ش - تهاني الشكيلية
حقق الطفل نبراس الرحبي البالغ من العمر الحادية عشر عاما من ولاية دماء والطائيين، نجاحا باهرا بالوصول لأعلى قمم بلدته مس، البداية كانت إلى القمة التي يوجد فيها برج الحصن وهو أحد أهم الأبراج الذي تشتهر به البلدة ،حيث يبلغ الارتفاع للوصول إليه أكثر من 600 متر ،واستغرقت رحلة الطفل للوصول إلى البرج ما يقارب الثلاث ساعات.
ويقول والد الطفل "بعد النجاح الذي حققه نبراس بالوصول لبرج الحصن ،رجع إلى المنزل وطلب مني أن أذهب به إلى حصن آخر يسمى الواسط للاستكشاف والمغامرة والتعمق فيما وصل إليه أجدادنا.
ويضيف "علما بأن في هذا الحصن تم نحت أسماء أجدادنا فيه ، ولازالت الآثار موجودة حتى يومنا هذا، ومن أبرز الأسماء جده الشيخ سالم بن حسن الرحبي، الذي كان شيخا لهذه المنطقة في الزمان القديم ،و ألاحظ بكثره أن ولدي نبراس يتوق جدا للتعرف على مثل هذه الأماكن والمواقع التي تجسد حضارة عمان الغالية وماضيها التليد".
وتقول عمة الطفل دلال الرحبية التي رافقته في رحلته الأولى و وثقت الرحلة "من أهم الأسباب التي في اعتقادي دفعت نبراس للتعلق الكبير بهواية تسلق الجبال ربما يعود للمناظر الخلابة والقلاع والحصون الأثرية المنتشرة في مختلف أرجاء ولاية دماء والطائيين وبالذات ببلدتنا مس ،علما بأن سبب تسمية البلدة بهذا الاسم على حسب ما يتم تداوله هو لأنها تمسسها الجبال من كافة الاتجاهات .
وتضيف "و تشتهر البلدة بوجود أبراج أثرية تجسد روعة ما وصل إليه أجدادنا في مجال التخطيط المعماري والهندسي بما تضمه من مكنونات حضارية وثقافية والتي ستظل بعظمتها وشموخها شواهد حية على براعة الإنسان العماني ، وإسهامه البارز في الحضارة الإنسانية ،ومن أشهر الحصون والأبراج التي تزخر بها بلدة مس هي برج الحصن وبرج المسبار، فعند وصول السائح أو الزائر لتلك القمة ينتابه شعور غريب جدا ومنظر ساحر فيرى من خلاله البلدة بكافة أرجائها والمواقع السياحية كمزارع الوغله وعين الوغله وبرج المسبار وبرج الحصن والأودية والسلاسل الجبلية المطلة على ذالك الموقع.
وتخاطب الرحبية المختصين بوزارة السياحة قائلة "ولاية دماء والطائيين بشكل عام وبلدة مس بشكل خاص تمتلك مقومات سياحية جدا رائعة وينقصها اللفته الكريمة من المختصين بوزارة السياحة لتطوير منها ليكون مكان سياحي ملفت للأنظار أكثر ،وذلك بتوفير كافة الخدمات التنموية والمتميزة بها لاستغلال المواقع الطبيعية والنهوض بها سياحيا واقتصاديا، وبالنسبة لي شخصيا أجد مثل هذه الأماكن متنفسا لي وملهمة لكتابة مجموعة من الأبيات الشعرية الوطنية كوني عاشقة لكتابة الشعر لعمان الخير وقائدها المغوار وشعبها الوفي".
وعند سؤالنا لنبراس عن رسالته للأطفال أمثاله أجاب " طبعا بفضل تشجيع أهلي الكرام لهواياتي ومهاراتي فأنا من تطور لتطور آخر واتمنى من جميع الأطفال أمثالي استغلال أوقات الفراغ فيما يفيدهم واتمنى للجميع التوفيق في كافة المجالات".
ويوجه أبو نبراس الرحبي كلمة للأباء قائلا: اتمنى من كافة الأباء تشجيع ابنائهم لممارسة هواياتهم ومهاراتهم المختلفة والمساهمة في صقل مواهبهم لما في ذلك من نتائج إيجابية لهم مستقبلا ، ومهارة صعود الجبال موهبة جميلة جدا لدى ابني نبراس وذلك لحب الاستكشاف والمغامرة والتعرف على التراث العماني القديم وما خلفه الأجداد من حصون وأبراج نفتخر يها نحن اليوم .