـــومـي المتواضع؟
نعم «حياة» وهبتني الشباب ولكن أم أولادي هي التــي وقفــت معـــي طـــوال عمري.
تزين لي اليوم البدء من جديد.. تزين لي اليوم كسر خاطرها وتضخم في عيني تجاعيدها وعيوبها!
نعم أخطأت ولكن للخطأ حدود وللأنانية حدود أيضا..
اتركني أيها الشيطان.. لن تتمكن مني.. واخرج من بيتي..