حسام بركات
توافقت مباراة ليفربول في ضيافة آرسنال بملعب الإمارات مع صدق التوقعات الصاخبة التي سبقت انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
سبعة أهداف في مباراة واحدة خير مؤشر على حجم الإثارة المرتقبة في الموسم الجديد.
الدوري الأقوى في العالم لن يمر في نسخته الحالية -كما أشارت الجولة الأولى منه- بدون عواصف متتالية شديدة الخطورة وزلازل يعجز مقياس ريختر عن تقدير قوتها التدميرية، خصوصا في ظل القامات التدريبية الكبيرة التي اجتمعت في مكان واحد.
انتصارات الفرق المرشحة مثل الجارين اللدودين في مانشستر بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو وغريمه الإسباني بيب جوراديولا، وكذلك الريدز والبلوز بقيادة الألماني يورجن كلوب والإيطالي انتونيو كونتي تعزز الانطباع الصحيح عن شكل المنافسة الحامية المرتقبة.
لن يتنازل أي من هؤلاء المدربين عن فرصة التتويج بلقب البريمير ليج في الموسم الجاري بعد الأموال الطائلة التي ورطوا أنديتهم بإنفاقها لاستقطاب اللاعبين بأغلى الأسعار.. ولكن في النهاية لن يكتب الفوز إلا لفريق واحد فقط.
هذه الحقيقة المرعبة لإدارات الأندية والمدربين تدفع الجميع للتفكير بطريقة مختلفة هذه المرة، وقد راقبنا حجم الانتقادات التي انهالت على المدرب الفرنسي ارسين فينجر بمجرد خسارته من ليفربول في مباراته الأولى.
فينجر الذي رفض تقليد المدربين الجدد في الدوري الإنجليزي ولم يثقل على خزينة المدفعجية مع انطلاق الميركاتو الصيفي ظهر وكانه يغرد وحيدا خارج السرب عندما انتقده مواطنه ولاعبه السابق تيري هنري متهما إياه بالعجز عن إقناع نجوم الصف الأول بمشروع آرسنال لعودة الأمجاد.
الموهبة التي كان يمتلكها فينجر وهي «الإقناع» أصبحت على ما يبدو الصفة الأكثر رواجا عند مورينيو وجوارديولا وكذلك كلوب وكونتي.
وهذا هو الطبيعي .. فمن الصعب على مدرب لم يفز بالدوري منذ ما يزيد عن عقد كامل أن ينافس مدربين سيطروا على الساحة في السنوات الأخيرة، ناهيك عن روح الشباب التي تدعم حظوظهم في اختيار أفضل اللاعبين.
ما يزال باب السوق مفتوحا حتى نهاية الشهر الجاري، وما تزال الفرصة متاحة أمام المترددين للتسوق الأخير قبل إغلاق البورصة حتى الشتاء.
فهل يظفر بكأس الدوري الإنجليزي مدرب شاب جديد هذه المرة؟ أم يستفيد فينجر من درس الإيطالي العجوز كلاوديو رانييري مع ليستر سيتي؟
husam@karmicholding.com