توجيهات واضحة للحد من عبء الأمراض غيرالمعدية

بلادنا الاثنين ١٥/أغسطس/٢٠١٦ ٢٢:٥٧ م
توجيهات واضحة للحد من عبء الأمراض غيرالمعدية

مسقط -
تم إعداد السياسة الوطنية للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية (2015 - 2025) من قبل اللجنة الوطنية للأمراض غير المعدية بالتعاون والتشاور مع مختلف القطاعات الوطنية ذات الصلة والشركاء الآخرين.

وتوفر هذه السياسة توجيهات واضحة لمجموعة من المجالات الاستراتيجية للحد من عبء الأمراض غير المعدية وتحسين نوعية الحياة للمجتمع العماني.

ومن المؤمل أن تكون التوجيهات والمجالات الاستراتيجية مرشداً للقطاع العام والقطاع الخاص وللأفراد والمنظمات العاملة في التصدي للأمراض غير المعدية والوقاية منها.
وقد بذلت جهود مقدرة لصياغة هذه السياسة الوطنية للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية لتتلاءم مع السياسات الصحية الوطنية والعالمية في هذا المجال، آخذة بعين الاعتبار وضع السلطنة وأولوياتها.
وفي أثناء العمل التشاوري لإعداد هذه السياسة تمت مراجعة عدد من الوثائق الأساسية والأدبيات الوطنية والعالمية التي دعمت وضع هذه السياسة، ومن بينها على سبيل المثال الرؤية المستقبلية للنظام الصحي 2050، والخطة الخمسية الثامنة للتنمية الصحية (2010 - 2015) والخطط الخمسية للتنمية الصحية السابقة، والخطط الاستراتيجية العالمية والإقليمية لمنظمة الصحة العالمية للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية.
وفيما يأتي يواصل مدير دائرة الأمراض غير المعدية د.أحمد البوسعيدي حديثه حول ما احتوت عليه السياسة الوطنية للأمراض غير المعدية.

الرؤية والرسالة والأهداف

يقول د.البوسعيدي إن رؤية السياسة هي الوصول إلى حياة أفضل للمجتمع العماني من خلال تقليل عبء الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها والرسالة التي تحملها السياسة هي توجيه كل من القطاع الصحي ذات العلاقة نحو تقليص عبء الأمراض غير المعدية وبالتالي تحسين نوعية الحياة للمجتمع العماني، والتي سيتم تحقيقها من خلال جهود الشراكة والتعاون من قبل وزارة الصحة والقطاعات ذات العلاقة والشركاء.

وتهدف السياسة إلى العمل على الوقاية من أو تأخير حدوث الأمراض غير المعدية ومضاعفاتها المصاحبة، وتحسين التدبير العلاجي، للوصول إلى نوعية حياة أفضل وأطول وأكثر إنتاجية للمجتمع العماني.
أما عن المبادئ التوجيهية لهذه السياسة فقال إنها تشمل:
- إدراج الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية ضمن الأجندة الصحية الوطنية ذات الأولوية القصوى، وتأكيد استدامة الالتزام السياسي لتوفير الموارد المالية الكافية وتوفير الموارد البشرية المؤهلة والتشريعات الداعمة.
- تعزيز التدخلات والمبادرات التي تسهم في تمكين المجتمع، وتعزيز التعاون بين القطاعات ذات العلاقة وتفعيل الشراكة للتصدي للعوامل والمحددات المتعلقة بالأمراض غير المعدية.
- توفير وتسهيل الحصول على خدمات الرعاية الصحية العالية الجودة والكفاءة والمردود وبأقل تكلفة ممكنة للمصابين بالأمراض غير المعدية أو المعرضين لعوامل الخطورة الرئيسية.
- تبني “نهج دورة الحياة” للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية والذي يلبي الاحتياجات المتغيرة للفئات العمرية المختلفة بدءا من الرعاية ما قبل الحمل وحتى مرحلة الشيخوخة.
- التغطية الصحية الشاملة من خلال إدراج وتكامل أنشطة الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية في خدمات الرعاية الصحية الأولية وتعزيز الفحص والتشخيص المبكر، وضمان علاج الأمراض غير المعدية في الوقت المناسب استناداً إلى الممارسات العلاجية المبنية على الأدلة والبراهين.

مجتمع صحي منتج

- التطرق للمحددات الاجتماعية للصحة لجميع السكان من أجل الوصول إلى مجتمع صحي منتج اجتماعيا واقتصاديا.

- الإسراع في تنفيذ الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ بما في ذلك متابعة التدخلات الست الفعالة للمساهمة في تحقيق الهدف العالمي “خفض نسبي قدره 30 % في معدل انتشار استخدام التبغ الحالي للأشخاص الذين أعمارهم 15 سنة فما فوق”.
- دعم الإجراءات التي تعزز الغذاء الصحي والمتوازن، بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية للغذاء والنشاط البدني وإطارها الإقليمي وكذلك الاستراتيجية الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية للتغذية وذلك للمساهمة في تحقيق الهدف العالمي “خفض نسبي قدره 30 % في متوسط تناول السكان للملح”.
- تعزيز السكن الصحي والمعيشة والتنمية الحضرية والريفية وتسهيل التنقل الآمن والنشط مثل المشي وركوب الدراجات وتوفير المساحات والمماشي ومرافق الترفيه والرياضة ومراعاة تمكين النساء والفتيات من القيام بالنشاط البدني وقت الفراغ وذلك للمساهمة في الهدف العالمي “خفض نسبي قدره 10٪ من الخمول البدني”.
- العمل على استدامة التدخلات الفعالة للتثقيف والتوعية الصحية للمجتمع من خلال تشجيع مشاركة المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية ووسائل الإعلام والمتطوعين الصحيين.
- تطوير البرامج التعليمية، وآليات الدعاية والتسويق الاجتماعي، ونظم المعلومات والتواصل والتثقيف المبتكرة.
- تمكين المجتمعات والأفراد وتنمية وتطوير موارد وقدرات المجتمع الكامنة لتعزيز أنماط الحياة الصحية ودعم الناس المصابين بالأمراض غير المعدية.
- دعم الإجراءات الرامية إلى تعزيز النظام الغذائي الصحي المتوازن، وممارسة النشاط البدني، والحد من التعرض لعوامل الخطر السلوكية الأخرى، من أجل المساهمة في الوصول إلى الغايات العالمية للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية والمتعلقة بخفض انتشار ارتفاع ضغط الدم بنسبة 25 % والزيادة بنسبة صفر بالمائة لمعدل انتشار مرض السكري والسمنة وإعادة توجيه الخدمات الصحية تعزيز وتقوية قدرة النظام الصحي للاستجابة بشكل أكثر فعالية وعدالة لاحتياجات لرعاية الصحية للأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير المعدية من حيث الموارد البشرية، والبنية الأساسية، والإمدادات، والمعدات، وتكنولوجيا المعلومات، للمساعدة في الكشف المبكر والعلاج الفعال، فضلاً عن الرعاية على المدى الطويل من حيث خدمات التأهيل والمساندة للمصابين بالأمراض غير المعدية.
- اعتماد الاستراتيجيات المتعلقة بإدراج وتكامل الأنشطة والتدخلات الخاصة بالأمراض غير المعدية التعزيزية والوقائية والعلاجية والتأهيلية على جميع مستويات الرعاية الصحية وعبر دورة حياة وتتبع طريقة تنفيذها من قبل كافة الشركاء وأصحاب العلاقة المعنيين.

الاستراتيجيات الملائمة

- اعتماد الاستراتيجيات الملائمة لضمان حصول المرضى على العلاج والدواء والنصح والمشورة بما في ذلك مراقبة نسبة السكر في الدم لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية لأجل المساهمة في الوصول للهدف العالمي بحصول 50 % على الأقل من المرضى للعلاج والنصح والمشورة.

- وضع معايير الرعاية الصحية القياسية الخاصة بالفحص والكشف المبكر والتدبير العلاجي للأمراض غير المعدية، والمبنية على البراهين والأدلة العلمية والفعالية والجدوى الاقتصادية من حيث الكلفة، على كافة مستويات الرعاية في النظام الصحي مع التركيز على الرعاية الصحية الأولية.
- اعتماد الاستراتيجيات المطلوبة لعلاج الأمراض غير المعدية الرئيسية بالمرافق الصحية في القطاعين العام والخاص، من أجل المساهمة في الوصول للهدف العالمي من توافر 80 % من التكنولوجيا الطبية والأدوية الأساسية وبكلفة مناسبة.

- مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير المعدية للرعاية بأنفسهم (الرعاية الذاتية) وتدبير شؤونهم بشكل أفضل من خلال توفير وإتاحة وسائل وأدوات التثقيف والتعليم الذاتي والحوافز المشجعة.

- تعزيز القدرات الوطنية للوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية بما يتوافق مع المعايير الدولية للرعاية الصحية والمبادئ التوجيهية القائمة على الأدلة بما في ذلك التعليم المهني المستمر للموارد البشرية.

- تحسين المعارف والمهارات والبيئة المحفزة للعاملين الصحيين للتصدي للأمراض غير السارية ووضع خطط تنمية الموارد البشرية الصحية لتلبية الاحتياجات المستقبلية بما في ذلك رعاية المسنين.

- تقديم خدمات النصح والإرشاد ووسائل التغيير السلوكية لمساعدة الأشخاص على اكتساب مهارات الرعاية الصحية الذاتية التي تمكنهم من الوقاية والسيطرة على الأمراض غير المعدية.
- تقوية وتعزيز قدرة الأفراد والأسر على اتخاذ الخيارات الإيجابية للحد من مستوى مخاطر الأمراض غير المعدية.
- التعاون وإقامة الشراكات الفعالة مع القطاعات الوطنية ذات الصلة بالصحة والمنظمات الدولية والمؤسسات التعليمية والبحثية.
- تعزيز أوجه التناغم والتنسيق بين البرامج التي تتناول الوقاية من الأمراض غير المعدية والسيطرة عليها وبين المبادرات والأولويات الصحية العالمية والإقليمية الأخرى مثل التنمية المستدامة ودرء آثار التغير المناخي.

- تفعيل التواصل وبناء الشبكات ونقل المعرفة ونشر الممارسات الجيدة بين المراكز الوطنية والدولية والمعاهد البحثية المرموقة.